بغداد- العراق اليوم: يعكس الخبر الذي كشف عنه السفير العراقي المعتمد لدى طهران، نصير عبد المحسن، من فحوى رسالة رئيس مجلس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، وتأكيده الرفض العراقي القاطع لأي عقوبات أممية على طهران، بطلب من الولايات المتحدة، والذي نشره (العراق اليوم)، يعكس الموقف الرسمي والجاد الذي يتخذه رئيس الحكومة الكاظمي، وهو موقف عقلاني وحقيقي، وأيضاً فيه جوانب من مراعاة حسن الجوار، وكذلك الرغبة الدائمة للدفع بالأمور قدماً بإتجاه الحلول، بعيداً عن مفاقمة أزمات ومعاناة الشعوب التي ستكون المتأثر الأكبر في أي عقوبات او تصعيد قد تشهده المنطقة. الرئيس الكاظمي بموقفه هذا، والذي ينبع من إيمان شخصي، بضرورة أنهاء الخلافات، والتوصل الى صيغ مقبولة لدى كل اطراف النزاع، بما يجنب المنطقة المزيد من ويلات الحروب والدمار، أنما يعكس بموقفه هذا، القدرة العراقية في أن تتخذ القرارات الحاسمة والمهمة في اللحظة المناسبة، بعيداً عن إتهامات الخضوع او الاملاءات التي تحاول بعض الأطراف الصاقها بالسياسة الخارجية العراقية. هذا الموقف الإساني، وأيضاً الذي يقدر حاجة المنطقة الى التهدئة، يأتي ليقطع ألسنةِ المتخرصين الذين يصطادون بالمياه العكرة, فالكاظمي أثبت في كثير من المواقف انه يدرك قبل غيره أهمية الجارة ايران الستراتيجية للعراق، وأهمية العراق المحورية لإيران أيضاً، لذا فأنه ينأى بالعراق عن الوقوع في أي محور مضاد أو مخالف بما يؤجج الصراع على مصراعيه. بهذا الفهم للمصلحة العراقية العليا، ومصلحة المنطقة، يعمل الكاظمي وفريقه في السياسة الخارجية، وستكشف الأيام المقبلة المزيد من مواقف العراق القوية والداعية لوقف الصراع المضر بمصالح الجميع، والرغبة الواضحة من جانبه في تجنيب شعوب المنطقة ويلات حروب لا تخدم سوى أجندة الشر، ومحاور التخريب التي آن لها ان تتفكك.
*
اضافة التعليق