متابعة - العراق اليوم:
ضربتان في ساعات قليلة، وبنفس النتيجة، واختلاف الملعب والبطولة، ريال مدريد سقط 1-2 أمام إشبيلية لينهي رقمه القياسي، ثم سقط 1-2 أمام سلتا فيجو ليصبح مهدداً بالخروج من بطولة الكأس.
لا يبدو الجمهور المدريدي بنفس الراحة التي كان عليها يوم الانقلاب المتأخر غير المبرر على ديبورتيفو لاكورونيا، أو الفوز المعقد في نهائي كأس العالم للأندية على فريق أقل منه جودة بكثير، وكلها كانت مباريات لا يجب الاحتفال بها عند مشاهدة الأداء والظروف، لكن النتائج جعلت الكلام عن السلبيات وقتها “محرماً”.
رغم الخسائر، ورغم بعض القلق، ما زال ريال مدريد في دائرة راحة مقبولة، وذلك للأسباب التالية:
ظروف معقدة لا تتكرر
الخسارة أمام إشبيلية جاءت في ظروف غريبة، انقلاب في الدقائق الأخيرة بهدف عسكي سجله راموس في مرماه، ثم نسيان زيدان للتبديلات وعدم تدخله، فهدف من تسديدة بعيدة ينهي نمو الرقم القياسي، وبعدها جاء نسيان دانيلو لمركزه، ثم هدية دفاعية لسلتا فيجو بعد التعادل.
مثل هذه الظروف غير القابلة للتكرار بسهولة خلال اللقاء، زاد عليها ظروف بدنية معقدة، فخلال 14 يوماً لعب الفريق 5 مباريات مرهقة، في ظل غياب أسماء بارزة مثل جاريث بيل وبيبي وانضم لهم خاميس رودريجيز وإيسكو، وذلك بعد فترة سابقة من غياب اللاعبين أمثال كروس وفاسكيز وكوفاسيتش، ليتم تجريد ريال مدريد لفترة من الزمن من سلاح الدكة القوية، مما أظهر بعض الإرهاق على اللاعبين في انطلاقة السنة، وهي مسألة من المتوقع أن يبدأ حلها في الأيام القيلة المقبلة مع بدء عودة الغائبين تباعاً.
ورغم أنباء غياب كارفخال لفترة، فإن استعادة لاعبي خط الوسط وبيبي سيكون من شأنه إعطاء زيدان الفرصة للتدخل خلال المواجهات التي تفلت منه.
تم تقليص الفارق .. نقطة !
رغم أن إشبيلية يحلم بالفوز بلقب الدوري الإسباني، لكن القناعة العامة بأن ريال مدريد برشلونة يتنافسان من أجل اللقب.
قبل مباراة فياريال وبرشلونة، كان المدريديون يعيشون بسعادة ويشعرون بالتفوق، ومنذ تلك اللحظة حتى اليوم، تم تقليص الفارق نقطة واحدة فقط، فهل هذه النقطة تخلق كل هذا الرعب؟
الفريق متحد .. لو أراد رونالدو
تم تسريب بعض الأنباء من أجواء غرف الملابس بعد الخسارة أمام إشبيلية، وأن الفريق أعلن اتحاده، وتجمع حول مدربه، معلنين الفخر بما تحقق من رقم قياسي.
يبدو ريال مدريد متحداً أكثر من أي وقت مضى منذ أواخر عصر دل بوسكي قبل الدخول فيما يسمى عصر الجالاكتيكوس الأول الذي فكك المجموعة، الجميع مستعد للانصهار ضمن التشكيل، والجميع مستعد للجلوس احتياطياً من أجل النتائج الأفضل.
الشخص الوحيد الذي قد يقلب الطاولة على زين الدين زيدان من دون أن يتعمد ذلك هو كريستانو رونالدو، فهو شخص يغضب للخسارة ولا ينتبه لما يقوله، فما نسب له من تصريحات غاضبة تجاه راموس، قد ينجم عن تكرار مثل هذه التصرفات معركة لا شعورية مع اللاعبين وتتوتر الأجواء، لكن ما دون ذلك فالريال بخير ما دام لا يتوتر.
البطولة الأهم جدولها يعطي فرصة للتنفس
حتى نهاية الشهر سيتواصل الجدول المضغوط، لكن ريال مدريد وضع منذ بداية الموسم هدفاً يتمثل بالفوز ببطولة الدوري التي لم يحققها إلا مرة واحدة منذ عام 2008.
جماهير ريال مدريد وإدارته ولاعبوه يعرفون أنه لا بد من الفوز بها، ولحسن حظ زين الدين زيدان أنه يملك جدولاً مريحاً حتى يتوقف ضغط المباريات المجنون الحالي.
مع ملقا ووسوسيداد في سانتياجو برنابيو، بينهما مباراة سلتا فيجو التي يمكن التضحية بها، ثم يبدأ اللعب كل أسبوع في مباريات لا تخلو من صعوبة ضد سلتا فيجو ثم أوساسونا في ملاعبهم، ثم يبدأ ضغط شهر فبراير من جديد.
180 دقيقة في الليجا قد تكون كافية لاستعادة التماسك والتركيز والعودة للإيجابية، فجدول المباريات يعطي الفريق فرصة لإصلاح الأمور، وبالتالي فإن مصيره بيديه، خصوصاً أن خصمه برشلونة يلعب مباراتين خارج ملعبه ضد إيبار وريال بيتس، وبينهما مواجهة سوسيداد في الكأس، أي أن احتمال تعثر الكتلوني يبدو أكبر من احتمال تعثر الريال خلال الجولتين، وأي نقطة تضيع هنا من البرسا تعني مساحة أكبر للتفاؤل في البيت الأبيض.
فارق نقاط مقبول ومباريات إياب في ملعبه .. ولكن الذاكرة مخيفة!
ريال مدريد يتصدر الدوري حتى الآن وهو يملك مباراة إضافية في جعبته، فارق نقطة مع إشبيلية ونقطتين مع برشلونة، أي أن ما يتحقق في مباراة فالنسيا من نتائج لن يغير من قاعدة الصدارة، وبالتالي يبقى المصير بين يدي الفريق، لكن الفوز سيوسع الفارق بشكل مريح أكثر.
لعب ريال مدريد ضد أتلتيكو وبرشلونة وإشبيلية وفالنسيا على ملعبه في العودة، يجعل مواجهات فياريال وبلباو وسلتا فيجو خارج القواعد هي الأصعب في الدوري، ورغم أن برشلونة يملك معظم مباريات “الفخ” هذه في ملعبه إياباً، لكنه مضطر لزيارة مدريد مرتين؛ مرة في برنابيو ومرة في فيسنتي كالديرون، وهي زيارات ليست مضمونة العواقب.
فارق النقاط يجعل الريال قادراً على الصمود لفترة في وجه هذه الضربات المتتالية، لكن الذاكرة هي المخيفة؛ فهناك ثورة برشلونة التي تحدث في النصف الثاني من الموسم في بطولة الدوري وتصبح كالإعصار، وهناك التراخي المفاجىء في مدريد والذي يؤدي إلى خسارة النقاط.
هذه الذاكرة التي عانى منها أنشيلوتي، هي العائق الأهم بين ريال مدريد وفوزه بلقب الدوري، هي التحدي الحقيقي الذي يمكن أن يقلق منه المدريديون، أما ما دون ذلك من معطيات فالأفضلية تبدو لهم.