خلية الكاظمي تنجح في تطبيع أوضاع الناصرية .. اجراءات أمنية تسبقها إجراءات اقتصادية وسياسية

بغداد- العراق اليوم:

كتب المحرر السياسي للعراق اليوم:

بدأت ملامح خطة التسوية التي هندسها رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، تؤتي أُكلها بعد أشهر طوال من الفوضى والعنف الذي شهدته محافظة ذي قار، ( رابع محافظة من حيث عدد السكان)، أذ كانت الأمور قد خرجت عن السيطرة منذ شهر تشرين الثاني 2019، واستمرت الاوضاع بالتأزم مع فشل المعالجات المستمرة للحكومة المستقيلة في مدينة تعد ايضاً في طليعة المحافظات الأكثر فقراً وبطالةً.

خروج الأوضاع عن السيطرة في الناصرية، واختلاط الأمور فيها، صّعب من المهمة، فالتمييز بين المتظاهر السلمي المطلبي، وبين الفوضوي والعصابات والخارجين عن القانون، كان مهمة صعبة، في ظل تداخل الخنادق، وعجز الحكومة المحلية عن فهم طبيعة الصراع الذي كان يتخذ من التظاهرات السلمية غطاءً له, في ظل تصاعد الاتهامات عن وجود شبهات تواطؤ من قبل بعض القوى المحلية مع ما يحدث.

كانت مهمة رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي في الناصرية، تبدو معقدة للغاية، لاسيما أن جهات كانت تريد ان تعيد حمام الدم للمدينة ثانيةً، لكن حكمة رئيس الوزراء وحسن اختياره، وخروجه من دائرة التقارير المكتبية التي ترده من ذي قار، ادى الى أن يختار ادارة غير اعتيادية ولا نمطية للمحافظة، حيث أوفد لها مستشاره للأمن القومي، الخبير قاسم الأعرجي الذي عُرف عنه الكياسة والهدوء والحزم وبعد النظر في المعالجات، وأيضا ًتكليف الفريق الهمام عبد الغني الأسدي بخلية الأزمة التي باشرت فور وصولها قبل أسبوعين تقريبًا بأعمال التسوية الشاملة، ففتحت قنوات الأتصال مع شيوخ القبائل والأكاديميين ووجهاء المدينة ومثقفيها واستاذتها، فضلاً عن نخبة من المتظاهرين السلميين الذين أكدوا الثقة التامة بمخرجات لجنة الكاظمي التي إدارات المحافظة مباشرةً، وبالفعل كانت العقد تتفكك بشكل متسلسل، وأختفت مظاهر الانفلات ومجاميع قطع الطرق واحراق المؤسسات والجسور، ومنع الدوام الرسمي في مؤسسات الدولة، بل عادت المدينة تتنفس الصعداء، بعد أن كانت تعيش ظروفًا اشبه بظروف حرب الشوارع المستعرة، وبدأت ملامح الأعمار والخدمات تظهر، مع تصاعد وتيرة فرض القانون وملاحقة مجاميع التخريب مصحوباً بتأييد شعبي واسع، وارتياح جماهيري عبر عنه عدد كبير من اهالي المحافظة، الذين أكدوا ان المحافظة تريد العودة الى الأستقرار.

خيم الحبوبي .. الجمل ثانيةً!!

كان البعض يرى أن ما تبقى من خيم للأعتصامات باتت تشكل بؤرة لتجمع عدد من الذين يحسبون أنفسهم على التظاهرات الشعبية، لاسيما بعد أن رفعت النقابات المهنية خيام الأعتصام، كخيام نقابات المعلمين والصحافيين والفنانين والمثقفين والأدباء والعمال والكسبة وغيرها من النقابات، فضلاً عن أنسحاب بعض الخيم المحسوبة على أطراف تيارية أو حزبية، لذا بات الكل بأنتظار ان ترفع الخيام بدون ان تراق الدماء.

وبالفعل نجحت اجراءات خلية الكاظمي الأمنية برئاسة الاعرجي، اليوم برفع الخيام بعد اتفاق شامل مع المتظاهرين السلميين، وتسويات أمنية وأقتصادية ومهنية، وأيضاً تحفيز العمل السياسي الذي يجب ان يتجه اليه الجميع، لاسيما في إطار التحضير للأنتخابات النيابية التي تعمل حكومة الكاظمي على تنفيذها في موعدها المرتقب بعد ستة اشهر من الأشهر من الآن تقريباً.

اليوم، وصلت خلية الأزمة لمحافظة ذي قار، للمرة الثالثة في أقل من ثلاث اسابيع، وبالفعل كانت المخرجات تُبشر بانتهاء الفصل الأهم، بعد أن وصلت الخلية الى ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية، وسط ترحيب شعبي واسع، وعودة الحياة لطبيعتها.

ومن ساحة الحبوبي، أعرب رئيس خلية الأزمة قاسم  الأعرجي، عن شكره لأبناء ذي قار، ونقل تحيات رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، قائلا إن "القوات لحماية اهالي ذي قار، وحماية الضعفاء وتطبيق القانون".

ورأى أن "فتح الساحة قرار شجاع وموضع احترام وتقدير"، مضيفا أن "ذي قار قلعة للأبطال والمجاهدين، وقدمت الكثير من الضحايا".

وأشار إلى أن "الحكومة عازمة على تشكيل فريق وزاري، للنظر في ملفات الخدمات للمحافظة، ومعالجات مشاكلها".

علق هنا