بعد أن تأكد فوز بايدن بشكل قاطع، هل سيستثمر الكاظمي علاقته الطيبة مع الرئيس الأمريكي الجديد، ويلعب دوراً تصالحياً إقليمياً واسعاً ؟

بغداد- العراق اليوم:

بخسارة الرئيس الامريكي الحالي دونالد ترامب هو وفريقه القانوني، لأغلب الدعاوى الـ 51 التي رفعها للطعن بإجراءات فوز منافسه الرئيس المُنتخب جو بايدن، وبدء مصادقة رؤساء المجالس في الولايات  الأمريكية على نتائج الانتخابات الأخيرة، وقرب التئام المجمع الانتخابي الأمريكي، الذي تقول اخر الانباء ان الرئيس المُنتخب ضمن فيه لغاية الآن 279 عضواً من أصل 538، قد يتجاوز الـ 308 بعد حسم جميع الدعاوى، يكون بايدن قد ضمن الفوز  بشكل قاطع، وبات دون شك الرئيس الخامس والاربعين للولايات المتحدة الامريكية، وبذا يكون ترامب خارج السباق بشكل نهائي، وسيقوم بتسليم السلطة في العشرين من يناير 2021 مؤكداً.

لكن ما طبيعة تأثير هذا الانتقال السياسي العميق والجذري في الولايات المتحدة الأمريكية على العراق خصوصاً، وكيف سيمكن تصور العلاقة الجديدة التي ستنشأ بين الإدارة الأمريكية (الديموقراطية) وبين الحكومة العراقية التي يترأسها مصطفى الكاظمي؟،

هل سنشهد تحولاً في شكل هذه العلاقة، أم سنشهد تعاوناً وثيقًا، وأقتراباً امريكياً من تفاصيل المشهد العراقي الذي تركتهُ إدارة الرئيس المنتهية ولايته عرضةً للصراع الدولي والأقليمي؟.

طبعاً، الاجابة تعتمد على معلومات اكثر من كونها رؤية او تحليلاً استشرافياً فحسب، فبقدر المعلومات المتوفرة، فأن مصطفى الكاظمي ليس شخصية غامضة أو مجهولة لدى الإدارة الأمريكية الجديدة، ولا نعتقد انه خارج تصوراتها، لاسيما وهو شخص لعب دوراً فعالاً في الحرب على الأرهاب اواخر حكم الرئيس الأمريكي باراك اوباما، وكان بايدن يشغل وقتها منصب نائب الرئيس، وقد نشط الكاظمي حينذاك، وتحديداً عندما  كان يشغل منصب مدير جهاز المخابرات الوطني العراقي، في بناء تحالف ستراتيجي وثيق الصلة مع الولايات المتحدة، وعدد من الدول الكبرى لمكافحة الأرهاب، وتخليص العراق من داعش، وحماية أمن المنطقة والعالم، فكان شريكاً ناجحاً، استثمرت الولايات المتحدة شراكتها معه، ومع العراق كمحصلة نهائية في زيادة زخم الانتصارات الستراتيجية على الإرهاب العالمي الذي تكافحه.

كما أن المعلومات التي حصلنا عليها من الدوائر المقربة من الكاظمي، تشير الى ان الرجل لعب دوراً اساسياً في تهدئة المنطقة ابان تلك المرحلة، عبر نقله رسائل من أطراف عراقية الى اطراف اقليمية وامريكية، والعكس صحيح، نتيجةً للموثوقية العالية، والاداء المهني الذي احترفه، حتى صار موضع ثقة الرئيس بايدن وفريقه ولا يزال يملك الرجل خطوط حوار جيدة مع هذا الفريق الذي يتطلع لقيادة تهدئة اقليمية تفكك العقد، وتنزع فتيل الأزمات من المنطقة.

التوقعات بناءً على هذه المعطيات، تشير الى أن تعاوناً وثيقاً، وعلاقات دافئة ستكون بين العراق وبين الإدارة الأمريكية الجديدة، وسيأخذ التعاون السابق في مجالات مكافحة الأرهاب، والتعاون الأقليمي والدولي، وخفض التوترات وغيرها من السياسات (البايدنية) المتوقع تبنيها، شكلاً اكثر عقلانيةً وتطوراً مع توفر بيئة داعمة للكاظمي وحكومته في بناء شراكة ستراتيجية اكثر فاعلية مع (امريكا الديمقراطيين)، الذين هندسوا وصاغوا مشروع الاتفاقية الستراتيجية مع العراق، ويعملون على تنفيذها مع طرف عراقي معتبر، ولا نعتقد أنهم سيجدون خياراً ناضجاً كما تمثله حكومة العراق الحالية، باستقلالية قرارها، وتنوع مصادر قوتها، ورؤيتها الوطنية تجاه قضايا المنطقة والأقليم والعالم أيضاً.

علق هنا