خبيرة تفك الرموز الدينية المخفية وراء الهندسة المعمارية الرائعة لتاج محل

بغداد- العراق اليوم:

يعد تاج محل أكثر المباني شهرة في الهند ، وينحدر من الإمبراطورية المغولية العملاقة التي حكمت ذات يوم كامل الهند وأجزاء من آسيا الوسطى في القرن السادس عشر.

ووصف المعلم بأنه واحد من أكبر الرموز الرومانسية التي قدمها التاريخ على الإطلاق، حيث أمر الإمبراطور المغولي شاه جهان، بإنشائه تخليدا لذكرى زوجته ممتاز محل.

ويزعم المؤرخون أن "رومانسية أوروبية" حقيقية جمعت بينهما وهو ما كان غير مألوف بالنسبة للهند في الوقت الذي كانت تتم فيه الزيجات عادة لتوريث السلالات.

وبدأ تشييد المبنى في عام 1632، وفي غضون بضع سنوات اكتمل هيكله الخارجي. ونحتت النقوش المعقدة والدقيقة والأعمال الفنية بدقة في كل شق في تاج محل.

وكان للعديد من هذه النقوش معان أعمق فيما يتعلق بممتاز محل، بما في ذلك مخطط ألوان القصر المختار بعناية.

وخلال الفيلم الوثائقي المتعمق لقناة "ناشيونال جيوغرافيك" عن المبنى، بعنوان "أسرار تاج محل"، قامت مؤرخة الفن إيبا كوخ بشرح الرسائل الخفية التي كان شاه جهان ينوي تركها. وأوضحت: "نظام ألوان تاج محل رمزي للغاية، فالعناصر الدنيوية وغيرها من المباني، كلها مكسوة بالحجر الرملي الأحمر. والأبيض مخصص للضريح. وهذا ليكون مبنى للتنوير والتمثيل الأرضي للبيت السماوي حيث ستعيش ممتاز محل إلى الأبد".

وأضافت كوخ: "الأبيض النقي يرمز إلى روحانية وإيمان الشخص المدفون هنا". وتابعت: "الحديقة في قلب تاج محل، هي بمثابة صورة أرضية لجنة القرآن الكريم. وهناك مساران يقسمان التضاريس إلى أربعة مربعات. والقنوات على طول الطريق توحي بشكل رمزي إلى أنهار الجنة في القرآن. وحيث تلتقي القنوات، يوجد حوض سباحة، وهذا يرمز إلى حيث يروي المؤمنون عطشهم عند وصولهم إلى الجنة".

ويأتي الرخام الأبيض، الذي ربما يكون أهم جانب من جوانب تاج محل، من المحاجر في ماكرانا في راجاستان. وكان هذا الرخام مهما لدرجة أن المحجر ما يزال قيد الاستخدام حتى اليوم.

وكان الرخام مشهورا بالفعل في زمن شاه جيهان، حيث اشتهر بقوته ونقاوته، وسهل العمل بأشكال وأحجام مختلفة، كما اشتهر بتفاصيله الدقيقة وصقله العالي.

وشعر شاه جهان أن المحجر والرخام كانا مهمين للغاية لدرجة أنه احتفظ بها حصريا للمباني الإمبراطورية للإمبراطورية المغولية.

وكانت مهمة نقل الرخام من راجستان إلى تاج محل، الواقع في أغرا، مهمة ضخمة، حيث كان على كل قطعة من الرخام أن تقطع مسافة 250 ميلا تقريبا عبر الأفيال والعربات.

واكتمل بناء تاج محل عام 1643، ودُفن هناك كل من ممتاز محل والإمبراطور شاه جهان. وبعد أربعة قرون، تم تصنيف المعلم الشهير كموقع تراث عالمي لليونسكو باعتباره "جوهرة الفن الإسلامي في الهند وأحد روائع كوكبنا التي تحظى بإعجاب عالمي". ويستقبل المبنى سنويا ما بين 7 و8 ملايين زائر من جميع أنحاء العالم.

علق هنا