بغداد- العراق اليوم: ما ان رحبت بعض الفصائل العراقية الولائية بفوز جو بايدن، بالرئاسة الأميركية، حتى أثار ذلك الترحيب قلق الكثير من السياسيين في بغداد، خاصة اولئك الذين يخشون من أن يؤدي خفض حدة المواجهة، بين الولايات المتحدة وإيران، إلى تعزيز قوة المتشددين في العراق، بحسب ما جاء في تقرير لوكالة فرانس برس. ويرى خبراء أن بايدن، الذي أعلنت وسائل إعلام فوزه على خصمه الجمهوري، الرئيس الحالي، دونالد ترامب، سوف يتبع استراتيجية أميركية أكثر تقليدية وأن يسعى إلى جر إيران إلى طاولة المفاوضات، ليعيد بذلك رسم المشهد الإقليمي مرة جديدة. وتأمل الفصائل العراقية المدعومة من إيران في أن يراجع بايدن، في حال تأكيد فوزه، سياسات، ترامب. محمد محيي، المتحدث باسم "كتائب حزب الله" العراقية، قال إن ولاية ترامب "كانت سلبية للغاية" و"فترة هدم"، وعبر عن أمله في أن تقوم إدارة بايدن بـ"إنهاء الأزمة وسحب الجنود" الأميركيين من العراق. وكان البرلمان العراقي قد صوت لصالح سحب هذه القوات في أعقاب الغارة الأميركية التي أدت إلى إغتيال قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، ونائب هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس وبعد هجمات على القوات الأميركية في العراق هددت إدارة ترامب بإغلاق السفارة في بغداد. واعتبر، نصر الشمري، المتحدث باسم "حركة النجباء"، إن اختيار بايدن "يمهد الطريق للتعاون بين الدول"، وهو ما يتفق معه، خميس الخنجر، الذي اعتبر فوز بايدن "فرصة جديدة مع العالم لفتح صفحة جديدة نحو الاستقرار والحوار". وقال مدون عراقي إنه يشعر بالقلق من هذه التصريحات، لأن هؤلاء السياسيين الذين وصفوا الولايات المتحدة بأنها "شريرة" ورفعوا عبارة "الموت لأميركا"يقدمون الآن التهنئة لبايدن على فوزه في الانتخابات وكأنه "صديق قديم فيثير خوفي". ورغم أن رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، هنأ الرئيس المنتخب، إلا أن بعض المسؤولين العراقيين قالوا لوكالة فرانس برس إن لديهم مخاوف من أن الفصائل المسلحة قد "تتجرأ أكثر" بعد رئاسة بايدن ما قد يؤدي إلى إفساد خطط رئيس الوزراء لكبح جماح العنف. ويخشى البعض خصوصاً اولئك السياسيين المناوئين لإيران، والمعترضين على أي وجود للحشد الشعبي، أن يمد بايدن "غصن الزيتون لإيران"، من أجل إحياء الاتفاق النووي الذي أبرم خلال ولاية الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، عندما كان بايدن نائبا له. وخلال تلك الفترة، تمكنت إيران من توسيع نفوذها عبر المنطقة.. ومن بين هؤلاء النائب، ظافر العاني، نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان العراقي، وأحد أبرز الشخصيات السياسية السنية المناوئة للحشد الشعبي حيث قال: "لا نريد أن تعود سياسات أوباما إلى بلادنا مرة أخرى". لكن البعض لا يتوقع أن يكون ملف العراق من بين أولويات الرئيس القادم، بالنظر إلى الأزمات المحلية الملحة في الولايات المتحدة نفسها. واستطلعت فرانس برس آراء بعض العراقيين الذين بدوا "غير متأثرين" بفوز بايدن. أبو سعد، العراقي البالغ من العمر 74 عاما قال: "كعراقي، أفضل بقاء ترامب في السلطة"، لكنه أشار إلى أن العراقيين بشكل عام "لا يرون أن تغييراً في القادة سيؤدي إلى تغيير في السياسة". زينب (43 عاما)، أشارت إلى قضايا أكثر إلحاحاً بقولها: "نأمل أن تأتي المساعدة للعراق الذي يمر بأزمة اقتصادية وسياسية وسيجري انتخابات". لكن مع بقاء، ترامب، في البيت الأبيض حاليا، يقول بعض العراقيين إنه قد يكون أكثر تشدداً وحماقة مع بعض القوى الولائية المسلحة خلال هذه الفترة أكثر من أي وقت مضى، فهو الان كالنمر الجريح. المتحدث باسم "كتائب حزب الله" قال: "ترامب يتصرف بطريقة غير متوقعة وقد يستخدم هذه الفترة الانتقالية لاستهداف قيادتنا". قال مسؤولان عراقيان إنهما يتوقعان أن تنشر الإدارة الحالية "قائمة كاملة من العقوبات" ضد المصالح الإيرانية قبل أن تترك البيت الأبيض.
*
اضافة التعليق