بغداد- العراق اليوم:
فالح حسون الدراجي إفتتاحية جريدة الحقيقة
تعرض اليوم الناشط غازي ابو محمد مسؤولَ خيمةِ المتقاعدين في ساحة التحرير الى محاولة اغتيال اسفرت عن اصابته بجروح خطيرة نقل على اثرها الى المستشفى لتلقي العلاج .
وذكر شهود اَن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على الناشط في احتجاجاتِ تشرين غازي ابو محمد على طريق محمد القاسم بعد مغادرتهِ ساحة التحرير .. والسؤال الذي يجب أن يطرح بصراحة الان : لماذا يستهدف الناشط غازي أبو محمد في هذا التوقيت تحديداً، ومن المستهدف الحقيقي في هذه العملية العدوانية، أهو الناشط غازي أبو محمد نفسه، أم المتظاهرون، أم الحكومة، أم العملية السياسية برمتها؟ الجواب، وأظن لا يحتاج الى وقت طويل لمعرفته، يتلخص بجملة واحدة، مختصرها، أن المستهدف برأينا يتمثل في كل هؤلاء، بدءاً من رأس الناشط أبو محمد، والمتظاهرين عموماً، وحكومة الكاظمي، والعملية السياسية برمتها، لكني أستطيع أن أستعيض عن مجمل هذه المواقع المستهدفة بموقع واحد، وأقصد به شخص الكاظمي، فهذه العملية يراد منها تعطيل جهد الكاظمي أمنياً وسياسياً وإدارياً، وإشغاله بهذه الإشغالات المنهكة والمهلكة، لا سيما وإن القتلة يعرفون جيداً ان الكاظمي لن يسكت عن عملية الاغتيال هذه، وسيتابعها بنفسه، وبهذا يتحقق لهم ركن من أركان الغاية المطلوبة، ناهيك عن هدف مهم آخر يسعى اليه القتلة من خلال هذه المحاولة ألا وهو تشويش الصورة الأمنية في العراق، وتضبيب المشهد السياسي، بل وتعمية المشهد العام برمته، سياسياً وأمتياً ونفسياً، مع خلق جو عام مفاده أن الحكومة الحالية عاجزة عن حماية التظاهرات، إن لم تقتلهم هي بيدها، وأن الكاظمي غير قادر على الإيفاء بإلتراماته حاله حال عبد المهدي، وإنه غير قادر على ضبط إيقاع أجهزته الأمنية، وفرض سلطته وقراراته على مفاصلها. إذاً فإن إغتيال الناشط عمر فاضل في البصرة - برصاص منتسب أمني- قبل ثلاثة أيام، ثم محاولة إغتيال غازي أبو محمد في بغداد اليوم، برصاص مجهول، وغداً ربما ستكون محاولة الإغتيال القادمة في النجف أو الناصرية أو كربلاء، وبرصاص ربما سيكون أمنياً، أو من بندقية طرف ثالث، والحصيلة أن كل هذا الرصاص في الحقيقة هو رصاص معلوم وليس مجهولاً قطعاً، وهدفه واضح تماماً. وطبعاً فإني أقصد أن هدفه شخص الكاظمي لا غيره، لذا يتوجب الإنتباه جيداً، فالشهيد عمر فاضل، والناشط غازي ابو محمد، وما سيسقط بعدهما، هم مجرد اهداف توصلهم للهدف الأكبر: وهل سيكون هناك غير الكاظمي وحكومته هدفاً وغاية تبحث عنهما كل هذه الطلقات النارية الغادرة، وهذه الإستهدافات العدوانية المتواصلة؟!.
*
اضافة التعليق