بغداد- العراق اليوم:
يسبٌب الفقر المدقع للفضائيات العراقية في صناعة أحداث أو تغطيات إعلامية وسياسية ذات مصداقية وأهمية، حافزاً لها للأسف الشديد أن تلجأ إلى الاستعانة بوجوه مكررة ومستهلكة وغير منتجة ولا مؤثرة، بل وغير محترمة؛ لكنها تحقق غرضين لهذه القنوات، الأولى هو ملء مساحة الفراغ الهائل والتغطية على الكسل الذي تعيشه غرف التحرير، والأمر الثاني هو صناعة بروبغندا صفراء لجذب مشاهدات عالية، لاسيما في وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت تستحوذ على اهتمام الجمهور وايضاً صانعي المحتوى الرقمي والإعلامي. فهذان الأمران هما من يقفان اليوم وراء اجترار وجوه غير مؤثرة، لكنها ثرثارة ولا شغل لها سوى الأحاديث المثيرة، الخالية من المصداقية والفائدة للمتابع، لذا تجد شخصيات مثل مشعان الجبوري او فائق الشيخ علي، أو حيدر الملا ضيوفاً مستمرين على الشاشات، وهم يهاجمون هذا وذاك بدون أدنى إعتبار، ويبثون أحاديث فجة لا تغني المشاهد ولا تضيف له سوى المزيد من النقمة والقرف . نعم؛ هذا هو ما يحدث بالضبط، والاً فماذا تتوقع من شخصية كارتونية كشخصية الوصولي حيدر الملا، وتجواله على الفضائيات، ودورانه باسطواناته المشروخة المملة، وحديثه الذي يرميه ذات اليمين وذات الشمال، فماذا ترجو من هكذا بوق، غير استخدامه للضغط على أصحاب المواقع والقرار في الدولة، وللأسف فهذه الخدمة التي تقدمها بعض الفضائيات تسهم في تشويش الرأي العام وتربك الأوساط الشعبية وترفع مناسيب التدليس والإشاعات عند المتابع، وهو تقليد سيء لا يمت للمهنية الإعلامية بصلة. الملا وكما معروف ومؤكد شخص غير مؤثر، فلا هو نائب حالياً فترجو منه للبلد خيراً في البرلمان، ولا هو مسؤول تنفيذي فيأتيك بمعلومة لا تعرف بها، ولا هو في موقع استشاري تتيح لك إستشاراته القيمة، الإطلاع على أحكام وقوانين لم تطلع غليها من قبل، ولا هو شخصية تمتلك خلفية أكاديمية قادرة على بلورة رؤية أو طرح تحليل سياسي أو اقتصادي معين، ولا هو شخصية اجتماعية قادرة على طرح مبادرات نافعة، أو تأمل أن تعثر فيه على شخصية شعبية ذات مؤهلات قيادية، فماذا يمكن أن ينتظره الشارع من شخصية ظلت ربيبة اساطين الفساد، لاسيما المطلك الذي دفع به للواجهة فيما مضى، وحين تركه رمى به، ليبيقيه ورقة محترقة لكنها لا تريد أن تنزوي، وتوقف دخانها الذي يعمي الجميع. صدقاً نحن لا نعرف ما هي أهمية، أو مؤهلات حيدر الملا، ليقيًم هذا أو يهاجم ذاك، أو ينصب نفسه متحدثا بأسم تلك الفئة أو هذه، وقديما قيل رحم الله امرءاً عرف قدر نفسه.. فمتى يعرف حيدر الملا (قدر ) نفسه ويسكت، فيريحنا ويستريح؟!
*
اضافة التعليق