نائب تونسي تافه يترحم على الهالك عزت الدوري.. لماذا يرقص العرب على جراح العراقيين ؟

بغداد- العراق اليوم:

ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة بكل تأكيد، هي تلك الحوادث التي يقف العرب راقصين على جراح العراقيين، ومستفزين لمشاعرهم، ولاعبين على وتر التناقضات الداخلية، أو مستخفين بمآسيهم بلا أدنى احترام، أو مراعاة لشعورهم، فهؤلاء العرب للأسف - نخباً وسياسيين ومثقفين - ومن مختلف البلدان العربية، ناصبوا العداء للعراق الديمقراطي، ورقصوا فرحاً لجرائم التنظيمات الأرهابية التي لا يزال الإعلام العربي يصفها بالمقاومة، بل وأستثمروا بالدم العراقي المسفوح لإنتاج دعاية سوداء ضد الولايات المتحدة، بدعوى أن هذه الديمقراطية التي جلبتها للعراق، ولم تنتج سوى الدماء، حيث استغل الاعلام العربي والانظمة الدكتاتورية المأساة الوطنية، وراحوا يعرضونها للتخويف، والأدهى والأمر من هذا، أن تصرفات بعض النخب العربية تشعل الغضب الشعبي في العراق، لكن دون ان يتمكن الشارع من الرد، أو يجد من حكوماته المنتخبة رداً يليق بحجم الاستفزاز الذي تسببت به هذه الأمعات، سواء أكانوا نواباً او مثقفين او صحافيين أو غيرهم من مختلف الدول العربية.

اليوم، وبلا أدنى ذوق، أو ضمير او احساس، وفي تدخل سافر وسافل في شأن عراقي، يقف نائب تونسي تافه ليترحم على المجرم النافق عزت ابراهيم الدوري، ويطالب المجلس النيابي التونسي بتلاوة سورة الفاتحة على روحه الملعونة، وهو تصرف يذكرنا بتلك الدموع الكاذبة التي ذرفت على المقبور صدام حين تم اعدامه، وتنفيذ حكم الشعب العراقي فيه، أو تلك الصيحات الباغية حين هلك المجرم الزرقاوي، أو قبر الملعون البغدادي او غيرهم من رموز الأجرام والقتل والدمار والتخريب.

وكلنا يتذكر احتفال الملايين العربية حين إعتلى المجرم أبو بكر البغدادي ( منبر ) مسجد الموصل الكبير بعد احتلال عصابات داعش أرض الموصل، ليلقى خطبة (الخلافة) رغم أن اغلب ملايين الأمة العربية لا تعنيها الخلافة، ولا تؤمن بالدولة الإسلامية، لكن العرب احتفلوا في عواصم العروبة، فأنشدوا لخليفة المسلمين في غزة، وهللوا وكبروا في عمان، ونحروا الخراف في الدوحة، ووزعوا الحلوى في الخرطوم، وهكذا في بقية العواصم العربية، لا حباً بداعش والخليفة، إنما بغضاً بالعراق ونكاية بالعراقيين.

أن العقلية العربية التي تمجد القاتل، وتحتفي بالمجرم، وترقص على جراح الضحية، لا لشيء سوى حقد طائفي بغيض، ونزعة عنصرية كامنة، وروح شريرة لا تزال متوثبة للقتل والبغي والأعتداء، لا يمكنها أن تتغير بين ليلة وضحاها، ولايمكن للعقل العربي ان يكون موضوعياً خصوصاً في الجزئية العراقية، وتلك مسألة يعرفها الكثيرون، فالإعلام والعقل الثقافي العربي " قومجي" حاقد على العراق، لاسباب طائفية معلومة، وأيضاً تغذي نزعة الكراهية فيه أنظمة ومنظمات طائفية معروفة، لذا تراه يمجد القتلة مع علمه بإجرامهم وخستهم أمثال عزت الدوري، وينكأ جراح الضحايا، مع اقراره بأنهم ضحايا ومغلوب على أمرهم، لكنهم يتخلفون عنه مذهبياً لذا فهو يحاربهم وينكر ما تعرضوا له على يد هولاء الذين ينعاهم او يقيم مجالس العزاء على ارواحهم النتنة.

أن قراءة المشهد بموضوعية ستجعلنا نكشف حجم الأزمة التي يعانيها العقل العربي، خصوصاً السياسي منه والثقافي، وسنعرف من أي مستنقع ينهل، وكيف يتعاطى مع قضايا العدالة والحرية والكرامة وحقوق الأنسان، وبأي مقاييس يضع الأمور ويقيسها، لذا لا تستغرب حين يساوي مثل هذا النائب التافه بين عزت الدوري وجيفارا في مقياسه المختل كعقله المليء بالطائفية والعنصرية والكراهية.

 

علق هنا