بغداد- العراق اليوم:
ربما لن نتمكن أبدًا من معرفة السر وراء الابتسامة الغامضة للموناليزا، اللوحة الشهيرة التي رسمها ليوناردو دافنشي منذ عشرات الأعوام، لكن ربما يكشف الزمن عن واحد من أسرارها الأخرى.
مؤخرا، استخدم باحثون فرنسيون كاميرا عالية الدقة يمكنها التقاط الضوء مما وراء الطيف المرئي؛ لدراسة التحفة الفنية بالتفصيل بشكل غير مسبوق، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وكشفت الصور عن نقاط بالفحم هي آثار لتقنية تعرف باسم "spolvero" أو "الانقضاض"، التي استخدمت لنقل الخطوط العريضة من الرسم التخطيطي إلى لوحة جديدة.
وفي حين يشيع استخدام تقنية "الانقضاض الفنية"، تعتبر هذه هي المرة الأولى التي يثبت فيها أن اللوحة النهائية للموناليزا كانت مبنية على رسمة "اسكتش" تحضيرية. كما وجد الباحثون أدلة على أن دافنشي عدل الموناليزا مع انتهاءه من العمل، حيث كانت يديها اليسرى في وضعية مختلفة قليلًا في اسكتش النقاط المرسومة بالفحم مقارنة مع الشكل النهائي للوحة.
وعلاوة على ذلك، يبدو أن بعض نقاط تقنية "الانقضاض" ربما كانت تخص مشروع آخر سابق لم يكمله دافنشي ورسم الموناليزا عليه. وذكرت الصحيفة البريطانية أن تقنية الانقضاض لا تختلف عن الأسلوب المستخدم في نسخ الصور عبر ورق التتبع، كما قد يكون مألوفًا من فصول الفن الدراسية.
ولإتمام عملية النقل، يقوم الفنان بعمل ثقوب، سواء بالاسكتش الأصلي مباشرة أو عبر ورقة تتبع موضوعة عليه، ليقوم بتتبع الخطوط العريضة للصورة وكأنها سلسلة من النقاط الصغيرة. وبعد ذلك، يوضع النموذج المثقوب على اللوحة النهائية، ويمرر مسحوق، مثل: الجرافيت، أو الطباشير، أو الباستيل، عبر تلك الثقوب، ليترك نسخة بأسلوب "ربط النقاط" من الاسكتش الأصلي على السطح حيث سيتم الانتهاء من العمل.
وتعد تقنية "الانقضاض" هي الخيار الأمثل عندما لا يكون هناك مساحة للأخطاء، مثل الرسم على خشب الحور الذي تم إعداده بشق الأنفس على مدار ما يصل لعقد زمني، وهو نفس المستخدم في لوحة الموناليزا.
وكان ليوناردوا، الذي تعلم حرفته على يد زميله الأستاذ الإيطالي أندريا دل فروكيو، معتادًا على الرسم على مثل تلك الألواح الخشبية التي تم تجفيفها ومعالجتها بمزيج من الغراء والطباشير والصبغة البيضاء.
*
اضافة التعليق