بغداد- العراق اليوم: عبد المنعم الاعسم اولا، وقبل كل شيء، لست مُرخّصا له من قبل الحزب الشيوعي العراقي للحديث عن علاقته برئيس الوزراء مصطفى الكاظمي (وربما ساسمع عدم الرضى عما اكتبه) لكني من منطلق مسؤولية المراقب، وموقع المعاينة الحرة، الضرورية، لقضية مسكوتٍ عنها، اضع اشارات مهمة عن خط الكاظمي الممعن في النأي بمسافة محسوبة وحتى استفزازية (كما سيظهر) عن التعامل مع الشيوعيين، في صفوف الحزب أو خارجه، وايضا مع شريحة واسعة من اليساريين والديمقراطيين والوطنيين والمدنيين، اصحاب الرأي والملاحظات والاعتراضات، فيما يقتصر تعامله مع اسماء من الشريحة نفسها كموظفين، وراضين عما جرى، ومنافحين عما يجري. ولأبدأ من التوثيق.. فقد أبدى الحزب الشيوعي الكثير من المرونة مع مشروع الكاظمي الاصلاحي، ونشر طائفة من البيانات، وعبر اقنية الاعلام، بوجوب دعم منهج الاصلاح "الكاظمي" وبلغت المرونة ان اخضع عمل نشطائه في ساحات الاحتجاج الى دواعي إعطاء الفرصة للرجل، فيما تكللت المراهنات بمذكرة "تأسيسية" وجها الحزب الى الكاظمي تحمل أفكارا لعملٍ وتعاونٍ وتأشيراتٍ لما ينبغي تحقيقة في طريق الاصلاح. *وعلى الرغم من النية الايجابية للمذكرة، فان الكاظمي، بحسب علمي، لم يردّ عليها حتى الان، لا بالايجاب ولا بالسلب، مع مرور حوالي شهرين عليها، الامر الذي يُعتبر قاعدة من قواعد السلوك الاخلاقي لرجال الدولة في التعامل مع الجماعات السياسية ذات العلاقة بمصائر البلد.. والكاظمي يعرف تلك القواعد، لكن يبدو انه يطبقها فقط مع اصحاب الشأن الذين اتوا به.. او مع من يجيدون التهديد واطالة اللسان عندما اتهموه علنا بالمشاركة في اغتيال المهندس، او عندما ارسلوا له ظرفا ملغوما، قاتلا، كما اعلن بنفسه عن محاولة الاغتيال في مؤتمر صحفي.. ولا اريد ان اذكر ما هو منسوب له في هذا الملف، من كلام غريب عن الشيوعيين، لأن اصحاب المعلومات لم يأذنوا لي بنشرها. * لم يفكر الكاظمي، في اختياره وتعييناته لجيش الوزراء والمستشارين واصحاب الدرجات والمدراء العاميين (وحتى المراسلين والفراشين) ان يعيّن شيوعيا او يساريا مستقلا او مدنيا ملتزما واحدا فقط في احد هذه المواقع، على الرغم من ان بين هذا الطيف المجتمعي والسياسي والاكاديمي كوكبة من العلماء والخبراء واصحاب الايادي البيضاء، واضيف معلومة قد تكون مفيدة هنا، قدر ما هي مؤشرا لجنس رجال الدولة الذين يقودون بلد الحضارات، ان مستشارا واحدا من الحزب الشيوعي في مكتب رئاسة الجمهورية منذ اكثر من سبع سنوات جرى في الشهر الماضي انهاء عقده، فيما المكتب يعجّ بالمستشارين من احزاب المرحلة، وبينهم ممثلي سفارات صديقة. ...... معذرة للشيوعيين واليساريين والمدنيين والوطنيين والليبراليين الملتزمين قضية التغيير.. اعرف انكم بعيدون عن اوحال الوظيفة المغمسة بعار المحاصصة.
*
اضافة التعليق