بغداد- العراق اليوم: لم يمضِ سوى أقل من 24 ساعة فقط على خطاب المرجعية الدينية في النجفِ الأشرف، ودعمها الواضح لحكومة السيد الكاظمي في تجاوز أطر المحاصصة الحزبية والقومية، ودعوتها الصريحة، لأبعاد من تدور حولهم الشبهات، والمضي بمحاربة نهج الحكومات السابقة، حتى فاجأت قائمة التعيينات الرفيعة المستوى التي اعلنتها الحكومة الجميع، لاسيما بعد أن أتضح النهج التحاصصي الواضح لها. الأمر الذي عدهُ مراقبون تحدثوا لـ ( العراق اليوم)، بأنه " خطوة مخيبة للآمال، ولم تكنُ متوقعة تمامًا، مع هذا الخطاب التحفيزي غير المسبوق الذي صدر من مكتب السيد السيستاني، والذي رفع فيه يده عن الجميع، ودعا السلطة والحكومة الى أخذ زمام الأمور، وأحترام السياقات الصحيحة في بناء الدولة، وأذا بالتعيينات الأخيرة، تقلب الطاولة على هذا النهج". وكان مصدر رفيع، كشف عن توزيع المناصب العليا على الكتل السياسية، حيث ذهبت امانة بغداد الى تيار الحكمة، فيما حصلت كتلة سائرون على منصب البنك المركزي ووكالة وزارة الداخلية، وحصل تحالف الفتح على رئاسة هيئة الحج والعمرة، فيما حصل سنة تحالف النصر على وكالة جهاز المخابرات، وحصل سنة الأنبار على وكالة جهاز الأمن الوطني، وتقاسمت كتل أخرى وكلات الوزارات في العمل والكهرباء وهيئة الاستثمار وهيئة النزاهة والنقل والداخلية والشباب والرياضة. وتعقيباً على ذلك، بدأت الكتل السياسية تحاول نفض يدها من هذه التعيينات الفاضحة، ومحاولة القاء اللائمة على رئيس الوزراء، فيما تقول مصادر مطلعة، ان " تعيين مصطفى غالب مخيف بمنصب رئيس البنك المركزي العراقي، خطوة غير موفقة تماماً، كون الرجل من عائلة بعثية معروفة ووالده أحد القيادات البعثية الهاربة بعد 2003، ولا يزال يقيم في عمان لغاية الآن". وانتقد مواطنون هذه الخطوة، وعدوها مخيبة للآمال الواسعة التي بدت مع تحركات رئيس الوزراء لنبذ المحاصصة وبناء الثقة مع المواطنين، فيما اشاروا الى خلو التعيينات من الكفاءات الوطنية المعروفة، لا سيما في الشأن الأقتصادي، حيث يوجد في العراق المئات من الكفاءات الاقتصادية، لاسيما الكفاءات من اليسار العراقي المعروفين بدقتهم ونظافة اياديهم وقدرتهم على العمل . ولفتوا الى أن " الكاظمي خضع للأسف في التشكيل الحكومي لإرادة هذه الكتل، ووافق على وزراء لم يكونوا بمستوى الطموح، لاسيما في وزارات الصحة والتربية والنفط وغيرها، وهذا الأمر لا تزال تعاني منه حكومته، والآن يعاني من أزمة أخرى جراء تلك الضغوط غير المشروعة عليه للدفع بالمزيد من التعيينات عبر ذات الآلية التي بات الشعب يمقتها ويريد الفكاك منها". الى ذلك، اوضح رئيس تحالف الفتح هادي العامري، موقف تحالفه من التغييرات التي اجراها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في مفاصل الدولة. وقال العامري في بيان له ورد لـ (العراق اليوم) ان “الدرجات الخاصة التي تمّ اطلاقها هذا اليوم، وكثر الحديث حولها على أنها عودة إلى المحاصصة، وبهذا فأن تحالف الفتح يعلن براءته منها ، وأنه لا علم له بها”. واضاف ان “ما يتعلق بالأخ الشيخ سامي المسعودي فإنه معين وكالةً من زمن رئيس الوزراء السابق، وإذا كان رئيس الوزراء الحالي يريد أن يجامل الفتح بهذا التعيين فالأخ الشيخ المسعودي أكبر من هذا الأمر”. واوضح ان “تحالف الفتح منذ البداية أعلن مراراً وتكراراً أن كل ما يريده من هذه الحكومة أمران: الأول جدولة انسحاب القوات الامريكية في أقرب فرصة ممكنة، والثاني إعادة هيبة الدولة وخلق المناخات المناسبة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة وعادلة بعيداً عن تأثير المال والسلاح”. الى ذلك، اعتبر النائب عن ائتلاف دولة القانون، كاطع الركابي، بان تعيينات الكاظمي مخيبة لامال الشعب العراقي. وقال الركابي في حديث صحافي، ان “تعيينات الكاظمي مخيبة للشعب العراقي وجاءت لتكريس المحاصصة بكل اشكالها وتجذير للطائفية والمحاصصة المقيتة”. واضاف، ان “الحديث عن استقلالية وتكنوقراط وهم في حكومة الكاظمي وكل التعيينات جاءت لتاكيد مفردة مهمة ان كل مرشح مرتبط بجهة سياسية معينة”، مؤكدا بان “هكذا تعينات لاتلبي طموح العراقيين في ضرورة اناطة المناصب للكفاءات بعيدا عن الانتماءات السياسية والطائفية”
*
اضافة التعليق