ترامب لا يحب سياسة الوجهين .. والكاظمي لن يجد وجهاً باسماً في البيت الأبيض!

بغداد- العراق اليوم:

منذُ ان تسنم ترامب أدارة البيت الأبيض، ورئاسة الولايات المتحدة الأمريكية والى الآن، والرجل يواصل العمل بشكل صريح وصادم احياناً، فهو واضح صريح، لا يجيد اللعب الدبلوماسي، ولا يختبئ خلف جدران العبارات السياسية الفضفاضة، بل هو صريح حد الوقاحة الفائقة، وفض صلف متعنت، لايجامل أحداً، وحين يريد أن يقول الشيء يذهب الى اقصى مدياته في التعبير عنه بلا حرج، هكذا سيجد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الذي يحزم حقائبه نحو البيت الأبيض قريباً، فالوضع امامه، وقد يسمعهُ الرئيس المُضيف كلاماً غير مألوف في الأعراف الدبلوماسية المتبعة.

ترامب الذي قبلِ زيارة الكاظمي كان ينتظر منه على ما يبدو أن يكون اكثر حسماً وعزماً في الأيام الماضية، وأن يمضي الرجل في اعلان موقفه في الوقوف مع الإدارة الامريكية أو الجناح الايراني في العراق، اذ لا يريد له ان يقف في المنتصف، ولا يريد لرئيس وزراء ان يكون بوجهين مختلفين، وقد يكون عادل عبد المهدي اكثر وضوحاً وصراحةً من الكاظمي، حين اعلن وقوفه في المحور الأخر، حد رفضه الذهاب للقاءِ ترامب الذي طلب منه ذلك.

أيضاً، وقد تحمل ادارة ترامب للرئيس الكاظمي اكثر من مفاجأة غير سارة في ملف سحب القوات الامريكية من العراق، اذ تبدو انها لا تضع على اجندتها ملف الانسحاب، فيما يضغط حلفاء الكاظمي هنا في بغداد عليه للرجوع بنتيجة حاسمة لهذا الملف الملتهب.

وفي اجواء الزيارة دائماً، فأن الإدارة الامريكية بدأت تستبق الزيارة "الكاظمية" بتلميحات وتصريحات اعلامية عن "عدم النجاح لغاية الآن في ضبط السلاح المنفلت " حسب الرؤية الامريكية، مما يعني أن تنتظر من رئيس الوزراء حسماً في هذا الملف ينهي التهديد الدائم لمصالحها.

وتؤشر الصحافة الامريكية ارتباكاً وضعفاً في المعالجات المتخذة من قبل الحكومة العراقية في ملفات السياسة النفطية، والعلاقة مع ايران، والعمل في القطاعات الصحية والأمنية ومعالجة التصدع السياسي، وأحداث تشرين وغيرها من الملفات، التي قد تعقد الزيارة، وتجعلها في موقع غير آمن بالنسبة لزيارة الكاظمي الأولى للبيت الأبيض، خاصة وإن شخصية الكاظمي بحد ذاتها شخصية قلقة غير متوازنة، ومستقرة، بحيث يسهل على الشخص المقابل- إذا كان قوياً- أن يعبث به ويرضخه لكل مايريد .

علق هنا