بغداد- العراق اليوم: ادى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي مراسيم الزيارة في مرقدي الإمامين موسى بن جعفر الكاظم والإمام ابو حنيفة النعمان بن ثابت في الاعظمية؛ في ساعة متأخرة من الليل امس الاثنين؛ حيث وصل الى هذين المرقدين وهما ارفع مقامين دينيين يمثلان رمزية الوجود الإسلامي في بغداد، لدى أبناء الطائفتين السنية والشيعية. البعض رأى أن الزيارة تأتي في إطار التأكيد الرسمي على موقف الحكومة والتزامها بنهج اللا طائفية، وأنفتاحها على الاتجاهات والعقائد المختلفة، وعدم إنحيازها لجهة دون غيرها، لذا كانت الرمزية واضحة في اختيار هذين المرقدين لإيصال ذات الرسالة المهمة. فيما رأى آخرون أن الزيارة لا تعدو كونها بروتوكولية، حيث دأب رؤساء الحكومات المتعاقبة على زيازة المرقدين اللذين يربط بينهما جسر الأئمة؛ وتتواشج العلاقة الإسلامية بين الكاظمية كحاضرة اسلامية شيعية مهمة، وبين الاعظمية كمدينة رمزية لدى العالم السني الإسلامي، لذا فإن الكاظمي أدى جزءً من بروتوكول رسمي بهذه الزيارة الدينية. ولعل الشيء الذي يجب ذكره في خاتمة التقرير، ان الكاظمي يسعى الى إيصال رسالة أو طلب، او رجاء لعموم العراقيين بأن من يأتي لزيارة الإمام الكاظم، عليه ان يعبر الجسر لزيارة النعمان ايضاً، ومن يروم زيارة (أبو حنيفة)، عليه ان يزور كذلك أبا الجوادين، فكلاهما أهل للزيارة. إذاً فإن زيارة الكاظمي تبعث على الطمأنينة والبحث عن المشتركات المذهبية والدينية، وتريد أن تنهي مرحلة من صراعات عديمة الجدوى فالرجل عازم على تحييد الحكومة ومؤسساتها عن الانخراط في استقطاب طائفي؛ بل إن مرحلة الشد الأهلي قد ولت إلى غير رجعة ولن يكون موطئ قدم للطائفية بعد الان، بدليل أن الرئيس (الكظماوي) يقف الان امام العالم كله في حضرة النعمان، وحتماً أن الرسالة وصلت !
*
اضافة التعليق