بغداد- العراق اليوم:
خلال الزيارة التي قام بها رئيس التّحالف الوطنيّ عمّار الحكيم لعمّان في 7 كانون الأوّل/ديسمبر، اطّلع العاهل الأردنيّ الملك عبد الله الثاني على تفاصيل ورقة التسوية التاريخيّة التي تبنّاها التّحالف الوطنيّ واتي تدعو لتحقيق صالحة وطنية في العراق وقد خلّف ذلك زيارات أخرى لقيادات سنيّة للأردن، آخرها زيارة رئيس مجلس النوّاب سليم الجبّوري ورئيس إئتلاف متّحدون أسامة النجيفي ورئيس إئتلاف العربيّة صالح المطلك لعمّان في 19 كانون الأوّل/ديسمبر للقاء عبد الله الثاني، بهدف "مناقشة ورقة التّسوية التاريخيّة التي طرحها التّحالف الوطنيّ معه".
وقد رفضت بعض القوى السنية مشروع التسوية التاريخية التي تم طرحها من قبل التحالف الوطني، وقد اعلنت بأنها ستقديم نسخة بديلة عن نسخة التحالف الوطني ، على أن يتم تقديمها في الاسبوع الاول من العام الجديد. ومن الجدير بالذكر ان القوى السنية تعارض بعض الرؤى والافكار الشيعية في التسوية في محاور قانون اجتثاث البعث، قانون العفو وقانون الحشد الشعبي. رغم ان القوى السنية لم تقدم اي نسخة بديلة عن الشروع الشيعي
يمتلك الأردن مثل دول الجوار الأخرى دوراً مهمّاً في التأثير على مواقف بعض الكتل السياسيّة العراقيّة، بحيث انه يلعب دور الوسيط في الكثير من القضايا المهمة ، خصوصاً أنّ هناك قيادات كبيرة من حزب البعث المحظور تقيم على أراضيه، إضافة إلى عقد شخصيّات معارضة للنظام العراقيّ الحاليّ مؤتمرات في ععان .
ليس للأردن وحده رغبة في تحقيق مصالحة وطنيّة عراقيّة تشمل قادة أو أعضاء في حزب البعث المنحل تركوا العراق منذ عام 2003، بل هناك أطراف عربيّة عدّة تسعى إلى ذلك، خصوصاً في ما يتعلّق باجتثاث البعثيّين والملاحقات القضائيّة التي صدرت بحقّهم في أوقات سابقة. وقال مصدر مشارك في اللقاءات مع عبدالله الثاني، فضّل عدم الكشف عن هويّته، خلال مقابلة صحافية نشرت اخيراً "إنّ اللقاء الأخير الذي جمع عمّار الحكيم وملك الأردن في عمّان تطرّق إلى ملف التّسوية الوطنيّة أو التاريخيّة، وكان موقف الملك مؤيداً للخطوات التي تسعى إلى حلحلة الأمور في العراق".
وقد أضاف المصدر : "عندما كان يشرح الحكيم بعض تفاصيل المبادرة، تفاجأ ملك الأردن بعدم شمول بعثييّن فيها"، وقال للحكيم "كنت أتوقّع أن يُشمل أعضاء في حزب البعث بهذه التّسوية، فتطلبون منّا الوساطة بهذا الأمر، وهم جزء من وضع العراق، فلماذا لا يتمّ التّصالح معهم؟".