بغداد- العراق اليوم:
منذ فجر الجمعة والى الان لم تتوقف وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي عن التأويلات ونقل الأخبار والتسريبات عما حدث في منطقة البو عيثة في بغداد، حيث صار الموضوع محطة لإثارة الجدل، وساحة للتصفية، وبازاراً للتصعيد، وقد غابت للأسف الرواية الحكومية وسط هذا الكم من الهوس الإعلامي، ما اتاح غياب التوضيح اللازم من اجهزة الإعلام والتواصل الحكومي، سواء في مجلس الوزراء أو رئاسة الحكومة، الفرصة لكل من هب ودب ان يفتي ويحلل وينسب وينفي على هواه وحسب مبتغاه. هذا الأمر دعا المتابعين لهذا الأمر الى التساؤل باستغراب عن سبب غياب التوضيح اللازم والمطلوب من الناطقين باسم الحكومة أو رئيسها أو مكتب القائد العام للقوات المسلحة الذين يصل عددهم إلى أربعة ناطقين كما يقال، ولماذا لم يقطعوا هذا النزاع برواية حكومية شاملة منظورة، وجامعة ومانعة، وتأمين معلومات موثوقة ودقيقة ليبني الرأي العام عليها موقفاً، بدلاً من التخندق الذي اوجدته الروايات المتضاربة، أو التغطيات غير المهنية التي ساهمت بها مختلف وسائل الإعلام العراقية والعربية. ثم إلا يستحق موضوع شائك ومعقد كهذا ان يطل علينا أحد الناطقين الرسميين للحكومة ويفصل، ويبين كما قلنا، خصوصا أن الموضوع حساس وخطر جداً، يمس وحدة المؤسسة العسكرية وقادتها ويتعلق بالسيادة الوطنية. هل يمكن عدً هذا الغياب للسادة الناطقين اخفاقاً في أولى وأهم المهام الموكلة لهم، ام انها سقطة مهنية لم يجر التعامل معها بحرفية ومهنية لاسيما وانهم من الاسماء المرموقة التي اختارها رئيس مجلس الوزراء لهذه المهمة. ام ترى أن ثمة خطأ غير مقصود في تقدير الموقف، وقد فضلوا ان يصمتوا في موضوع لا يستحق التصريح به، بينما هو يستحق ما هو أبعد من التصريح، فتنوير الشارع ورفده بالمعلومة الكاملة قضية باتت بمثابة الحجر الأساس في بناء أي نظام ديمقراطي يسعى للنجاح.
*
اضافة التعليق