بغداد تتحول بين ليلة وضحاها الى محج سياسي اقليمي والبحث عن مشتركات مع الكاظمي

بغداد- العراق اليوم:

رغم اجواء الحظر الشديدة، ورغم تقطع السبل بين أرجاء العالم، ومع الاغلاق التام والشامل الذي فرضته الدول كافة، فأن بغداد تشهد هذه الأيام حراكاً سياساً غير مسبوق من إجل التواصل مع الحكومة الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي الذي يقود دبلوماسية هادئة وإيجابية كما تكشف المصادر التي تحدثت لـ (العراق اليوم).

حيث كشفت هذه المصادر، عن " حملة منظمة يقودها رئيس مجلس الوزراء لإصلاح العلاقات الدولية للعراق، واعادة المياه الدافئة بين بغداد وبعض العواصم الأقليمية، والنأي بالنفس عن سياسة المحاور التي أضرت كثيراً بالمصلحة الوطنية العراقية".

وتشير المصادر، الى أن " زيارة وزير الخارجية الكويتي الى بغداد، تعد استكمالاً لزيارات متتالية من قبل مسؤولين ايرانيين واتراك، وايضاً رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي السعودي العامل في العراق".

في هذه الاثناء، كشف مصدر سياسي رفيع، ما وراء الزيارة السرية لرئيس جهاز المخابرات التركي إلى بغداد، مبيناً أن أهم الملفات التي تم بحثها ملف تحسس الأتراك من العلاقة العسكرية والامنية بين العراق وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال شرق سوريا، والتعاون في المواجهة والتصدي لتواجد قوات حزب العمال التركي في سنجار، اضافة الى فتح معبر ثالث مع تركيا عبر الموصل.

وقال المصدر إن “ملف شرق سوريا والتسوية وبقاء الرئيس السوري بشار الاسد وفتح المعبر الثالث عبر الموصل لتركيا دون المرور في اقليم كردستان كانت في مقدمة المباحثات”.,

وأضاف المصدر الذي طلب عدم كشف هويته إن “هناك رسالة تطمينية من قبل الجانب التركي بالتزامن مع تشغيل سد ( اليسو ) التركي المطل على نهر دجلة وتأكيد تركيا بعدم المساس في حصة العراق شريطة عدم استخدام العراق ورقة الضغط الاقتصادي عبر  منع إدخال البضائع التركية”.

وأشار المصدر إلى أن “زيارة رئيس المخابرات التركي لبغداد السرية لم تكن الأولى، بل سبقتها عدة زيارات سيما مع تصاعد العمليات العسكرية التركية في سنجار لملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني”.

الى ذلك، أعلن المكتب الإعلامي، لرئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، الأحد، تفاصيل لقاء الأخير بوزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الأحمد الصباح.

وذكر المكتب في بيان له ورد لـ ( العراق اليوم) أن "رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي التقى وزير الخارجية الكويتي، الشيخ أحمد ناصر المحمد الأحمد الصباح، حاملاً معه رسالة خطية من أمير دولة الكويت".

وأضاف، أن "وزير الخارجية الكويتي نقل تحيات أمير دولة الكويت، سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ومباركته لرئيس الوزراء بمناسبة استكمال التشكيلة الحكومية ، كما نقل تعازي الأمير بوفيات جائحة كورونا وتمنياته بشفاء جميع المصابين".

وأوضح البيان، أن "اللقاء جرى خلاله مناقشة تحديات الأمن المائي وملف الإرهاب بوصفه تحديا مشتركا بين دول المنطقة، فضلا عن مناقشة الأزمة الاقتصادية وتدهور أسعار النفط العالمية".

من جانبه، أكد وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح أن "العلاقة ما بين العراق والكويت ضاربة في جذور التأريخ، وأن أمير دولة الكويت مهتم بتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في السرّاء والضرّاء، وضرورة  تجنيب الأجيال القادمة مشاكل الماضي والحاضر".

وبيّن الصباح أن "معالجة الأزمة الاقتصادية تتم عبر ثلاثة مستويات، هي التحرك على المستوى الدولي ومع المؤسسات الدولية والحلفاء المشتركين في مجال التعاون التنموي والاستثماري،وايضا التحرك على المستوى الإقليمي عبر التعاون مع مجلس التعاون الخليجي، حيث يمكن استثماره من خلال الربط الكهربائي وغيرها من المجالات".

من جانبه شكر رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي " أمير دولة الكويت مذكّرا بمواقف الكويت المشهودة تجاه العراق"، مؤكداً أن "هناك تواصلاً مستمراً مع المسؤولين الكويتيين".

وأكد الكاظمي على "أهمية تعزيز التعاون الأمني والاقتصادي بين البلدين بما يخدم استقرار المنطقة وازدهارها، وتنشيط التعاون التجاري وبما يعمل على تجاوز الآثار الاقتصادية لجائحة كورونا".

وأشار الى أن "لدى البلدين فرصة تأريخية لتطوير العلاقات الثنائية بينهما، ومعالجة ملف الحدود بالطريقة التي يتم من خلالها التحرر من مخاوف الماضي، ووفق مبدأ حسن النية"، موضحا أن "العلاقات بين العراق والكويت لها جذور تأريخية ترتكز على روابط عائلية وقبلية واجتماعية".

وبيّن الكاظمي "أهمية تفعيل اللجنة المشتركة بين البلدين وتذليل العقبات البيروقراطية التي تواجهها، وتفعيل مقررات مؤتمر الكويت ولجان متابعته".

علق هنا