بغداد- العراق اليوم:
تبدو قصة التمساح "زاتورن"، كأنها فصلٌ منسي في تاريخ الحرب العالمية الثانية، فصلٌ مجهول التفاصيل.
هذا التمساح الأمريكي الضخم، كان أحد أهم نجوم حديقة حيوانات برلين الشهيرة في وقت مبكر من القرن العشرين.
وقد عثر عليه جنود بريطانيون كانوا من ضمن قوات الحلفاء التي أسقطت الرايخ الثالث، في مايو/أيار 1945.
ولا أحد يعرف كيف انتقل التمساح من قبضة الجنود البريطانيين إلى جنود الجيش الأحمر السوفيتي، الذين حملوه إلى بلادهم، وأودعوه حديقة حيوان موسكو عام 1946، ليصبح واحداً من أهم نجومها.
وكما نقلت صحيفة "ميرور" البريطانية، فإنّ التمساح كان ضمن مجموعة الحيوانات المفضلة في قصور "أدولف هتلر"، استنادا لرواية الكاتب الروسي الشهير "بوريس أكونين".
ويعزز هذا القول "ديمتري فازيلييف"، وهو طبيب بيطري في حديقة حيوانات موسكو.
ولد "زاتورن"، في براري المسيسيبي بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1936، ثم أمسك به صيادون، وصدّروه إلى حديقة حيوان برلين، ليصبح أحد نجومها ويحظى بأعجاب زوارها باستمرار.
ويخيم الغموض على مرحلة مهمة في حياة التمساح الكبير، تمتد من نوفمبر/تشرين الثاني 1943، حيث كانت طائرات الحلفاء تقصف مدينة برلين بشكل يومي كثيف، ثم يزول الغموض بعثور الجنود البريطانيين عليه بعد 3 سنوات.
إحدى الفرضيات حول هذه المرحلة الصعبة، تتحدث عن اختبائه في قبو أحد قصور "هتلر"، ثم انتقل إلى مجاري المياه ليعيش فيه سنوات الحرب المريرة، ثم ضمه أحد كبار النازيين إلى مجموعة حيواناته المنزلية المفضلة.
وفي مطلع تسعينات القرن العشرين، وخلال انهيار الاتحاد السوفيتي، تُروى عن "زاتورن" قصص غريبة، تؤكد أنّ "الدموع كانت تترقرق في عينيه"، حين كانت الدبابات الروسية تقصف مبنى البرلمان.
ربما ذكّرته القنابل بأيام مجده في برلين التي فارقها بسبب الحرب والقنابل، ففاضت عيناه بدموع التماسيح.
خلال هذا التاريخ الطويل، نجى "زاتورن" من موت محقق مرات عدة.
فقد سقطت عليه قطعة خرسانية ضخمة من سقف "الأكواريوم" (حوض الكائنات البحرية) في ثمانينات القرن العشرين، واخطأته القطعة بفارق بضع سنتمترات.
ثم ضربه أحد زوار حديقة الحيوان القساة بصخرة أصابت رأسه، فبقي خاضعاً للعلاج والرعاية الطبية لفترة طويلة.
وحين بُني "أكواريوم" جديد له، أضرب "زاتورن" عن الطعام، احتجاجا على تغيير بيته، واستمر اضرابه عن الطعام لمدة 4 أشهر.
وفي عام 2010، أعلن إضراباً آخر عن الطعام استمر لمدة سنة، ثم أنهاه وعاد يأكل بشكل طبيعي.
بعد حياة حافلة في برلين، عاش "زاتورن"، 75 عاماً في موسكو، ويقول المشرفون على حديقة الحيوان إنهم كانوا يشعرون بسعادة غامرة بمجرد النظر في عينيه، لاسيما أنهم عرفوه حين كانوا أطفالاً، وبقوا يعرفونه حتى باتوا كهولاً وبعضهم فارق الحياة قبل أن يفارق "زاتورن" الحياة، حسب موقع صحيفة "ميرور" البريطانية.
*
اضافة التعليق