بغداد- العراق اليوم: سليم الحسني
بدأ عادل عبد المهدي حكومته بتزوير التصويت على وزرائه، فلم يحصل العديد منهم على الأصوات المطلوبة. واختتم حكومته بعملية تزوير في لقاء تسليم الحكومة الى مصطفى الكاظمي.
كانت صورة اللقاء أمام المواطن العراقي، تبدو غير متناسقة، فنصف الصورة لرجل فاشل ملأت الإخفاقات حكمه حتى اضطر الى الاستقالة مُكرهاً. والنصف الآخر لرئيس وزراء يدخل مجال الاختبار.
لم يكن الكاظمي موفقاً حين أثنى على عبد المهدي. شعرتُ بمرارة حادة وانا اسمع الكلمات. كيف يمتدح حكومة خائبة، حتى لو كان ذلك من باب المجاملة؟ خرجتُ بهذه النتيجة، وقبل أن أتعجل الكتابة في نقد الكاظمي على هذا الخطأ، تحريتُ عن التفاصيل، فكانت الحقيقة غير ذلك.
تقول المعلومة إن عادل عبد المهدي قد وزّع التسجيل على وسائل الإعلام بعد ان قطع عدة عبارات وأجرى عملية مونتاج على اللقاء. فالكاظمي في حديثه عن الحكومة المستقيلة، قال إنها حققت انجازات في الجانب الزراعي، لكنها أخفقت في مجالات أخرى.
عادل عبد المهدي ـ وكما كتبت في مقالات عديدة سابقة ـ قطع حياته السياسية يستخدم الخدعة، ويعتمد الكذبة، ويتستر بوجه مستعار، وقد استطاع ان يصل الى حلم حياته في رئاسة الوزراء بهذه الأساليب. فلم يكن صعباً عليه أن يزّور شهادة تزكية في هذا اللقاء.
يعرف عادل عبد المهدي أن مصطفى الكاظمي لن يعاتبه، ولن يُصدر توضيحاً، لأن القضية ستبدو معيبة هابطة أمام العالم. فاستغل ذلك ليقوم بعملية الحذف والمونتاج. لقد خرج من السلطة بكذبة كما دخلها بكذبة، عندما نشر مقاله (اشكركم فالشروط غير متوفرة).
ملأ عادل عبد المهدي الصحافة وأوساط السياسة كلاماً عن قدراته الاقتصادية الخارقة، ورؤاه الخلّاقة في مجال الاقتصاد، واستطاع أن يخدع مجموعة من رجال السياسة والقرار بأنه يحمل في رأسه سرّ الإنقاذ الاقتصادي، وأن لمسته ستكون فيها البركة على العراق، فيأكل الشعب من فوقه ومن تحت أرجله. لكن التجربة أعطت الدليل على الفشل في أسوأ مستوياته في مجال الاقتصاد، فخرج من السلطة تاركاً الهواء يَصفر في خزائن الدولة.
فترة حكمه كانت الأكثر بؤساً، والأشد تعاسة. صارت الوزارات والمؤسسات والأجهزة العسكرية ركاماً من الاضطراب والخلل، وكأنه جاء ليهدم ما تبقى، وليضع هيبة الدولة تحت الأقدام.
عادل عبد المهدي كان مشروع خراب شامل، حطّم ما وصلت اليه يده، ووضع سياسة التخريب المستدام. سيشكره بحرارة الذين أردوا للعراق الدمار، وسيشكره أكثر أصحاب الفوضى الخلّاقة.
*
اضافة التعليق