الوزير فؤاد حسين : المال.. ليَّ ولا مال للعراق

بغداد- العراق اليوم:

                   جواد الحطّاب

يحفل المشهد السياسي بالكثير من المتناقضات والكثير مما يدعو الى الدهشة وحتى السخرية ..

والا ما معنى ان تصبح " موازنة العراق " بالكامل "هبّة" من "آبار نفط البصرة" الى حساب وزير وضعته المحاصصة " قيّما " و " أمينا " على أموال كل العراقيين، لكن الرجل فسّر الـ"قيّما" على انها " جدر قيمة " والـ" الأمانة " على انها "باص مصلحة" ؟!!

 فوضع " القدر" في "الباص" وذهب به "سفرة" الى "مصايف كردستان" !

 وكما يحدث في "السفرات" عادة، تكون "السفرة"، وأعني بها بساط الأكل خوفا من التباس القصد، مفتوحة للكبار أولا، حتى إذا شبعوا من أطايبها ، منحوا المتبقي للصغار، وللجياع الذين كانوا يراقبون مشهد ما لذّ وطاب بوجع وضغينة.

.

هذا هو المشهد الحقيقي الذي يدور في حقيبة المالية منذ ان استلمها السيد فؤاد حسين والى اليوم..!!

فالفقراء في البصرة والناصرية وميسان والديوانية والسماوة – التي فيها أعلى نسبة ما تحت خط الفقر في العراق – والكوت وعكركوف وزقورات بابل، وحتى فقراء أربيل والسليمانية ودهوك الذين كانوا يراقبون أيضا مشهد الانقضاض على جدر القيمة  "الجنوبي أصلا" بكثير اللوعة، والتظاهرات، المطالبة بجزء ولو بسيط يسدّ الرمق ويؤكد إنسانية ثروات العراق المنهوبة بـ"توافق محاصصاتي" لم يجد من يتصدى له، أو يتجرأ على ايقاف "باص مصلحته" ويُنزل راكبه الوحيد لأغراض التفتيش والمساءلة عن "الرائحة" التي زكمت أنوف من مرّ بهم هذا الباص اللعين، ويطالبه برفع " قبغ الجدر" لمعرفة ماذا تبقى فيه ؟!!

.

الأسماء المتسرّبة للوزارات القادمة في حكومة السيد الكاظمي، تفيد ان هناك إصرارا على بضعة أسماء منها السيد فؤاد حسين، الذي أوجع "فؤادنا"، ولم يوزع لثواب الـ"حسين" شيئا من "قدره" المبارك.؟!!

ولأجل هذا، فإنّ المتنافسين على بقايا نفاية " السفرات " ويفتشون فيها حتى عن الذي لا يؤكل، ينتظرون خطوة شجاعة وجريئة لتصحيح وترتيب المشهد ثانية، وبما يضمن حقوق كل العراقيين وفي المفصل الرئيسي منها وزارة المالية، ومن دون ان تسمح – هذه الخطوة - لأي وزير ان يقول " المالـ......ليّ" ولكم جهد ان تجلبوه لي فقط !!!

.

الكاظمي .. هل سيفعلها ؟

لننتظر، ومعنا العراق .

علق هنا