بغداد- العراق اليوم: لا شيء لدى حلقات الخبراء والمستشارين عند الحكومة الحالية، سوى التفكير في كيفية إنتاج الضرر للشرائح التي عانت من النظام البعثي الصدامي المجرم، ولا شيء يشغل بالهم سوى كيفية الغاء أي شاهدة تذكر باجرام النظام السابق الذي اوغل عميقاً في دماء العراقيين، وذهب الى اقصى درجات الاضطهاد والقمع التي لا تزال قصصها المرعبة يشيبُ لها الولدان الرضع!. اليوم، تفتقت في عقلية مستشاري عبد المهدي حلول هائلة لمواجهة تداعي اسعار النفط العالمية، واخراج العراق من ضائقته الصعبة، ولم يجدوا سبباً لهذا التدهور في الاقتصاد العراقي، غير رواتب محدودة مُنحت لبضعة آلاف من ضحايا النظام البعثي المجرم، عبر رواتب تقاعدية رمزية، أو تعويضات تصرف لمن فقد اباه او اخاه او عائلته كلها في مقاصل النظام، أو ممن امضوا اجمل سني حياتهم في زنازين القهر والأذلال والقمع، أو ممن رمتهم جرائم الابادة الجماعية، والتغييب القسري، والمقابر الجماعية في جحيم المنافي القاسية فأكلت الصحارى اعمارهم، واصطبغت وجوههم بلون المحنة العسيرة!. اليوم، يقدم مستشار رئيس الوزراء عبد الحسين هنين، وغيره ممن يحشدون الرأي العام ضد الضحية، متناسين الجلاد، حلاً اخر عبر ايقاف مستحقات هذه الشريحة المظلومة، موحياً للشعب العراقي، بأنها الخلطة السحرية التي لو جربتها حكومة (الغائب الطوعي) ستُحل كل مشاكل العراق وازماته، فيما عجز هذا المستشار ومعه الأخرون عن ايقاف الهدر المالي الهائل في قطاعات الطاقة والتجارة وغيرها، من ملفات الفساد التي تستهلك موارد العراق. وقد تناسى هذا المستشار العبقري، اكثر من 500 الف بعثي صدامي، وعنصر أمني مجرم، وجلاد وفدائي لصدام، وهم يكلفون خزينة الدولة العامة مليارات لا تعد ولا تحصى!، ثمناً لجرائمهم الآثمة في قمع وتشريد واعدام مئات الاف من العراقيين، وتغييب وتشريد اكثر من هذه الأعداد في السجون السرية او المنافي القاتلة!، أقول تناسى المستشار كل هذه الآلام المفرطة، وراح يبحث عن حل يأتي على حساب الضحايا، الذين يؤرق وجودهم وحقوقهم الاعتبارية مضاجع البعض، ويسلبهم راحة التذكير الكاذب لأجيال مخدوعة، بأسطورة " الزمن الجميل"، فبقاء الشاهد حياً يعني ان القضية التي يراد طمسها لا تزال حاضرة. من هذا الفهم، يقرأ الضحايا التوجهات المعادية لهم، وتكرار هذه النغمات النشاز، ومحاولة الصاق تهمة افراغ الخزائن بالضحايا، فيما لا يزال هولاء الضحايا (ضحايا) لهذا النظام ايضاً، الذي قهرهم مرةً اخرى باعادة الجلادين والجلاوزة الى مفاصل القرار تارةً، او عبر تعويض قاتليهم وجلاديهم تارةً اخرى، وصولاً الآن الى مساعي تجريدهم من حقوقهم وسلبهم اي رمزية اعتبارية او مادية تذكرهم بحجم الظلم والحيف الذي حاق بهم في زمن القائد الضرورة!!.
*
اضافة التعليق