بغداد- العراق اليوم: يستعد الحزبان الكرديان إلى عقد لقاء وُصف بالحاسم صباح الأربعاء في محاولة لتطويق الأزمة بينهما، بعد أن تدحرجت "كرة الثلج" إثر دخول قوات من البيشمركة قادمة من أربيل إلى منطقة "زيني ورتي" الستراتيجية. وبدأ التوتر، حين وصلت قوة من البيشمركة إلى منطقة "زيني وارتي" مطلع نيسان الحالي، لإنشاء سيطرة عسكرية، قال رئيس إقليم كردستان حينها مسرور بارزاني (17 نيسان 2020) إن هدفها كان "السيطرة على حدود المنطقة بسبب فيروس كورونا ومحاولة بعض المهربين تهريب أشخاص في تلك الحدود بخلاف الإجراءات الصحية"، في إشارة إلى تهريب الأشخاص داخلياً بين مناطق الإقليم أو عبر المناطق الكردية المتداخلة حدودياً مع إيران. ووفقاً لمصادر فإن تقدم القوات المحسوبة على الحزب الديمقراطي الكردستاني، دفع إلى تقدم قوات أخرى محسوبة على الاتحاد الوطني. وما زاد الامور تعقيداً، هو وقوع المنطقة المقصودة بالقرب من سلسلة جبال قنديل، المعقل الرئيس لحزب العمال الكردستاني، والذي استشعر خطراً من التحركات الأخيرة، وقام بدفع قوات إلى زيني ورتي للمرة الأولى، حيث لم يسبق أن تواجد الحزب في تلك المناطق وفقاً لمصادر محلية. ولا تقنع رواية "تقدم القوات لمكافحة وباء كورونا" القيادي في حزب العمال الكردستاني، مصطفى قره سو، والذي قال إن "الدولة التركية ربما تسعى إلى إشراك الحزب الديمقراطي الكردستاني في مخططها لاحتلال قنديل"، ومضيفاً "دون مساعدة الديمقراطي الكردستاني فلن تستطيع أنقرة احتلال قنديل". وكان آخر ما ينقص تأزيم الموقف، هو قيام القوات التركية بعملية عسكرية في المنقطة، فبذريعة التقدم الاخير لقوات العمال الكردستاني، شنت القوات التركية هجوماً جوياً قرب زيني ورتي، بالتزامن مع القصف الاخير على معسكر مخمور (15 نيسان 2020). واجتمع ممثلون عن الحزبين الكرديين الرئيسيين، الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني في أربيل، أمس الاول لبحث تطويق الأزمة وكشف عضو القيادة المركزية في الاتحاد الوطني زبير عثمان في حديث لـ "ناس كرد" جانباً من الطلبات التي قدمها الاتحاد إلى الديمقراطي الكردستاني في أجتماع أربيل، والتي تضمنت: انسحاب قوات الديمقراطي الكردستاني من "زيني ورتي". إشراك الاتحاد الوطني بشكل حقيقي في قرارات حكومة إقليم كردستان. وتنظيم قضية الانتشار العسكري بين مناطق الإقليم، حيث يؤكد عثمان أن حزبه لا يمانع بنصب سيطرات جمركية لضبط التجارة مع إيران أو غيرها، أو لضبط تهريب الأشخاص، لكن على أن لا تكون قوات عسكرية. من جانبها ترد وزارة البيشمركة في إقليم كردستان، بالتشديد على إن قواتها لن تنسحب من المنطقة المذكورة، كما تنفي الاتهامات لتلك القوات، وتؤكد أن جميع قوات البيشمركة هي "قوات رسمية وغير مرتبطة بأي حزب"، في إشارة إلى اتهام القوة التي وصلت إلى زيني ورتي بأنها تابعة للديمقراطي الكردستاني. وتقع زيني وارتي على حدود مناطق النفوذ التي تم ترسيمها بين الحزبين الكرديين في تسعينيات القرن الماضي، كما إنها تحاذي إيران من جهة، وكذلك مناطق سيطرة حزب العمال الكردستاني، ما يجعلها إحدى أكثر المناطق تعقيداً في الإقليم والعراق بشكل عام. ويرتقب الحزبان اجتماع الأربعاء لحلحلة الأوضاع بشأن المدينة، وإنهاء التوتر، فيما تتبادل أطراف الازمة مطالبة بعضها بالانسحاب من "زيني ورتي". الجميع ينتظر النتائج الطيبة من هذا الاجتماع قبل أن تتوجه الأنظار الى حيث حركة الدبابات والعربات المسلحة، ونيران البنادق التي لم تحل أي خلافات من قبل بين هذين الحزبين اللدودين ؟
*
اضافة التعليق