بغداد- العراق اليوم: بدت أزمة إفراز رئيس وزراء جديد في العراق، واحدة من المعضلات التي تواجه الوسط السياسي برمته، والشيعي على وجه الخصوص، فيما ترى جهات سياسية أن " هذا الاستعصاء المميت، سيفقد الشيعة خاصية القدرة على أتخاذ قرارت مصيرية تدعم وحدة العراق، أو تحديد مصيره". في هذا الجانب، تكشف مصادر لـ " العراق اليوم"، عن وساطات" إيرانية - لبنانية مستمرة لغرض تقريب وجهات النظر، وتضييق شقة الخلاف بين الأطراف الشيعية المختلفة للخروج بصيغة وسطية ترضي كل الأطراف، وتنهي أزمة تعطيل امتدت لأكثر من مائة يوم لغاية الآن". واشارت الى أن " الوساطات الايرانية- اللبنانية لم تُفلح لغاية الآن من إحداث تقدم في ملف التفاوض على إنتاج رئيس وزراء مقبول من الجميع، الا أن تقدماً لربما نوعياً حدث حين أقدم تحالف البناء على سحب رئيس التحالف هادي العامري من رئاسة وفد التفاوض، بعد أن اخفق على ما يبدو في تحقيق اختراق في ملف تمرير كابينة علاوي مع الطرفين الكردي والسني". ولفتت الى أن " هذا الاستبدال قد يؤدي الى احداث اختراق جديد في الايام المقبلة، لاسيما مع الحديث عن تقديم وجوه جديدة للتفاوض لم يسبق لها أن تفاوضت على مثل هذه الملفات". وبحسب المحلل السياسي، مؤيد نهروز، فأن " اخفاق علاوي كان يرتبط بانقسام القوی السیاسیة الشیعیة أو البیت الشیعي، وعدم تبني کتل سیاسیة بعینها ترشیح علاوي ولهذا السبب حتی الکتل التي کانت اعلنت تاییدها له سحبت یدها منه في جلسة التصویت، وإيضاً ضعف الیات التفاوض مع المکونین الکردي والسني واخفاقه فی اقناعهما، مضافاً الى هذا كله، رفع القوی السنیة والكردیة سقف مطالبها مستغلة انقسام البیت الشیعي، مع الاشارة الى الاشكالیات الواردة في المنهاج الحكومي والكابینة الوزاریة ومن بینها خلو المنهاج الوزاري من موعد الانتخابات المبكرة والموقف من انهاء الوجود الامریكي. وتابع " لهذه الاسباب تحاول القوی السیاسیة الشیعیة الان عدم تكرار الخطأ الذي وقعت فیه وذلك من خلال اعتماد آلية جدیدة مبنیة علی اولا التوافق داخل البیت الشیعي ومن ثم اجراء حوارات مع المكونین الكردي والسني لضمان الحصول علی ثقة البرلمان.
الى ذلك قال مصدر نيابي أن قیادات القوى الشیعیة الخمسة وهي ائتلاف الفتح، وسائرون، والحكمة، ودولة القانون، والنصر اجتماعا فی بیت رئیس تحالف الفتح هادي العامري. وقال النائب حسن فدعم، عن تيار الحكمة ان القادة اتفقوا على إصدار ورقة عمل مشتركة وآلية جديدة لاختيار رئيس الحكومة المقبل. وبخصوص اسماء المرشحین أكد فدعم وجود تسعه أسماء تجري مناقشتها وتداولها . وبحسب الآلية المتفق عليها فإنه يجري اختيار سبعة أسماء لمرشحين محتملين يمتلكون خبرة وطاقة لإدارة المرحلة وتعرض الاسماء على القوى الشيعية الرئيسية، وهي: الفتح، سائرون، دولة القانون، الحكمة، النصر . ویتاهل كل مرشح يحصل على ثلاثة أصوات من أصل الخمسة للمرحلة القادمة ومن يحصل على ثلاثة أصوات رافضة يخرج من المنافسة ويتم حصر المرشحين فقط اثنان أو ثلاثة كحد أعلى وعلى ضوء ذلك يتم التفاهم مع الكرد والسنة على هؤلاء المرشحين. وبحسب الآلية الجديدة فإنه يتم جمع نواب الکتل الشیعیة وإجراء عملية انتخاب سري بين المرشحين بجولة واحدة أو جولتين، ومن يحصل على أصوات أكثر من نصف الحاضرين يلتزم الجميع بدعمه والتصويت له وبعدها يرفع اسم الفائز إلى رئيس الجمهورية باسم جميع النواب الشیعة ليتم تكليفه لتشكيل الحكومة . ومن شان هذه الالیة اذا ما تم تنفیذها ان تضمن اولا التوافق السیاسي وحصول المرشح المقبل لرئاسة الوزراء علی ثقة البرلمان وثانيا تتفادى الجدل بشان الكتلة الاكبر والتي كانت عاملا مهما في التشظي والانقسام .
*
اضافة التعليق