بغداد- العراق اليوم: بقلم أياد السماوي يبدو أنّ حقيبة وزارة المالية الاتحادية ستكون القشّة التي قصمت ظهر البعير .. فحكومة إقليم شمال العراق مستقتلة من أجل الاحتفاظ بحقيبة وزارة المالية في تشكيلة الحكومة القادمة , وتحديدا لحزب مسعود بارزاني .. جهات كردية وغير كردية تحذّر رئيس الوزراء المكلّف من مغبّة أزمة كبيرة بين بغداد وأربيل ستنشأ في حالة عدم رضوخ رئيس الوزراء المكلّف لشروط حكومة أربيل في إعادة حقيبة المالية الاتحادية إلى حزب مسعود بارزاني .. وربّما ستؤدي هذه الازمة إلى قطع العلاقات بين بغداد وأربيل وعدم تصويت النواب الأكراد على الكابينة الوزارية للسيد محمد توفيق علاوي .. إصرار حكومة أربيل بالاحتفاظ بحقيبة وزارة المالية نابع من أهمية هذه الوزارة لضمان تدّفق الأموال من بغداد إلى أربيل وباتجاه واحد .. فالعلاقة بين بغداد وأربيل قائمة على معادلة واحدة لا غيرها .. بغداد تعطي وأربيل تأخذ ولا تعطي .. وبما أنّ وزارة المالية هي المكان الذي تتدّفق منه الأموال إلى إقليم شمال العراق , فلا بدّ من أن تكون هذه الوزارة تحت سيطرة الإقليم لضمان تدّفق الأموال وحسب المعادلة الذهبية للأكراد .. فمن الطبيعي جدا أن ترفع حكومة أربيل درجة تهديداتها وتحذيراتها لرئيس الوزراء المكلّف والضغط عليه من خلال تهديده بعدم التصويت على كابينته الوزارية .. كما ومن الطبيعي أن توعز حكومة الإقليم إلى أصدقائها من السياسيين العرب الذين استثمروا أموالهم التي سرقوها من المال العام العراقي في شمال العراق للضغط على رئيس الوزراء المكلّف باتجاه عدم التصادم مع حكومة أربيل والقبول بوزير كردي لحقيبة المالية , من أجل ضمان تصويت النواب الكرد على الكابينة الوزارية القادمة ... فالأزمة بين بغداد وأربيل قادمة لا محالة .. وهذه الأزمة أمّا أن يكون طرفاها حكومة بغداد وحكومة أربيل على خلفية عدم إعطاء وزارة المالية إلى أربيل كي تستمر بنهب ثروات الشعب العراقي .. أو ستكون بين حكومة السيد علاوي وبين الشعب العراقي الثائر والمطالب بإيقاف نهب وسرقة أموال الشعب العراقي من قبل حكومة إقليم شمال العراق .. ولا بدّ لرئيس الوزراء المكلّف أن يختار أي من الأزمتين سيقبل بها .. فهو الوحيد القادر على منع إقليم شمال العراق من الاستمرار بسرقة أموال الشعب العراقي .. بدورنا نقول للسيد رئيس الوزراء المكلّف .. أنّ انتفاضة الشعب العراقي ضدّ الفساد والفقر والحرمان هي التي أجبرت سلفك عادل عبد المهدي على تقديم استقالته , وهي السبب في مجيئك إلى رئاسة الوزراء , في الوقت الذي كانت فيه حكومة إقليم شمال العراق متمّسكة بسلفك عادل عبد المهدي الذي أعطاهم ما لم يرد حتى في أحلامهم , ومن دون أن تعطي حكومة أربيل برميلا واحدا من نفط الإقليم إلى حكومة بغداد , ومن دون أن تعطي أيضا دينارا واحدا من الرسوم والضرائب المجباة في الإقليم إلى خزينة الدولة الاتحادية .. دولة رئيس الوزراء المكلّف .. أنت بين خيارين لا ثالث لهما , فأمّا أن تختار الشعب , وأمّا أن تختار ناهبي مال الشعب العراقي .. فالقرار قرارك والخيار خيارك .. ساعدك الله ووفقك على اتخاذ القرار المنحاز للشعب .. في 09 / 02 / 2020
*
اضافة التعليق