بغداد- العراق اليوم:
[جوكر] أَحزاب السُّلطة يقودُ [فوضى إِعلاميَّة خلَّاقة] نـــــــــــــــزار حيدر ١/ يبدو لي أَنَّ المخاطر المُحدقة بالعراق سوفَ لا تقِف عند حدٍّ مع وجُود هذه الكُتل الفاسِدة والفاشِلة على رأس السُّلطة، ولذلكَ أَرى أَنَّنا نقترب شيئاً فشيئاً من سلُوك الطَّريق الآخر الذي أَشار إِليهِ المرجعُ الأَعلى. ٢/ والكُتل السياسيَّة على نوعَين؛ فإِمَّا أَنَّها لا تُريد الإِصلاح الحقيقي أَو أَنَّها عاجزةً عن فعلِ ذلكَ والنَّتيجةُ واحدةٌ، فمعَ إِستمرارها بالسُّلطة تتعرَّض البِلاد لخطرٍ مهولٍ قد ينتهي بها إِلى ما لا يُحمدُ عُقباه. ٣/ برأيي فإِنَّ أَسلم طريقٍ آخر يمكنُ لنا سلوكهُ هو حلِّ البرلمان في إِطار المادَّة [٦٤] من الدُّستور لتجري الإِنتخابات المُبكِّرة في مدَّةٍ أَقصاها شهرَين. ٤/ يتساءل العراقيُّون؛ ماذا حلَّ بقانون الإِنتخابات المُعدَّل؟! في أَيِّ دُرجٍ تمَّ إِخفاءهُ؟! هل سيرى النُّور فيُنشر في الجريدة الرسميَّة؟! أَم أَنَّهُ الآن محل مُساومات بين الكُتل السياسيَّة الفاسِدة والفاشِلة في مسعىً منهُم للإِلتفافِ عليهِ بشكلٍ من الأَشكال، ليُعادُ تدويرهُم مرَّةً أُخرى في الإِنتخابات القادِمة؟! أَو على الأَقلِّ ليكونَ مُبرِّراً لعدم الدَّعوة إِلى إِنتخاباتٍ مُبكِّرة من خلالِ توظيفِ عاملِ الوقت لدفعِها إِلى أَبعدِ وقتٍ مُمكنٍ؟!. ٥/ على الحكومات التي وقَّعت على إِتِّفاقيَّة الشَّراكة الإِستراتيجيَّة طويلة الأَمد مع واشنطن، والتي دعت قوَّات التَّحالف الدَّولي للمجيء إِلى العراق لمساعدتهِ في الحربِ على الإِرهاب، أَن تكشفَ كلَّ الحقائق التي تتعلَّق بما يقولهُ الجانب الأَميركي، وإِلَّا فهي مُتَّهمة بالتَّواطُؤ في إِخفاءِ الحقائق والبروتوكولات السريَّة ولذلك تتحاشا الحديث بصدقٍ وأَمانةٍ وشفافيَّةٍ مع الرَّأي العام خشيةَ الفضيحة!. ستظلُّ الشُّكوك تحومُ حَول كلَّ هذهِ الإِتفاقيَّات إِلى أَن تُبيِّن الحكومة وتوضِّح الأُمور بالأَدلَّة والوثائق الدَّامغة وليس بلُغة [قالَ وقُلتُ] فذلكَ يُزيدُ من إِرباك السَّاحة ويثبِّت الشُّكوك والتُّهم المُوجَّهة للحكُوماتِ المُتعاقِبة. ٦/ أَستبعد التَّصعيد مرَّةً أُخرى بين طهران وواشنطن، فإِدارة الرَّئيس ترامب تمَّ لجمها بقرارٍ شرَّعهُ مجلس النوَّاب سحبَ منها التَّخويل الذي يُمكِّنهُ من التَّصعيد قبلَ العَودةِ إِلى الكونغرس. أَمَّا طهران فقد تعهَّدت خطيّاً للمُجتمع الدَّولي بعدمِ التَّصعيد في معرضِ رسالتِها الأَخيرة لمجلسِ الأَمن. أَمَّا وُكلاءها في العراق تحديداً فقد وصلتهم رسالة التَّهدئة وعدم التهوُّر والتصرُّف بمُفردهِم واستوعبُوها فترجمُوها بقرارهِم الذي صدر عن إِجتماعهِم الأَخير. ٧/ رُبما أَنَّ طهران سعت للإِفلات من قَولِ الحقيقةِ عندما رفضت، بادئ ذي بدئ، نظريَّة إِسقاط الطَّائرة الأُوكرانيَّة بصاروخٍ، واعتبرتها مُسيَّسة، إِلَّا أَنَّ الأَدلَّة الدَّامغة التي لا يرقى إِليها الشَّك والتي قدَّمتها واشنطن مُستندةً لأَفلام وصُوَر، فضلاً عن الضُّغوط الدَّوليَّة التي تعرَّضت لها، إِضطرَّها للإِعلانِ عن الحقيقةِ وتحمُّل المَسؤُوليَّة. ٨/ ليسَ المقصودُ بالغُرباءِ في خطابِ المرجعِ الأَعلى الأَخير طلبة الحَوزة العلميَّة من غَيرِ العراقيِّين!. وليس المقصُود بهِم زوَّار العتبات المُقدَّسة بكلِّ تأكيدٍ!. إِنَّما المقصُودُ هوَ كلُّ مَن يتدخَّل في الشَّأن العراقي فيُحاولُ التَّأثير عليهِ وعلى قراراتهِ السياديَّة بطريقةٍ من الطُّرُق بغضِّ النَّظر عن قُربهِ وبُعدهِ عن العراق. يقولُ المرجعُ الأَعلى [أَن يكونَ العراق سيِّد نفسهِ يحكُمهُ أَبناؤُه ولا دَورَ للغُرباءِ في قراراتهِ]. وبهذا المعنى والمقصُود الواضح؛ ليسَ هناك فرقٌ بين غريبٍ وآخر، وأَنَّ مَن يُحاولُ إِثارة العواطف الدينيَّة والمذهبيَّة للتَّمييز بَين غريبٍ وآخر فإِنَّما يسعى للقَبولِ بتدخُّلاتِ غريبٍ ورفضِ تدخُّلاتِ غريبٍ آخر، وبالتَّالي فهو مِمَّن يحرِّض على أَن يكونَ العِراق ساحةً لتصفيةِ حِسابات الآخَرين على حسابِ سيادتهِ وأَمنهِ ومصالحهِ الإِستراتيجيَّة. ٩/ لأَوَّل مرَّة يُقارن الخطاب المرجعي بين نظام ما قَبل ٢٠٠٣ ونظام ما بَعد ٢٠٠٣ ولذلك يمكنُ إِعتبارهُ الأَخطر من بينِ كلِّ الخِطابات السَّابقة منذُ التَّغيير ولحدِّ الآن. وا أَسفاهُ على العراقيِّين إِذ يظلُّ حُلمهُم بالحياةِ الحُرَّةِ الكريمةِ والعِزَّة والسَّعادة يموتُ عليهِ الآباء فيأخذُوهُ معهُم إِلى قبورهِم ويشبُّ عليهِ الأَبناء مِن دونِ أَن يتمتَّعُوا بهِ!. لماذا؟! على الرَّغمِ مِن أَنَّ البِلاد تزخر بالعُقُولِ النيِّرة والإِمكانات العظيمة على حدِّ وصفِ الخطابِ المرجِعي. ١٠/ برأيي فإِنَّ النَّاخب سيُحسِّن من خياراتهِ في الإِنتخابات النيابيَّة المُبكِّرة وذلكَ لسَببَينِ؛ أ؛ إِنَّ قانون الإِنتخابات الجديد يمنح النَّاخب الفُرصة، كما أَنَّهُ يمنح الكفاءات والخبرات فُرص الترشُّح والفَوز. ب؛ الوعي السِّياسي والإِنتخابي الذي كسبهُ النَّاخب خلال الأَشهر الأَخيرة الماضية، فلا يُعقل، بعدَ كلَّ هذهِ الدِّماء والتَّضحيات، أَن يستنسخ النَّاخب نفس الوجُوه الكريهة والكالِحة في صندُوق الإِقتراع!. ج/ كما أَنَّ [١٣] خِطاب أُسبوعي للمرجعِ الأَعلى شرحت تفاصل خارطة الطَّريق المطلُوبة لتحقيقِ الإِصلاح الحقيقي، كفيلةٌ بأَن تُزيد من منسُوب الحسِّ الوطني المطلُوب لتحسينِ الأَداء الإِنتخابي. ١١/ لا أَساسَ لِما يروِّجُ لهُ البعض بشأن الإِتِّفاقيَّة معَ الصِّين. يكفي، مثلاً لتعريةِ أَكاذيبهُم، أَنَّهم يقولُون أَنَّ العراق سيمنح الصِّين [٣٠٠] أَلف برميل نفط يوميّاً مُقابل كلَّ هذا البِناء والإِعمار والتَّمنية [العظيمة]. يعني [٩] مليُون برميل نفط في الشَّهر الواحد وعلى مدى [٢٠] عاماً!. وكلُّنا نعرف بأَنَّ الطَّاقة الإِنتاجيَّة للعراق من البترول لا تتجاوز [٤] مليُون برميل في الشَّهر الواحد في أَفضل الحالات وإِنَّ أَكثر من [٧٠٪] من الدَّخل القَومي من هذهِ الطَّاقة الإِنتاجيَّة يذهب للميزانيَّة التشغيليَّة! فمِن أَين سيعطي العراق [٩] مليون برميل شهريّاً للصِّين فقط؟!. علماً بأَنَّ السيِّد وزير النَّفط بشَّرنا اليوم بالقَول؛ أَنَّ العراق يخطِّط لزيادةِ إِنتاجهِ من البترول إِلى [٨] مليُون برميل على مدى العقدَين القادمَين. هل يكفي هذا لفضحِ أَكاذيب جوكر أَحزاب السُّلطة الذي يقودُ [فوضى إِعلاميَّة خلَّاقة] لأَغراضٍ شتَّى؟!. ١٣ كانُون الثَّاني ٢٠٢٠
*
اضافة التعليق