خطبة الجمعة تحذر من تجاهل “أهل الحكمة”… هل تلمح المرجعية لشيء؟

بغداد- العراق اليوم:

تضمنت الخطبة الثانية لصلاة الجمعة في كربلاء، بامامة ممثل المرجعية العليا احمد الصافي، حديثا عن ضرورة الاستماع ومشورة اهل الحكمة وعدم التزمت بالرأي، وذلك بعد ان اعلن مصدر من مكتب المرجع علي السيستاني يوم امس الخميس، بان خطبة المرجعية ستخلو من الخطبة السياسية، وسط الازمة السياسية التي يمر بها العراق.

وتلقى “العراق اليوم” نسخة من الخطبة الثانية التي القاها الصافي، استهلها بـ”اخوتي اخواتي اود ان اكون بخدمتكم في الامر التالي، الامور الحياتية قطعا تتشعب سهولة وصعوبة وينبغي علينا في جميع مناحي الحياة ان نركن الى اهل العقل واهل الحكمة وان لا نتجاوز المشورة لأنها تفضي الى الندامة  قد اتصور انني قد احطت بكل شيء فأبدأ اتصرف وفق هذا المنظور غرورا بنفسي واتكالا على عقلي المجرد مع انه يوجد من هو افضل مني من هو اعقل مني من هو اكثر حكمة مني والامر يعنيني وانا لا بد ان انجح في مسيرة حياتي عامة اقتصاديا اجتماعيا سياسيا اسريا انا اريد ان انجح اذا كنت فعلا اريد ان انجح لا بد ان ارتب حياتي بطريقة اضمن لها سلامة القرار وسلامة القرار تحتاج الى روية”.

واضاف ان “ميزة اهل العقل والحكمة ان لا يعطي رأياً جزافا وان لا يتعامل مع انفعالات قد لا تحل الاشكال انما ميزة اهل العقل والحكمة ان يدرسوا الامر من جميع اطرافه فإذا قرروا، قرروا بمقدار يضمن لنا سلامة هذا القرار، وحقيقة اخواني الانسان في بعض الحالات يبحث عن ناصح يبحث عن معلم يبحث عن مرشد يبحث عن حكيم يبحث عن عاقل، ومقصودي العاقل ليس المقصود العقل في قبال الجنون الناس كلها بهذا المقدار عقلاء الا من جُن ولكن مقصودي بأهل العقل أن هناك ناس يمتازون بقدرتهم على تشخيص المشكلة وايجاد الحلول الحقيقية لها”.

واشار الى ان “أهل العقل واهل الروية وأهل الحكمة نوع من الرحمة في كل مجتمع على اختلاف المجتمعات ان الانسان يلجأ الى هؤلاء حتى يوجهوه بمقدار ما يجعل له حالة من الانقاذ في المشكلة التي هو فيها واقرأوا التأريخ كثيرا المشكلة ليس في اهل الحكمة والعقل المشكلة في من لا يسمع اهل الحكمة والعقل المشكلة ايضا في من يدعي انه من العقل والحكمة يدعي، وهذا الادعاء لا يجعله من اهل العقل والحكمة على العكس هذا الادعاء سيجعله او جعل نفسه تغيب عنها الحقائق كثيرا لأنه صد نفسه عن الرؤية الحقيقية، الانسان العاقل عندي مشكلة مرضية اعلم اني مريض وانا لست من اختصاص ان اعالج نفسي لابد ان اعرض نفسي بعد ان اعرض نفسي ووجهني الطبيب ايضا لابد بعد ذلك ان اسمع ما يقول الطبيب اما اذا لم اسمع ولم اكترث سأبقى مريضا وان كنت اظن عند نفسي انني شُفيت لأني لم احصل على العلاج انا اوهمت نفسي اني تعالجت لكن حقيقة انا لم اتعالج”.

وتابع: “لاحظوا اخواني حتى لا اطيل كل منا يحتاج الى ان يشاور الآخرين نعم من يشاوره لابد ان يكون اهل للمشورة وكل منا يحب ان يكبر والكبر ليس في العمر وانما الكبر بما عندي من معرفة او بما اعرف من اهل العقل والحكمة بالمعرفة حتى اكون كبيرا اما اذا لم يكن عندي هذه المعرفة ولا اعتمد على اهل العقل سأبقى صغيرا ما حييت واهل العقل والحكمة ليس يأتون بقرار اخواني الانسان يميز من تجربة يميز يعرف ان هذا من اهل العقل والحكمة فليس من لاحظوا ليس من انصاف نفسي اني لا اسمع لأهل العقل والحكمة ليس من انصاف نفسي لا بد ان انصف نفسي كما اختار لجسمي الطعام الجيد لابد ان اختار لعقلي ونفسي الفكرة الجيدة ان لم استطع لا بد ان اسعى لها فاذا توفر لابد ان اعمل بها الانسان عندما يرى نفسه في المرآة يراها على حجمها الحقيقي المرآة تعكس حجمه الحقيقي اما اذا بعض المرآة لا تعكس حجمه الحقيقي تكون هذه المرآة مزيفة توجد بعض المرآة انواع المرآة تضخم شكل الانسان تعطيه شكلا آخر هذه المرآة تزيف الحقائق، الحقائق كما هي ونعمة ان الانسان عنده من اهل العقل واهل الحكمة لكن هذه ستكون مدعاة الى ان يؤشر عليه بالسلب اذا لم يستنير برأي اهل العقل واهل الحكمة انا قلت ان المشكلة ليست هنا المشكلة في من لا يسمع او من يسمع ولا يطبق كل منا يمر في حياته على تفاوت موقع كل منا في مشاكل يحتاج من يستشيره يحتاج من ينبهه على ان كيف المخلص من هذه المشكلة التي انا فيها والانسان يكون سعيدا اذا اعطوه الحل العاقل يكون سعيدا اذا حصل على الحل ويكون موفقا واسعدا اذا عمل بما قيل له”.

وختم: “على كل حال هذا ما يسمح به الوقت اخواني نسأل الله سبحانه وتعالى سلامة الابدان والارواح وان يحفظ بلادنا من كل سوء اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات تابع اللهم بيننا وبينهم بالخيرات وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين”.

علق هنا