بغداد- العراق اليوم:
افتتاحية جريدة الحقيقة
فالح حسون الدراجي
أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتعيين رجل الأعمال الأمريكي مارك سافايا مبعوثاً خاصاً إلى العراق، دهشة الأوساط السياسية والإعلامية العراقية وغير العراقية.. والسبب في ذلك لا يعود فقط لتخلي ترامب عن قائمة الشروط الطويلة من المبادئ والمواصفات والقيم التي قامت عليها الدبلوماسية الأمريكية العريقة، التي ضربها ترامب عرض الحائط عند اختياره مارك سافايا، إنما يعود أيضاً لشخصية مارك نفسه، فهذا الشاب العراقي الأصل الذي لم يتجاوز الأربعين، يعد واحداً من أبرز التجار والمستثمرين في زراعة الحشيشة والماريجوانا المخدرة في ولاية مشغان الأمريكية.. فهو معروف كأحد أقطاب زراعة نبات القنب الذي يستخرج منه ( الحشيش) المتوافر في الأسواق والمتاجر الأمريكية بشكل قانوني، باعتباره دواءً طبياً يصفه الأطباء للمرضى في حالات متعددة منذ فترة طويلة، لكنه لم يخضع لاختبارات صارمة كالنباتات الطبية الأخرى.. ومثلما لنبات القنب -الحشيش والماريجوانا - أضرار مدمرة معروفة، فإن فيه فوائد جمة أيضاً، كما يقول الأطباء الأمريكيون.. فهو مثلاً يقلل من الغثيان والقيء أثناء العلاج الكيميائي، كما أن تناوله يحسن الشهية لدى المصابين بنقص المناعة " الإيدز"، ويقوم بالحد من الألم المزمن وتشنجات العضلات.. فضلاً عن دوره في تحسين الأداء الجنسي وزيادة المتعة الجنسية، وتقليل الموانع، وتقليل مشاعر القلق والخجل، وتعزيز العلاقة الحميمة والتواصل بين (الشركاء) ! لقد ذكرت للقارئ الكريم فوائد الحشيش من وجهة نظر دعائية أمريكية تشترك بها دوائر حكومية مختصة، وشركات مصنعة لهذا المنتج، يؤيدهم الكثير من أعضاء الكونغرس الأمريكي المنتفعين من الدعم المالي الذي يقدمه لهم أصحاب هذه التجارة في حملاتهم الانتخابية، فضلاً عن المستفيدين مالياً من زراعة الحشيش في بيوتهم خاصة في ولاية ميشيغان ! وبجرد هذه الفوائد حسب وجهة النظر الأمريكية، يبرز لنا هذا السؤال: هل أراد ترامب باختياره شاباً من أصول عراقية كلدانية، له خبرة وتجربة واسعة في زراعة وصناعة الحشيشة، والذي لقبته الصحافة الأمريكية بـ“ملك القنّب في ديترويت”، أن (ينعش) و ( يغرق ) السوق العراقية بهذه البضاعة السحرية، التي لم تجد لها رواجاً حتى اليوم، بسبب توافر حبوب مخدرة أرخص منها وأسهل وصولاً كحبوب الكريستال والكبتاغون، وأنواع عدة أخرى. رغم أن حكومة السوداني صادرت في العام 2023 فقط 24 مليون قرص كبتاغون تقدَّر قيمتها بحوالي 120 مليون دولار . ام أن الرجل أراد أن ينشط الفعالية الجنسية لدى الشباب العراقي، ويرفع من مستوى الخصوبة لديهم، ويسعى في الوقت ذاته إلى الترفيه عن العراقيين المخنوقين بألف (خنقة)، والمبتلين بألف بلوى، أم أن الرجل، أراد بهذا التعيين، إلفات نظر العالم إلى ان ( أمريكا ترامب ) مهتمة جداً بالعراق، بدليل أنها اختارت له ( عراقياً) ومن المقربين الى ترامب، ليكون مبعوثها إلى العراق، على الرغم من أن سيرة هذا العراقي خالية من أي نشاط سياسي يذكر، سوى نشاطه في حملة ترامب الانتخابية، وهو بذلك يشبه زميليه ويتكوف وباراك، اللذين نجحا بمهماتهما في الشرق الأوسط رغم غياب أية خلفية سياسية لديهما.. لكن هذا الرأي واجه عدة اعتراضات، منها أن ترامب يستطيع تعيين شخصية أمريكية من أصل عراقي، ومن الطائفة الكلدانية الكريمة ذاتها، لها تاريخ وتجربة وخبرة في الميدان السياسي، أو حتى من خارج الميدان السياسي شرط ان يكون سجلها ناصعاً، وبعيداً عن أية شائبة وأية شبهة. إن اختيار تاجر الحشيشة مارك سافايا لهذه المهمة الدبلوماسية في العراق، يدل برأيي على قضيتين، الاولى: وهي قضية سلبية تتعلق بشخصية ترامب -اللا أبالية، واللا مسؤولة- والتي لا يهمها أي شيء حتى لو كان هذا الشيء غير منطقي وغير معقول، كأن مثلاً تضع المهاجم ميسي حارساً للمرمى، وتضع الحارس ( كورتوا ) مهاجماً صريحاً، دون أن تكترث لما سيحدث للفريق والجمهور وميسي وكورتوا واللعبة والدنيا كلها !. ومختصر القول: إن ذات ترامب النرجسية، لا يعنيها قطعاً ما يحصل للآخرين بقدر ما يهمها تنفيذ رغباتها وهلوساتها الشخصية ..! أما القضية الثانية فهي التي تتعلق بالشعب العراقي الذي لم يكترث هو الآخر بمن يبعثه ترامب ممثلاً عنه، ولا يهمه أن يأتي مارك أو بارك أو لارك او غيرهم.. اللهم إلا شريحتين اهتمتا بهذا التعيين: شريحة تجار الكريستال المهددة بضاعتهم وتجارتهم اليوم بمنافس جديد قوي مدعوم، له جودة وحماية ( أمريكية) متمثلة بمارك.. أما الشريحة الثانية التي اهتمت بتعيين تاجر حشيش مبعوثاً امريكياً إلى العراق، فهي شريحة الحشاشة أنفسهم، فهم الوحيدون الذين فرحوا بهذا التعيين (المبارك) ، آملين أن ينعكس ذلك على نوعية وأسعار الحشيشة الرديئة والغالية التي يتعاطونها حالياً ..! لذلك لم أستغرب قطعاً حين تلقيت أمس برقية من الأخ ( ستار نرگيلة ) رئيس رابطة الحشاشين في العراق، يهنئ فيها ( فخامة) الرئيس ترامب، على قراره ( التاريخي) بتعيين تاجر الحشيشة ( الزميل) مارك مسؤولاً عن الملف العراقي في البيت الأبيض ( جداً ) !!
*
اضافة التعليق
القدّيس نيلسون مانديلا.. وانتخابات العراق !
أي (خرق) عراقي كبير حققه رئيس هيئة النزاهة في زيارته للمغرب ؟!
فريقنا سيء .. ولكن ماذا عن سوء الفيفا والاتحاد الآسيوي، والسعوديين ؟!
ترامب يشرُّم أُذن و( تراچي ) شَرْم الشيخ ..
كيف نتخلص من مرض السكر، ونفوز على السعودية ونتأهل إلى كأس العالم ؟!
عبد الحليم حافظ وعبد الجبار الدراجي و(المرشحون الخردة) !!