بغداد- العراق اليوم:
افتتاحية جريدة الحقيقة
فالح حسون الدراجي
بدءاً وقبل كل شيء، أود الاعتراف علناً وعمداً مع سبق الإصرار، بأني من أنصار العملية السياسية رغم مصائبها، ومؤيد للعملية الإنتخابية رغم أخطائها الكثيرة والكبيرة، لأني أعرف بل ومتأكد أن العنف والمفخخات وكاتم الصوت، وربما الصواريخ والطائرات المسيرة ستكون لا سمح الله، البديل عن الصندوق، والتبادل السلمي للسلطة. وهذا ما يجعلني أدعم وأشجع المشاركة في الانتخابات النيابية التي ستجري في 11 / 11 ، وحين سئل الفنان كاظم الساهر: اشجابرك على المرّ ؟ فقال: غير الأمر منه ..!! لكن دعمي للإنتخابات لا يمنعني من تأشير الخلل، بل ويحثني أكثر على أداء هذا الدور الرقابي الإعلامي الإيجابي الهادف إلى تنظيف ميدان الانتخاب، ثم البرلمان، من النتوءات المعيبة التي تشوه العملية السياسية برمتها، ومن كل الأدران المضرة والسامة، ومنع الاختراقات الطفيلية، والسلوكيات الخادشة للحياء، والموجعة للقيم الوطنية، والاجتماعية أيضاً. وطبعاً أنا لا أتحدث هنا عن كيفية ( عبور ) المرشحين الفاسدين، ولا عن البعثيين الذين عبروا بالواسطة رغم ان ذمتهم محملة بآثام تلك التقارير البعثية الرهيبة التي كانت تذبح العراقيين ذبحاً. كما لا أتحدث عن الذين دخلوا سباق الانتخابات بشهادات ( كلك )، بعضها جهزت من إيران ولبنان والسودان، وبعضها رتبت في العراق ولكن بسعر أعلى وصل خمسين الف دولار ! لكن ثمة من سيسألني عن هوية الذي أتحدث عنه، إذا لم يكن ضمن هذا الجوق ! فأقول: أتحدث هنا عن المرشحين موديل ( نص ردن)، أي الذين دخلوا سباق الانتخابات النيابية، وهم لا يفرقون بين النايب والنايم، ولا بين السايس والسياسي، إنما قرر أحدهم الترشيح للبرلمان بناءً على رغبته، او رغبة زوجته، أو تحقيقاً لحلم المدام في أن يصبح أبو العيال نائباً في البرلمان، وتصبح هي حرم النائب، التي يركض أمامها أفراد الحماية، وهم يتسابقون على فتح باب السيارة لجنابها الكريم.. وحين تسألها عن مؤهلات زوجها، ستقول بثقة: ليش ذوله النواب أحسن منه .. خو ما احسن منه ؟! وفي اليوم الثاني تجد صور ( أبو العيال ) تملأ الشوارع وتزاحم صور المناضلين، وتحت الصورة كتبت هذه العبارة الخنفشارية: انتخبوا ممثلكم الحقيقي فلان بن علان الفلاني ..! وطبعاً فإن ( ممثلنا الحقيقي) هذا، ليس أكثر من هب بياض، وسيكون إن فاز مربوطاً بحبل طرفه بيد الباشا رئيس الكتلة.. أما كيف فاز، ومن انتخبه، فهذه هي المصيبة التي أحذر منها في هذا المقال ! ويقيناً أن حديثي اليوم لن يكون بعيداً عن بعض المرشحات لانتخابات مجلس النواب العراقي، واللائي تقدمن بمؤخرات منفوخة وشفاه محقونة بالبوتكس، وبسيارات الجي كلاس والتاهو والجكسارات بدلاً من أن يتقدمن ببرنامج انتخابي حقيقي، ومشروع وطني فيه خطة وأهداف تقدمها المرشحة للجمهور. إن صور بعض المرشحات اليوم وهي تتزاحم في شوارع بغداد ومحافظات العراق، تثير الاشمئزاز والخزي لما فيها من ابتذال، وعدم احترام للناس وللبلد معاً.. وستصاب بالأسى أيها القارئ العزيز حين تجد صورة كبيرة جداً لمرشحة (نافخة) كل شيء، تقابلها صورة صغيرة جداً جداً مركونة في زاوية ضيقة لمناضلة فذة مثل شاميران مروگي. شاميران المناضلة الوطنية المعروفة بتاريخها النضالي التقدمي الباهر، وبنزاهتها التي يشهد لها القاصي والداني.. وصاحبة البرنامج الوطني الانتخابي المتكامل من جميع الوجوه ومختلف الأغراض ! ولا أعرف كيف يقتنع البعض من الناخبين المحترمين بمثل هذه التفاهات، ويمضي إلى صناديق الاقتراع ليصوت لصاحبات النفخ الشامل، المكتنزات بالمال الحرام، والمحميات بالجاه الزائل، والظهر القوي، ولا يصوت لمن يستحقن التصويت من العراقيات الطاهرات، الواعيات والمكافحات ، وهن كثيرات من حسن حظنا، ومنتشرات على كل خارطة الساحة الانتخابية ؟ وإذا كانت شاميران ورفيقاتها المرشحات - فقيرات جداً- ولا يمتلكن ما يوفر لهن الدعاية الإعلامية المميزة، إنما هن يمتلكن الأغنى والأروع والأبهى .. هن الغنيات بأخلاقهن ووطنيتهن ونزاهتهن، وتاريخهن الناصع، وأياديهن البيض، فضلاً عن امتلاكهن برنامجا وطنيا لا تمتلكه غيرهن قطعاً ! وبالمقابل فإن المصيبة لا تكمن فقط في البوتاكس والتاتو والحقن العام والفيلر وبلاوي الله التي تعرضها بغباء بعض المرشحات، إنما تكمن أيضاً في اللغة غير المهذبة، والكلمات اللا محتشمة، ووسائل الترغيب المثيرة للمشاعر الجنسية، ناهيك من نوعية الوعود التي تطلقها بعض المرشحات - وأنا هنا اكرر وأقول بعض المرشحات - رغم أن هذا البعض كثير للأسف - فمثلاً تقدمت إحدى المرشحات بوعد أقسمت فيه أنها إذا فازت فستقوم ( بتزويج ) مئة وخمسين شاباً من مشجعي ريال مدريد - بينما هي عزباء بدون زواج لحد الان كما يقول أحد الأصدقاء ولا اعرف صحة قول الصديق - !! في حين تكفلت مرشحة ثانية باستحصال مية وخمسين موافقة حج لمية وخمسين ناخباً ينتخبها- ولا اعرف لماذا 150 وليس مية او 200 او أقل او أكثر، لكن يبدو لي أن الجماعة معجبون جداً برقم مية وخمسين ..! ثمة وعود أخرى عرضتها احدى المرشحات، متمثلة باستعدادها لنقل الراغبين بالنقل من وزارة إلى وزارة أخرى، إضافة لإستعدادها لتوفير عدد من التعيينات المدنية والعسكرية للعاطلين، ستوزع على من يعطي صوته للمحروسة !! أما إحدى المرشحات فقد قالت إنها لن تبقي عراقياً في الحواسم، إلا ووفرت له ( سكن ملك طابو )- وهنا لا اعرف أيضاً كيف ستوفر هذه المرشحة ( الحلوة ) سكناً (ملك طابو ) لمئات الآلاف من ساكني الصفائح ومظلومي العشوائيات ؟! أغرب الدعايات الانتخابية لمرشحات هذه الدورة جاءت على لسان إحدى النافخات الشافطات، تقول فيها: سوف أمنح بوسة اخويّة - هكذا هي قالت والله في منشورها- لكل من يصوت لي، ويريني صورة بطاقته بعد التصويت ..!! ولا تعليق لي على المنشور ولا على بوسة المرشحة، إنما أتركه لمن سينتخبها !
*
اضافة التعليق
كم (ساركوزي) في الأمة العربية .. وكم (فرنسا) في الوطن العربي؟!
رئيس رابطة الحشّاشين في العراق يشكر فخامة الرئيس ترامب ..!
القدّيس نيلسون مانديلا.. وانتخابات العراق !
أي (خرق) عراقي كبير حققه رئيس هيئة النزاهة في زيارته للمغرب ؟!
فريقنا سيء .. ولكن ماذا عن سوء الفيفا والاتحاد الآسيوي، والسعوديين ؟!
ترامب يشرُّم أُذن و( تراچي ) شَرْم الشيخ ..