بغداد- العراق اليوم: بقلم أياد السماوي المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف ومن خلال خطبة الجمعة لهذا اليوم 20 / 12 / 2019 , قد قطعت الطريق تماما ليس لمشروع رجل الدين اللبناني محمد الكوثراني لرئاسة الوزراء فحسب , بل لكل المشاريع التي تهدف إلى إعادة تدوير رموز العملية السياسية الفاسدة , خلافا لما يرتضيه الشعب ويقبل به , وأهم ما جاء في خطبة المرجعية ما يلي : أولا / المرجعية العليا في خطبتها لهذا اليوم , أعادت التذكير مجددا أنّ الشعب هو مصدر السلطات , ومنه تستمّد كلّ السلطات شرعيتها , فلا حكومة تتشّكل من دون رضا وموافقة الشعب .. ثانيا / المرجعية العليا في خطبتها لهذا اليوم قد قطعت الطريق تماما على كلّ محاولات الالتفاف على إجراء انتخابات مبكرّة وقالت أنّ أقرب الطرق وأسلمها للخروج من الأزمة الراهنة وتفادي الذهاب إلى المجهول أو الفوضى أو الاقتتال الداخلي , هو بالرجوع إلى الشعب بإجراء انتخابات مبكرّة .. ثالثا / المرجعية العليا في خطبتها قد قطعت الطريق على الكتل السياسية الفاسدة التي تريد الالتفاف على مطالب الشعب ومرجعيته العليا من خلال إقرار قانون للانتخابات لا ينسجم مع مطالب الشعب بقانون يضمن الانتخاب الفردي مئة بالمئة وبدوائر صغيرة تعتمد على الكثافة السكانية أي نائب واحد لكل دائرة انتخابية .. رابعا / المرجعية العليا في خطبتها قد رسمت خارطة الانتخابات القادمة التي يجب أن تجرى في أجواء مطمئنة وصحيّة وبعيدة عن تاثيرات المال والسلاح غير القانوني وعن التدّخلات الخارجية .. خامسا / المرجعية العليا في خطبتها لهذا اليوم قد أعادت مطالبتها بعدم التأخر طويلا في تشكيل حكومة مؤقتة جديدة , حكومة غير جدلية وتستجيب لاستحقاقات المرحلة الراهنة , تعيد هيبة الدولة وتهدئ الأوضاع .. ولا شّك أنّ مقاصد المرجعية العليا بحكومة غير جدلية , هي أن تكون حكومة مستقلّة بعيدة عن صراع الكتل السياسية المتنافسة ومحاولاتها فرض إرادتها على الشعب .. بعد أن أعلن الشعب بعدم قبول أي مرّشح غير مستقل ومشترك في الحكومات السابقة .. والأهم من ذلك كلّه أنّ المرجعية العليا في خطبتها قد وضعت حدا فاصلا للتدخلات الخارجية في موضوع تشكيل الحكومة .. فموضوع تشكيل الحكومة المؤقتة هو شأن عراقي صرف , وليس لأي جهة خارجية أن تحشر نفسها وتتدّخل بهذا الشأن العراقي لأي سبب كان .. وإذا كان السيد الكوثراني يتمّتع بمواهب خارقة , فعليه أن يعرض هذه المواهب الخارقة على بلده لبنان ويخرجه من أزمته ويساعده في تشكيل حكومته , ويترك العراق وشعبه بشأنهم .. فالشعب العراقي ليس قاصرا ليتوّلى السيد الكوثراني تشكيل حكومته .. أتمنى مخلصا أن تكون رسالة المرجعية العليا قد وصلت للسيد الكوثراني أو لمن يقف خلفه .. وعار ثم عار على العراق وشعبه أن يشّكلّ حكومته شخص غير عراقي .. أياد السماوي في 20 / 12 / 2019
*
اضافة التعليق