لماذا انقلبت لوبيات تحالف الفتح على المرّشح محمد شياع السوداني ؟؟؟

بغداد- العراق اليوم:

بقلم أياد السماوي

لا زال الرأي العام العراقي حائرا في معرفة أسباب انقلاب لوبيات تحالف الفتح على المرّشح محمد شياع السوداني واستبداله بالمرّشح قصي السهيل .. الرأي العام يحاول أن يعرف ما الذي جعل رجال المال والصفقات والوزارات في تحالف الفتح ينقلبون على المرّشح محمد شياع السوداني ؟ وما علاقة رجل المال المعمم البناني محمد الكوثراني بهذا الانقلاب ؟ وما الذي استفزّ رجال المال والصفقات والفساد في تحالف الفتح لإعلان انقلابهم على أبن الجنوب الشجاع والنزيه والكفوء ؟ وهل لعصابات المال والصفقات في تحالف الفتح يد بإثارة الشارع العراقي ضدّه باعتباره مرّشحا للمالكي وحزب الدعوة ؟ ..

في هذا المقال أودّ أن يطلّع الرأي العام العراقي على حقيقة ما حصل في هذا الانقلاب وكيف تمّ استبدال السوداني بالسهيل المتّهم بملّفات فساد البنك المركزي وغيرها الملّفات الأخرى , وكيف تمّ تبّنيه من قبل لوبيات المال والصفقات الفاسدة في تحالف الفتح .. قصة هذا الانقلاب بدأت بعد إعلان المرّشح محمد شياع السوداني عن شروطه برفض المحاصصات وتقديم المتورطين بالفساد للقضاء من خلال تشكيل محمكة لمحاكمة كبار الفاسدين على غرار محكمة أركان النظام السابق , ورفضه استقبال وقبول طلبات بعض قادة الفتح ببقاء وزاراتهم .. وبمجرّد إعلانه هذا الشروط حتى ثارت ثائرة هؤلاء القادة ليقودوا انقلابا تحت عنوان ( لا عودة للدعوة .. نحن رجال الساتر أولى بحكم العراق ) .. وحتى يتخلّص هادي العامري من هذا الإحراج ويتفرّق عنه قادة تحالف الفتح , لجأ إلى خدعة الاستفسار من المرجعية , علما أن المرجعية الدينية العليا قد أعلنت موقفها الواضح والصريح من قضية تشكيل الحكومة , وقام بإرسال رسالة بيد عبد الهادي الحكيم , وكان جواب المرجعية كما يدّعي هادي العامري هو أن يكون المرّشح من خارج الأحزاب .. والحقيقة أنّ المرجعية في جوابها قد نأت بنفسها تماما عن هذا الموضوع من قريب أو بعيد .. فليس من المعقول أن تعلن المرجعية العليا موقفا معلنا للشعب العراقي وتتبنى موقفا آخر في السر مغايرا لموقفها المعلن .. فحاشى للمرجعية المقدّسة أن تلعب هذا الدور المزدوج ..

وبهذه الطريقة تخلّص أصحاب المال والصفقات الفاسدة في تحالف الفتح من السوداني الذي بات يهدد عروشهم ومصالحهم , وفتحوا الباب على مصراعيه لرجل المال المعمم اللبناني محمد الكوثراني ليلعب دورا في اختيار البديل يؤّمن لهم مصالحهم ومصالحه كونه شريكا ماليا في وزاراتهم .. فتمّ اختيار السهيل الذي كان يخطط مع الكوثراني لاستخلاف عبد المهدي في رئاسة الوزراء منذ شهر تموز الماضي .. ولو كانت المرجعية العليا قد رفضت فعلا ترشيح السوداني كونه متحزبا فهدا الرفض ينطبق على السهيل أيضا كونه كان ضمن التيار الصدري قبل انتقاله إلى دولة القانون مع نوري المالكي .. وبعد أن ضمن السهيل موقف الكوثراني ولوبيات الفساد في تحالف الفتح , بدأ بإرسال تطمينات إلى بعض محاور دول الخليج بيد أحد السياسيين الذي تربطع علاقات طيبة مع السعودية وبعض دول الخليج الأخرى , وكذلك إرسال تطمينات إلى الأردن والغرب , وفي الداخل ضمن القرار السنّي والكردي .. إلا أنّ السهيل الذي كان يخطط لهذا الأمر منذ مدة غير قليلة , تناسى أن الشعب العراقي المنتفض ضدّ الفساد وهذه الطبفة السياسية الفاسدة , له رأي آخر غير رأي الكوثراني ولوبيات الفساد في تحالف الفتح ...

( وإذ ابتلى إبراهيم ربّه بكلمات فأتمّهنّ قال إني جاعل للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ) ..... صدق الله العلي العظيم

في 18 / 12 / 2019

علق هنا