بغداد- العراق اليوم:
تقف تماثيل جزيرة الفصح أو جزيرة القيامة، المتراصة، صامدة منذ أكثر من 1000 عام، وحيرت علماء الآثار منذ زمن بعيد، محاولين فهم أصلها والغرض من إنشائها.
ويوجد أكثر من 1000 تمثال رأسي صخري في جميع أنحاء جزيرة Rapa Nui الواقعة في تشيلي، والتي يعتقد أنها نحتت بواسطة الحضارة البولينيزية.
لكن العلماء ما زالوا غير متأكدين من هدفهم الدقيق أو المعنى الكامن وراء إنشائها، ومع ذلك، ربما تمكن فريق من الباحثين في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس (UCLA)، أخيرا، من كشف لغز جزيرة القيامة.
وكشفت دراسة جديدة نشرتها عالمة الآثار الأمريكية جو آن فان تيلبورغ، التي اشتهرت ببحثها حول تماثيل جزيرة الفصح (Rapa Nui)، أنها فككت المعنى وراء الرؤوس الحجرية المنحوتة المعروفة باسم مواي.
وفي دراسة نشرت في مجلة Journal of Archaeological Science، ادعى العلماء أن مواي لعبت دورا حاسما بالنسبة لسكان الجزيرة.
ووفقا للدراسة، وقع نحت مواي ووضعها في جميع أنحاء الجزيرة بين القرن الرابع عشر والتاسع عشر لتعزيز خصوبة الأرض.
ودرست العالمة فان تيلبورغ وفريقها تمثالين معينين في محجر Rano Raraku، على الجانب الشرقي من الجزيرة، واللذين قد يعود تاريخهما إلى عامي 1510 -1645.
وربما يعود أصل 95% من التماثيل الحجرية القديمة في جزيرة القيامة إلى محجر Rano Raraku.
وقامت عالمة الآثار الأمريكية بتحليل عينات التربة في جميع أنحاء المحجر للعثور على أدلة على الأطعمة مثل الموز والبطاطا الحلوة ونبات استوائي يعرف باسم قلقاس مأكول أو آذان الفيل.
وتشير وفرة الأطعمة الموجودة في التربة المحيطة بالمحجر إلى أن الأرض كانت نقطة "ساخنة" للزراعة في جزيرة القيامة.
وقضت فان تيلبورغ الثلاثين عاما الماضية في جزيرة القيامة (جزيرة الفصح)، وساعدتها في اكتشافها الأخير سارة شيروود المتخصصة في التربة وعالم الآثار في جامعة كاليفورنيا.
وقالت فان تيلبورغ: "أعتقد أن تحليلنا الجديد يضفي الطابع الإنساني على عملية إنتاج تماثيل مواي"، فيما أشارت شيروود إلى أن "كيمياء التربة (مثل الكالسيوم والفوسفور)، أظهرت مستويات عالية من العناصر الأساسية لنمو النبات وضرورية للإنتاجية العالية".
وبينما كانت التربة في المحجر مثالية بحيث بدت غنية بالماء والأسمدة الطبيعية والمواد الغذائية، كانت التربة في بقية الجزيرة، تتآكل بسرعة.
ويعتقد العلماء أن هذا الاكتشاف يشير إلى أن حضارة جزيرة القيامة ذات تفكير زراعي، حيث عرفت زراعة محاصيل مختلفة في المكان نفسه مرارا وتكرارا.
وربما تم نقل التماثيل من المحجر لضمان الطبيعة المقدسة للمكان في جميع أنحاء الجزيرة، وبذلك، فإن الفكرة الأساسية من المواي هي الخصوبة ووجودها يعني تحفيز إنتاج الأغذية الزراعية، وفقا لفان تيلبورغ.
*
اضافة التعليق