بغداد- العراق اليوم: عزّزت زيارة نائب الرئيس الأميركي مايك بنس إلى أربيل في العراق، دون العاصمة بغداد، التحليلات التي تشير الى خطة أميركية بدأت واشنطن تنفيذها مستغلة التظاهرات، في تشكيل حكومة عراقية جديدة ، بعيدة عن تأثير ايران والحشد الشعبي، وفك الارتباط الإقليمي بين محور طهران ودمشق وحزب الله، في لبنان. وتتحدث مصادر مطلعة على كواليس تمويل التظاهرات المطلبية في العراق وحرفها عن مساها "البريء" في الإصلاح، بان واشنطن وقوى إقليمية تدور في محورها، تدفع قوى وجماعات عبر واجهات مختلفة، من اجل ديمومة الاحتجاجات وركوب موجتها و توجيهها بطريقة ذكية، لا يشعر بها حتى المتظاهرون انفسهم. وبحسب المعلومات، فان واشنطن وقوى إقليمية اوعزت الى ادواتها في السلطات التشريعية والتنفيذية والجيش والأجهزة الأمنية وبعض جماعات المجتمع المدني، و منظمات مختلفة، الى العمل على إدارة التظاهرات من خلف الستار. يتوازى ذلك مع بدأ جهات محلية، تشكيل مجموعات منظمة تخترق التظاهرات وتطلق النار على قوى الجيش والأمن والمتظاهرين، وتحرق المتاجر، للوصول الى مرحلة إسقاط الحكومة وتشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات جديدة، تمكّنها من تعديل موازين القوى في البرلمان، وبالتالي تشكيل حكومة تتبنّى برنامجاً ينسجم مع الاستراتيجية الأميركية في العمل على حل قوى الحشد الشعبي وإعادة إغلاق معبر القائم البوكمال مع سورية والنيل من العلاقة العراقية الإيرانية. وتلقي التحليلات باللوم أيضا على القوى السياسية لاسيما الشيعية منها، والتي فشلت في إدارة السلطة، وغرقت في الفساد، وسوء الإدارة، وفاقمت من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والخدماتية رغم المال من عائدات النفط.. يصاحب ذلك، توظيف وسائل الإعلام العربية والعالمية لشيطنة الحكومة والقوى المناصرة لإيران، وعزلها عن الجماهير وقد نجحت في ذلك، ساعية الى الدعوات الى استمرار التظاهرات مهما كان الثمن لغاية تحقيق انقلاب سياسي يمكّن واشنطن من الانفراد بالنفوذ في العراق. وتفيد دراسة لمعهد واشنطن ان تقويض الدولة العميقة، وتنظيم انتخابات جديدة هو الرهان لضمان المستقبل في العراق، وعدا ذلك فان المشروع هو إغراق العراق في الفوضى الهدّامة. وتتوضح استراتيجية واشنطن اتجاه بغداد على طريق "تكسير" أواصر العلاقة العراقية الإيرانية، في عدم التعامل مع حكومة عادل عبدالمهدي، حيث لا يخطط الرئيس الأمريكي لاستقباله، ودللت الإدارة الامريكية على غضبها منه بزيارة نائب الرئيس الأمريكي بنس الى أربيل بعد زيارة قاعدة الأسود الجوية، دون بغداد، حيث تتحدث مصادر عن انه اتصل بعبد المهدي ليبلغه بزيارة أربيل وغلق الأجواء العراقية، لتأمين زيارته، ليتوائم ذلك مع تحويل التظاهرات الى ورقة ابتزاز بيد واشنطن للضغط على بغداد والتلويح بإجراءات عقابية في الجنائية الدولية وحقوق الانسان ومجلس الأمن..
*
اضافة التعليق