هل سيكون (مرشح السفارتين)، والشخصية المتقلبة قصي السهيل بديلاً عن عبد المهدي؟

بغداد- العراق اليوم:

هل سمعتم بالحرباء، ذاك الكائن الذي يتأقلم مع الطبيعة لحفظ بقائه تحت اي ظرف، انه يغير جلده ولونه تبعاً لمصلحته، هذا الكائن نسخ نفسه ونسخ تكوينه في اكثر من سياسي، واكثر من شخصية، فراح الجميع يتحول الى حرباوات، تتكيف مع طبيعة المتغير السياسي لاستمرارها في لعبة الاستحواذ والتواجد الدائم قرب بوابات النفاذ لعوالم السطوة والمال، والا كيف تفسر هذه التحولات الشديدة من أقصى اليمين الى اقصى اليسار، وكيف نقرأ التحول من العدو الى حليف في ليلة وضحاها ودون اسباب وموجبات حقيقية ؟!

ولعل ظاهرة قصي السهيل واحدة من ابرز هذه الظواهر العجيبة، فالرجل الغامض الذي قفز من البصرة الى منصب نائب رئيس مجلس النواب، راكباً موجة الصدريين الظافرين انذاك، ماسحاً تأريخاً من البعث الذي يلاحقه، ليظل الرجل الظل، والهامش في المتن، والقائد الصامت الذي لا يقود سوى نفسه الى دفة التحالفات السرية الضامنة لبقائه، وحين ادرك الصدريون خطأهم بالدفع به، واكتشفوا آنذاك ان ثمة خيوطاً ينسجها السهيل مع غريمهم التقليدي نوري المالكي، عزلوه، وانتهى نائباً سابقاً، لكن ما جرى لاحقاً كان مثيراً، فالرجل استمر بالتنسيق مع المالكي، وزج نفسه عبر حزب شكلي في تشكيلات دولة القانون، وبقي يعمل لذاته مدعوماً من سفارة ما لتأهيله سياسياً، بعد ان فقد حاضنته الأصلية، ومرت السنوات والسهيل يطل بوصفه احد الوجوه التي استطاعات مناورات المالكي كسبها، ظناً منه انه كسب نقطة في جولات منازلته مع  الصدر، لكن يبدو ان حسابات حقل المالكي لا تطابق حسابات بيدر السهيل، الذي ترشح في ٢٠١٨ عبر بوابة الفتح وبحزبه الشكلي ولم ينل اكثر من ١٥٠ صوتاً، رغم انفاقه ٣ مليارات دينار عداً ونقداً.

ولأن شغل السفارة لا يزال مستمراً، فأن لوبياً تشكل داخل ائتلاف نوري المالكي يقوده المثير للريبة والجدل حسن السنيد، الذي قبض المقسوم من السهيل للدفع به الى الصدارة، حيث نجح هذا السنيد الذي يحب البعض تشبيهه بأبن عاص عصره!، في تمريره كمرشح لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ولكنه واجه مشكلة كأداء عبر رفض (سائرون) لترشيحه وتمريره، لكنه نجح في صفقة سرية اخرى عقدها مع نصار الربيعي الممثل الصدري، حين أقنعه بأن السهيل سيكون ممثلاً لسائرون اكثر من دولة القانون في حال مرر في المجلس النيابي، وهو ما حصل فعلاً حيث مر كوزير، ومنذ الشهر الأول لوصوله لمرسي الوزارة، قلب السهيل ظهر المجن للمالكي ولدولة القانون الذين اكتشفوا الاعيبه الواضحة، واحرجوا المالكي باعتراضهم عليه، وحين حاول زعيم دولة القانون ان ان يتصل به، لم يستطع ان يؤمن معه ذلك، وانتهى الأمر ال قطيعة مع المالكي تذكرنا بما فعله مع الصدر ايضاً قبل سنين.

واليوم يجري الحديث عن تغيير وزاري وشيك ينوي عادل عبد المهدي القيام به لطاقمه الوزاري، الا انه يخشى الاقتراب من السهيل، لكونه مدعوماً من السفارة وسائرون، لكن الحديث الاكثر سخونة، هو ما يدور  من ان السهيل يعد نفسه لخلافة عبد المهدي ذاته، الذي سيغادر الموقع الأول قريباً، فمع من سيكون السهيل، ومرشح من سيكون هذه المرة، وهل تصح الانباء عن تبني ترشيحه من السفارتين الايرانية والامريكية، وبدعم كردي - زوجته كردية - ليكون الرجل الأول في العراق، وهل سينجح عبر بوابة التلون والتملق في اقتناص الفريسة الأثمن في هذه الرحلة؟.

علق هنا