بغداد- العراق اليوم:
اكتشف علماء الجيولوجيا أن نهر النيل يتدفق عبر إفريقيا منذ 30 مليون عام، ما يجعله أقدم عمرا بستة أضعاف مما كان يعتقد سابقا.
وعبر دراسة الصخور على طول النهر وإجراء المحاكاة، اكتشف الخبراء أن تدفق النيل باتجاه الشمال يُحافظ عليه بواسطة حركات في عباءة الأرض تحته. فقد أدت الصهارة المتصاعدة نحو الأعلى إلى ظهور المرتفعات الإثيوبية، ما ساعد على إبقاء النهر يتدفق شمالا بدلا من التوجه غربا.
وشكّل نهر النيل، من خلال تغذية الوديان في شمال إفريقيا، مسار الحضارة الإنسانية، حيث اعتبره المصريون القدماء مصدرا للحياة.
وعادة ما تتغير الأنهار "طويلة العمر" بمرور الوقت، ما يجعل استقرار النيل أمرا غامضا عبر الزمن.
وقال كلاوديو فاسينا، من جامعة "روما تري" (Roma Tre) الإيطالية: إن "أحد أكبر الألغاز عن النيل هو متى نشأ ولماذا استمر لفترة طويلة. وحلنا في الواقع مثير للغاية".
ولحل اللغز المتمثل في عدم قابلية النيل للتغير، شرع البروفيسور فاسينا وزملاؤه في تتبع تاريخ النهر. وحللوا الصخور القديمة المستمدة من البراكين في المرتفعات الإثيوبية، ومطابقتها مع الرواسب المنقولة عبر النهر ودفنها في نهاية المطاف تحت دلتا النيل.
وقال الباحثون إنه بعد الارتفاع السريع، ظلت المرتفعات الإثيوبية على ارتفاع مماثل نسبيا لملايين السنين، بدعم من الصخور في عباءة الأرض.
وقال معد الدراسة والعالم الجيوفيزيائي، ثورستن بيكر، من جامعة تكساس: "نعلم أن التضاريس العالية للهضبة الإثيوبية تشكلت قبل زهاء 30 مليون عام".
وكشف الباحثون أنه لم يكن واضحا من قبل كيف تم الحفاظ على التضاريس هذه، طوال هذا الوقت.
وللتحقق من النتائج، أجرى الفريق محاكاة حاسوبية شكلت نماذج لنحو 40 مليون سنة من النشاط التكتوني لعباءة الأرض.
ووجد الفريق أن ارتفاع صخور أكثر سخونة من أعماق الأرض، يمكن أن يكون وفر الحمم التي تولد المرتفعات الإثيوبية. وصاغ هذا العمود حزاما متحركا من الصهارة في الوشاح، الذي يدعم المرتفعات حتى يومنا هذا.
وتبين أن نشاط الوشاح، الذي رفع الجنوب وجذب الشمال إلى الأسفل في الوقت نفسه، من شأنه أن يبقي النيل على درجة انحدار لطيفة حافظت على مسارها الثابت المتجه نحو الشمال.
وأدت المحاكاة أيضا إلى إعادة إنتاج التغييرات في المشهد الإفريقي تقريبا، كما توقع الفريق، حتى في الجوانب الصغيرة مثل منحدرات "وايت ووتر"، التي يمكن العثور عليها على طول نهر النيل.
ومع استكمال دراستهم الأولية، يأمل الباحثون الآن في تطبيق أسلوبهم على أنهار عملاقة أخرى مثل الكونغو ويانغتسي.
ونُشرت النتائج الكاملة للدراسة في مجلة Nature Geoscience
*
اضافة التعليق