وزير متهم بالإرهاب شباب ثائر ضد الأحزاب وتقسيم العراق على الأبواب

بغداد- العراق اليوم:

تشكلت حكومة عبدالمهدي عقب جدل واسع بمدى جدية فتح نافذة ألكترونية حكومية ومنح الفرصة للكفائات والخبرات الوطنية بإدارة الوزارات بعيدا عن عملية المحاصصة السياسية . رئيس الوزراء ورغم دعم المرجعية العليا بالنجف الأشرف والشارع العراقي إلا إنه صدم الجميع بعد إعلان كابينته الوزارية، فأحلام التكنوقراط تبخرت والوزارات أصبحت أسيرة المحاصصة العائلية ولم تقتصر على الحزبية .  الكابينة الوزارية ولدت وفق إعتبارات التوافق السياسي وبمؤشرات تأذن ببدء عصر الهيمنة للحلبوسي والكربولي وقدرتهم بتمرير أجنداتهم وسط زحمة الصراعات بين كتلتي البناء والاصلاح. توضحت ملامح الهيمنة بتسليم حقيبة الشباب والرياضة لمرشحهم أحمد العبيدي الذي يمتلك سيرة رياضية حسنة لكنه ملاحق بتهمة دعم الإرهاب ولم يتجاوز عقدتها للآن. ضجة كبيرة بمواقع التواصل الإجتماعي رافقت تسمية هكذا شخصية لخلافة (عبطان) الذي خطف حب الجماهير العراقية لمساهمته الفاعلة بملف رفع الحظر وأفتتاح عدد من الملاعب العراقية. العبيدي نفذ منهج مخطط بعد مباشرته العمل كوزير للشباب فانعدمت برامج  رعاية الشباب وتركهم يواجهون حالة الضياع وفقدان الشعور بالمسؤولية    نتيجة انعدام فرص العمل وإنتشار ظاهرة تعاطي المخدرات و بلغت درجة اليأس  الى الانتحار بظاهرة جديدة على المشهد العراقي لم نألفها من قبل.   أنباء إستبعاد الوزير العبيدي ضمن التعديلات الوزارية تكررت كثيرا إلا أن غطاء الحلبوسي والكربولي ثبت أنه ضد الإختراق بأحلك الظروف والمواقف التي عصفت بالعملية السياسية وآخرها  مواجهة الكتل السياسية للحراك الشعبي الناتج عن تظاهرات الأول من تشرين، حيث تمكن الحلبوسي  من استغلال الظرف السياسي بعقد صفقة جديدة مع السيد عادل عبدالمهدي نتجت عنها إستبعاد وزيرهم من التعديل الوزاري، واستلام مرشحتهم سهى البيك حقيبة التربية . نجاح منقطع النظير للحلبوسي ورفيقه الكربولي بإيصال العملية السياسية للفوضى ، فالجميع يعلم حجم الدور الذي تضطلع به قناة دجلة ومساهمتها بتحريك الشارع الشيعي ضد الأحزاب المسيطرة على المشهد العراقي وتركيز برامجها على السلبيات في العملية السياسية، ويمكن تفسير ترشيحهم شخصية مثيرة الجدل لقيادة الشباب العراقي بوصفها رسالة مبطنة عن عدم وجود اي أمل بأصلاح المنظومة السياسية، وتمكن وزيرهم بإنجاح هجوم جيوش الكترونية مدفوعة الثمن ضد رجالات الدين والسياسة المعترضين على إصرار كوادر حزب الحل بحضور فرقة فنية نسائية لحفل افتتاح بطولة رياضية في ملعب كربلاء.  عوامل عديدة أسهمت بتنفيذ الحلبوسي والكربولي للأجندات الخليجية الأمريكية بإثارة الشارع الشيعي وخروجه للمطالبة بإسقاط العملية السياسية واجراء تعديلات جوهرية على الدستور تضمن عدم وصول شخصيات مدعومة من ايران الى سدة الحكم، رغم معرفتهم بتقاطع مصالح الكتل السياسية وعدم قدرتها على اجراء الإصلاحات اللازمة في ظل رفض معلن من القوى الكردية والسنية لنظام الأنتخاب المباشر لرئيس الحكومة الذي ينادي به أبناء الشارع الشيعي. المعطيات الحالية على الأرض تشير لذهاب البلاد بإتجاه دخول الأكراد والسنة على خط المطالبات بالأنفصال وإقامة دويلات كردية وسنية في ظل انعدام فرص التوصل إلى إتفاقات مع القوى الشيعية بخصوص التعديلات الدستورية. وبالتالي يجب توعية الشباب بالتركيز نحو مطالبهم الحقة بإقالة حكومة عبدالمهدي وإنهاء استحواذ الاحزاب على السلطة وحصر السلاح بيد الدولة وتعديل قانون الانتخابات وإنهاء عمل المفوضية المستقلة للإنتخابات.

في ذات الوقت يجب الحذر من فخ تقسيم البلاد في حالة الإنجرار لفقاعات تعديل الدستور العراقي التي نعتبرها من آخر مطاليب الجماهير الثائرة وليست من أولوياتها.

علق هنا