العامري وهو يطلق رصاصته الأخيرة على الحكومة: فاشلة في نظام فاشل

بغداد- العراق اليوم:

لربما سيكون اخر الملتحقين بالمغادرين من مركب سفينة الحكومة الغارق في الفشل والفساد، رغم إنه الأقوى، كونه احد الذين دفعوا مركبها ليخوض لجج السياسة العراقية المتصارعة الأمواج، لكنه يتخلى الآن غير اسفً على ما يبدو عنها، ويقر علنا بفشلها الذريع، بل ويذهب ابعد من ذلك، حيث يصف النظام السياسي الحالي برمته بالفشل، الذي يجب ان يغادره العراقيون نحو نظام رئاسي دستوري مرن وحيوي، وقادر على الاستجابة الحقيقية لمطالب الجماهير، وقادراً على  تلبية آمانيها في عيش كريم، وغد افضل. اذن قفز العامري هذه المرة، لكنها قفزة محترف؛ وهو العارف ان هذا النظام لن يستطيع ان يستمر ويدوم ما دامت علة فنائه وبذرة نهايته تنمو في داخله، حيث تغلغل الفاسدون، وتسيد الفاشلون، واستعصى الحراك على رئيس حكومة مشلول عملياً وموضوعياً، ولن يكون ثمة أمل او مخرج الا بقلب الطاولة، ومغادرة صالة المقامرة بانتظار فوز طال كثيراً، أي بانتظار غودو ولكن غودو لن يعود ابدًا .. العامري قلب لعبد المهدي حليفه ظهر المجن كما يقال؛ لكنه يخشى من تداعيات ما بعد الإزاحة، ويعمل في الظل لتجنب ازاحات عنيفة؛ ويدفع بإتجاه حل جذري لكل الأزمة العراقية؛ عبر قيادة انقلاب ناعم على النظام السياسي من داخله، وهو العارف ان اي انقلاب سيؤدي الى انهار من الدماء، مالم يتم العمل على امتصاص النقمة الجماهيرية، والقبض بقوة على زمام الامور منعاً للذهاب نحو المجهول. ختاماً، نشير الى قارئنا الى ان مرحلة جديدة بدأت وان وعياً يكاد يكون عاماً تشكل لدى كتفة القوى السياسية بأن ما بعد تشرين لن يكون مثل الذي قبله، وان تغييرات جذرية وعميقة مقبلة على العراق الذي سيتخلص من اتون " المعمعة" المستمرة، وسينجز الفرقاء عملية سياسية حقيقية بعيداً عن سدنة الغرف الخلفية وعجائز اللحظات الاخيرة، ولن يأتي  الحل من غير فتية ساحة التحرير فانتظروا انا معكم منتظرون.

علق هنا