رسالة من مفوضية حقوق الإنسان إلى رئيس الجمهورية: هل تدرك أن الحرب وقعت في كربلاء؟!

بغداد- العراق اليوم:

وجه عضو مفوضية حقوق الإنسان علي البياتي، الثلاثاء، رسالة إلى رئيس الجمهورية برهم صالح على خلفية الأحداث الدامية في كربلاء. وقال البياتي في بيان له “إلى فخامة رئيس الجمهورية حامي الدستور والشعب: صرحتم اليوم ان العراق لا يقبل الحرب بين أميركا وإيران، فهل تدركون ان الحرب في ارضنا العراق وليس في مكان اخر وبين أبنائه فقط حدثت في كربلاء اليوم”. وشهدت محافظات كربلاء، أحداثاً دامية أسفرت عن عدد كبير من الضحايا، قبل أن تفض القوات الأمنية التظاهرات والاعتصامات بالقوة. وقال أحد منسقي التظاهرات في المدينة إن “قوات من سوات والجيش والشرطة ومكافحة الشغب  اقتحمت ساحة الاعتصام وطلبت ازالة الخيام خلال 10 دقائق، بعد ان نفذت حملة اعتقالات طالت العديد من الناشطين، من بينهم الشاعر محمد الكعبي”. وأضاف المنسق، وهو يلتقط أنفاسه، “ما جرى كان بشكل مهين وغير مسبوق، ويفوق الوصف.. قائد عمليات كربلاء كان يتفرج رغم اننا نسقنا مع قواته منذ وقت مبكر وحصلنا على التطمينات بالسماح لاعتصامنا بالاستمرار”. وبيّن “لا استطيع تأكيد أو نفي وقوع قتلى في الحملة الشرسة التي تمت اليوم ضد المتظاهرين، لم نستطع الوصول إلى مدخل المبنى الحكومي، لكننا سمعنا طيلة الوقت اصوات الاطلاقات..”. وختم “أنهينا الاعتصام.. وتم تحطيم معداتنا..”. وهاجمت قوات مسلحة مجهولة بشكل مفاجئ متظاهري محافظة كربلاء، مستخدمة ما قال متظاهرون أنه رصاص حي، فيما أظهرت مشاهد تفرق المتظاهرين وسط حالة من الهلع والرعب تحت أصوات نيران تصاعدت في عدة مناطق وسط المدينة، فيما أظهرت مشاهد أخرى منتسبي قوات الجيش العراقي وهم ينقذون الأطفال ويساعدون المتظاهرين المختنقين بالغاز. وأظهرت مشاهد ملتقطة بكاميرات متظاهرين ذعر أطفال يحملون الاعلام العراقية في ما بدا انهم هاربون من التظاهرة، وذلك في حي النقيب قرب مركز المدينة، بينما ظهر منتسبو الجيش وهم يحملون الاطفال والشبان بعيداً. متظاهرون ظهروا في المشاهد المصورة وهم يطالبون قوات الجيش بالتصدي للقوات التي تحاول تفريق التظاهرات، متسائلين عن سبب تحويل المدينة التي نفذت اعتصاماً سلمياً إلى جبهة، فيما يظهر أن القوات تلقت أوامر مختلفة. في وقت سابق، اكدت مصادر ميدانية أن القوات المجهولة التي يُشتبه في أنها “سوات” تلاحق المتظاهرين في الازقة وتشن حملة اعتقالات عشوائية. تناقل ناشطون محليون في كربلاء مقطعاً مصوّراً للشاعر محمد الكعبي وهو يسرد ما حصل خلال أحداث فض اعتصام المحافظة اليوم، وما سبقه من ما وصفها متظاهرون “بحملة القمع الأكثر عنفاً”، فيما أكد الكعبي الذي شاعت انباء عن اعتقاله فجر اليوم، أن قوات “ليست من الجيش ولا الشرطة” نفذت تلك الحملة. وقال الكعبي -وهو يقف وسط ساحة التربيةأن “القوات التي هاجمت الاعتصام والمتظاهرين لم تكن من الجيش او الشرطة، بل ضمت مَن وصفهم بالمدنيين المُلتحين، الذين باشروا مهامهم على مرأى من ضباط القوات الأمنية، وبينها عميد”. ووصل العدد المعلن لضحايا  الجولة الثانية من الاحتجاجات التي انطلقت يوم الجمعة الماضي إلى أكثر من 70 قتيلاً، فيما وصل عدد ضحايا الجولة الأولى التي انطلقت في الأول من تشرين إلى أكثر من 150 قتيلاً، ما يرفع العدد الكلي إلى أكثر من 200 قتيل.

علق هنا