هل ثأر البعثيون من ضحاياهم في الناصرية مجددًا.. لماذا استهدفوا مؤسسة السجناء السياسيين دون غيرها

بغداد- العراق اليوم:

لا نعتقد ان نافذة اعلامية الكترونية كموقع (العراق اليوم) مارس دوراً ولا يزال في انتقاد حكومة عبد المهدي والمطالبة باسقاطها، منذ تشكيلها، ليس لعداء شخصي مع الرجل او لخلاف مع احد اعضاء حكومته، إنما هو رفض لمنهج تشكيلها الخاطئ، وكواليس اللحظات الاخيرة التي قفزت على الاستحقاقات الانتخابية، وتجاوزت الدستور، دون المرور بسياقاته، فأنتجت هذه المخالفات الجسيمة خللاً كبيراً وحكومة ضعيفة تنهشها المحسوبية والفساد والحزبية، ولم يمر يوم تقريباً دون ان ننشر معلومات وتصريحات او تقارير عن وجود خلل ما او فساد في هذه الحكومة، لاسيما وزاراتها كالنفط والنقل والتجارة والشباب وغيرها، لذا فأن موقفنا واضح ولايمكن لاحد المزايدة عليه، وقد يكون موقعنا من المواقع التي نالت قصب السبق في الكشف عن الحراك الشعبي منذ فترة طويلة تسبقه، ووقفنا بقوة في دعم التظاهرات الشعبية المشروعة، وساندنا حق التظاهر السلمي والمطالب كافة، وكنا على طول الخط ننقل انباء الحراك الشعبي وتحركاته، لكننا سنقف طويلاً مع الانباء المحزنة التي وصلتنا من مراسلنا في الناصرية، حيث قيام نفر مندس ومغرض بالاعتداء على مقر مؤسسة السجناء السياسيين، وهي المؤسسة التي تعنى بشريحة طالما كانت الأهم والأبرز في التحول الديمقراطي العراقي. السجناء السياسيون مؤسسة تعني بأرث وتراث وحقوق وحفظ تاريخ قوافل من المناضلين والمجاهدين الذين دفعوا أثماناً عظيمة من أجل حرية العراق وسعادة الشعب ..  وبفضل تضحياتهم الجسام تحررنا من ربقة الدكتاتورية الصدامية، وبصمودهم سقطت اعتى دكتاتورية فاشية عرفها التاريخ، وانتهت الى مزبلة التاريخ. ولا يقتصر وجود هذه المؤسسة على الجانب المادي البسيط الذي يقدم لهذه الشريحة المضحية ابداً، بل هي رمزية عميقة، ذات وجود يذكر الناس ويطلع الاجيال اللاحقة عن مدى الجور والظلم الذي خلفه حكم البعث المجرم، ودالة على الواقع المجحف الذي عاش العراقيون تحت نيره وطغيانه، لذا تعرضت هذه المؤسسة الى حملات تشويه وطعن وتشكيك وصولاً الى ما جرى اليوم من احراق لفرعها في الناصرية مدينة الجهاد والتضحيات ومقارعة الدكتاتورية؛ فمن تجرأ ياترى على هذا الرمز  غير حفنة من ايتام البعث والمغرضين والداعشيين، ومعهم رعاع لا يفقهون، إنما ينعقون وراء كل ناعق، فهذه الجريمة النكراء تمس عصب مهم، وتطعن ظهر التظاهرات الشعبية طعنة نجلاء؛ فكيف نؤمن بأن التظاهرات سليمة النوايا اذا كان ضحايا البعث اولى ضحاياها مجدداً، وهل يمكن الوثوق بهذا الحراك الذي يريد ان يساوي الضحية والجلاد، ويريد ان يقوض اسس الشرعية والعدالة الغائبة. إن  ما جرى اليوم هو تحول جذري في شكل الحراك، فأما ان نجمع  على رفضه كحراك واما ان نسكت وتلك لن تمر ابداً، ما دام في العراق احرار وثوار يرفضون الباطل اينما كان ومن اين كان ومن يقف ورائه.

علق هنا