ضابط عراقي كبير ينتقد تقرير اللجنة التحقيقية بالإحتجاجات، ويدعو القائد العام للتراجع عن مقرراته !

بغداد- العراق اليوم:

وجه الفريق الركن أحمد الساعدي نقداً لنتائج تقريراللجنة التحقيقية بإحتجاجات تشرين، وما تضمنه من ادانة وتقصير للضباط في الجيش والاحهزة الامنية مطالباً في مقال خص به (العراق اليوم)، القائد العام للقوات المسلحة بالترتجع عما نتج عن هذا التقرير من قرارات ظالمة .. اليكم المقال كما هو دون تغيير :

لاتخسروا فرسان العراق..

بقلم الفريق الركن/ احمد الساعدي

الاحداث الاخيرة التي عصفت بالبلاد كانت في البداية عفوية وانتاج سياسة اقتصادية سيئة مع تراكم سابق واهمال شريحة الشباب ولكن الذي حصل وطور الموقف بشكل سريع، واستغلت تلك التظاهرات من قبل اجهزة المخابرات المعادية المتواجدة بالعراق وعلى راسهم جهاز الموساد الاسرائيلي الذي تمكن من ايجاد محطات له بكل المحافظات العراقية، وطوع كثير من الشباب الذين وقعوا بحباله وشباكه دون وعي او قصد، او نتيجة الظروف المالية العسيرة التي يمر بها ابناؤنا كما وقع بنفس الفخ ابناء المحافظات الغربية والشمالية عندما انخرط قسم منهم مع تنظيم داعش دون وعي بمرجعية ذلك التنظيم الخبيث الذي استهدف كل العراقيين دون تمييز.. ان التحديات والتهديدات التي تشهدها بلادنا هي من صناعة القوة الاستعمارية وربيبتها الصهيونية وكيانهم المسخ اسرائيل بعد ان تمكنت تلك القوة الغاشمة من تحويل بوصلة نهضة الشباب العربي بشكل عام والعراقيين والسوريين بشكل خاص وادخالهم مستنقع الحروب الطائفية التي نسجت خيوطها تلك الدوائر اللعينة من اجهزة المخابرات الصهيونية.. نجد الشباب العربي تناسى وانسى الارض المغتصبة فلسطين، وهذا هو الهدف الاستراتيجي من كل المخططات، والجميع يعلم عندما احتل العراق من قبل القوة الامبريالية والاستعمارية المتمثلة بامريكا وعربان الخليج حيث قامت المنظمات والخلايا السرية التي تم اعدادها سلفاً بقتل الكفاءات العلمية من اطباء واستاذة ومفكرين وطيارين وضباط وهذا ما يبحث عنه الموساد الاسرائيلي، وبعد 2003  حيث تنامت بعض الكفاءات الوطنية التي لازالت تحمل في قلبها عروبة فلسطين ومؤمنة بشكل مطلق باستحالة تحرير عروس العرب والمسلمين الا من خلال بناء جيش عراقي قوي وناهض وقادر على تحمل اعباء المسؤولية ومثل هكذا نهج لن يروق  للكيان الصهيوني حيث نشاهد بين حين واخر هجمة من النوع الخاص تستهدف ابناء الجيش العراقي وقيادات الاجهزة الامنية الاخرى ووصفهم بنعوت وصفات ليست موجودة في وجدان الضابط العراقي.. اننا نعرف وطنية ضباطنا وجيشنا وشرطتنا بشكل جيد ولكن الاعلام المدسوس والمغرض والمشبوه يروج دائما لحالات وتصرفات وسلوكيات قامت بها خلاياهم السرية والمتعشقة بين المجتمع العراقي فتقوم بلصق التهم الباطلة بأبناء جيشنا الباسل وهو براء من دماء العراقيين.   ولاجل اثبات مانقولة، نطرح هنا السؤال التالي: عندما يتم حرق مبنى محافظة او مدرسة او محل وتخريب البنى التحتية التي تخدم العراقيين كلهم فهل تصب مثل هكذا سلوكيات وتصرفات في مصلحة الوطن ام في مصلحة الاعداء الذين يرومون اغراق الوطن بالازمات واراقة دماء الشباب العراقي؟.. من المؤكد انها تصب بمصلحة الاعداء ولهذا نقولها بكل امانة اننا نتحفظ كثيراً على التقرير الاخير الذي اعد من قبل لجنة تقصي الحقائق وادان هذا التقرير جملة من القيادات العسكرية العراقية التي يعرفها الجميع بسلوكها الوطني البعيد كل البعد عن التصرفات الطائشة والدموية  لضباط الجيش العراقي الذين دافعوا عن العراق وشعبه واغلبهم افنى حياته وشبابه بخدمة الوطن  ومن المستبعد بشكل مطلق ان يقوموا بهكذا فعل او تصرف.. وهنا اناشد اخواني اصحاب القرار السياسي والعسكري واقول لهم حافظوا على فرسانكم من رجال العراق، ولاتسقطوا بحبال ومخطط القوة الاستعمارية وابحثوا بشكل جيد عن الجناة الحقيقيين الذين ارتكبوا الجرائم بحق الشباب العراق ومثل هكذا تحقيقات تحتاج الى وقت كاف لكشف الحقيقة والفاعل الحقيقي.. ان الساحة العراقية اليوم مفتوحة امام اجهزة المخابرات ولها اساليبها الخبيثة وانتم تدركون هذا التهديد الذي يلعب على كل الاوتار.. اخي القائد العام.. اعد النظر بالموقف مع فرسانك قبل فوات الاوان ولاتجعل مثل هكذا مواقف محل احباط وتخاذل ضباطك وجنودك  وادخرهم للمواقف القادمة التي ربما تهدد امن البلاد بشكل كامل.. اننا نشاهد اليوم ردود افعال عكسية لدى اغلب القطعات والقيادات الميدانية عما انتجه هذا التقرير والموقف المحزن الذي سيطر على ضباطنا ومراتبنا..

والله وراء القصد

كتب ببغداد بتاريخ 24 تشرين الاول 2019

علق هنا