التميمي يوجه رسالة أخويّة إلى سكان البصرة: احذروا فتنة الدماء الزرقاء!

بغداد- العراق اليوم:

نشر النائب عن محافظة البصرة، والزعيم العشائري مزاحم كنعان التميمي، رسالة إلى سكان محافظته حذرهم من “الانجرار خلف محاولات أطراف إثارة الفتنة بين أهالي المحافظة وتقسيمهم إلى طبقات تبعاً لتواريخ استقرارهم في البصرة”. وأطلق محافظ البصرة أسعد العيداني عدداً من التصريحات الموجهة ضد مَن اعتبرهم “الوافدين” خلال حملته لإزالة التجاوزات. ويتصاعد جدل “السكان الأصليين والوافدين” تدريجياً، في عدد من المحافظات خلال الآونة الاخيرة، على رأسها البصرة، وكربلاء، ويترافق مع حملات ازالة التجاوزات، حيث دأبت السلطات المحلية على تسريب تلميحات اعلامية، تشير إلى أن سكان المناطق العشوائية، هم من “الوافدين”، الأمر الذي يُشعل صفحات التواصل بالاف التعليقات والمشادات الكتابية بين سكان المحافظات، أو سكان المحافظة الواحدة. وبينما لا يتم الاتفاق في الغالب على تحديد تاريخ محدد يُعتبره الواصلون بعده إلى المحافظات “وافدين” فإن دوامات الجدل -الذي لا يخلو من توجيه مفردات الكراهية والازدراء والشتائم- تستمر، فيما تحذر أوساط عديدة من عمليات توظيف سياسية خلف تغذية تلك الحملات

وجاء في رسالة التميمي إلى “إخوتي أهل البصرة الكرام” :

“يدور حاليا كلامٌ ليس فيه مصلحةٌ لا للبصرة ولا لأهلها بل نرى فيه رغبةً  باشعالِ فتنةٍ جديدة بين مواطنينا من سكنة البصرة القدماء وممن نزح اليها في سنواتٍ صارت عمراً طويلا للبعض فبات من أهلها وتطبع بطباعها. البصرةُ شَهِدَتْ عَبْرَ تاريخِها الطويل موجاتٍ بشريةً من مختلف الأصول  سكنت فيها وتفاعلت مع مناخها وتربتها فصارت بصريةً حتى النخاع ولا يمكن لأحد أن يدعي أن دمه أزرق خالص فيما دماء الآخرين سوداء. نحن جميعا من طينة واحدة نعيش في هذه المدينة الحبيبة نعشقها وندمن على حبها لا فرق بين من جاء قبل ( الفتح !) أو بعده. لا يأخذْكم موضوعُ ازالةِ التجاوزات الى أبعد مما يتحمل فندخل في صراعٍ لا معنى له ولا فائدةَ فيه. البصرةُ للبصريين سواءٌ من سكنها قديما أو من جاء متأخرا راغبا بالعيش بين أهلها مقتديا بهم محافظا على تقاليدهم محترما لتاريخهم. تطورُ الجدالِ والردودِ المُنفَعِلةِ حدَّ الشتيمةِ والاساءةِ أمرٌ مرفوض وغيرُ مقبول ويتنافى مع خُلُقِ البصريين. دعُونا نتعاون من أجل اعادة البصرة الى ما كانت عليه ليعودَ اليها وجهُها الصبوحُ المبتسم ولنحافظ على قلبها الطيب فهي بصدرها الحنون أمٌّ رؤومٌ للجميع. حافظوا على هذه الصورة وعلى ذلك التقليد البصري العتيد. ولا تعطوا فرصةً لمن يريد الترويجَ لنفسِه من خلال اثارةِ الفتن وزرعِ البغضاءِ بين الأهل ولنتمسك جميعا بالقانون وبما تعارفنا عليه من سلوك انساني قويم. حيّاكم الله جميعا. مزاحم الكنعان”. وأثارت رسالة التميمي جملة من التعليقات، حيث كتب الصحفي زاهر موسى، مقارناً بين سياسة والد رئيس الوزراء الحالي عبدالمهدي المنتفجي، وسياسات رئيس الوزراء الحالي، ويقول موسى “من المفارقات ان عبد المهدي المنتفجي (والد رئيس الوزراء الحالي) كان من اكثر النواب في الحقبة الملكية دفاعاً عن سكان العشوائيات في بغداد وغيرها، فيما يصدر ابنه قرارا يؤدي في حال تطبيقه الى تهجير 4 ملايين انسان من سكان العشوائيات وتحويلهم الى نازحين”.كما رد المدون أمير عبدالعزيز، على الجدل القائم بالقول “بمناسبة الحديث عن الأصالة، منْ يعتبر نفسه اليومَ، أصيلاً، كان دخيلاً  طارئاً من قبل. لابدّ أنّ أحد الأسلاف قد هاجر وانتقل، و  ربّما أزاح غيره ليحلّ محلّه – انظر الأمريكيّين مثلاً! بالمناسبة: في بغداد يوجد مثل هذا التمييز المناطقي، الكواظمة والكرّاديّون يتميّزون به. وبالنسبة للمحافظات، أظنّه حاضراً عند بعض البصريين والموصلّيين والنجفيين. المفارقة، أنّ بعض النجفيين يسمّون الأفغاني: نجفياً. لكن الوافد إلى المحافظة، من محافظة أخرى، سيظلّ غريباً ” معيدياً” و لا تتغيّر صورته النمطية، أنا مولود في بغداد، ووالدي كذلك، لكنّ جدّي من مواليد العمارة، فهل أنا بغدادي أم لا؟!”.

علق هنا