بغداد- العراق اليوم:
بقلم ميثم العطواني
تطل علينا بين الحين والآخر رؤوس الإرهاب والفساد من خلال شاشة بعض الفضائيات المغرضة يذرفون فيها اصحابها دموع التماسيح، ويتباكون على مجموعة إرهابية مجهولة المصير هنا، ومجموعة أخرى تقبع في السجون لنيل جزائها العادل هناك، ليلفتوا أنظار الرأي العام زوراً، وبمعلومات مزيفة. والسؤال الذي يطرح نفسه، من هي تلك الرؤوس؟!. انها رؤوس نواب سابقين وقادة كتل سياسية وآخرين يشغلون مناصب مهمة، وعندما يناقشهم الآخر ، ستجدهم يتبجحون بقوة: إنها حقوق المكون الذي نمثله !. بالمقابل كم يتمنى سكان محافظات جنوب العراق ان يتمتع ممثلوهم من نواب وقيادات عليا تشغل مناصب مهمة ايضاً، بما يتمتع به هؤلاء، فيطالبوا ولو بنسبة قليلة بحلول لقضاياهم ومشاكلهم الكثيرة أسوة بما يطالب به نواب ومسؤولو المكونات الأخرى. إن ما دفعنا للكتابة عن هذا الموضوع هو الصمت المطبق الذي يسود قضية ضحايا سجن بادوش البالغ عددهم ثلاثة آلاف ضحية، معظمهم من مدن جنوب العراق، حيث تلقينا مناشدات كثيرة من بعض عوائلهم، التي لم تجد آذاناً صاغية من قبل، وقد جاء في أهمها: "نحن عوائل ضحايا سجن بادوش البالغ عددهم (٣٠٠٠) ضحية، تعرض أبناؤنا الى مجزرة طائفية، وإبادة جماعية في محافظة الموصل على يد عصابات داعش الإجرامية، أثناء سقوط الموصل، وسيطرة داعش على كل مداخلها ومراكزها، حيث كان يتواجد في هذا السجن محكومون اغلبهم من المكون (الشيعي) والمحافظات الجنوبية، وعندما سيطر داعش على سجن بادوش أفرج عن السجناء (السنة) بينما قام أفراد عصابات داعش بجمع السجناء (الشيعة) في سيارات حمل كبيرة واتجهوا بهم الى مكان مجهول! وحسب المعلومات التي حصلنا عليها بشكل مفصل من قبل بعض أهالي الموصل والتي تشير الى أن أبناءنا تعرضوا الى إبادة جماعية، بحيث تم اعدامهم بشكل جماعي، ومنذ خمس سنوات لم يطرق أبوابنا أحد من المسؤولين، إذ لم نعرف شيئاً عن ضحايانا ، ولا لدينا معلومة عن مصير رفاتهم، وهذا التعتيم العجيب يقودنا الى حقيقة مفادها أن أبناءنا الذين أبيدوا إبادة جماعية على يد الداعشيين لم ينلوا أياً من حقوقهم واستحقاقتهم المادية والمعنوية من قبل الحكومة العراقية بل تم نسيانهم بشكل نهائي من قبل الدولة حكومة وبرلماناً واعلاماً، وهذا ما يزيد أوجاعنا بفقدهم وجعاً وما يؤلما أيضاً ليس تجاهل الدولة العراقية فحسب، إنا أيضاً -للأسف - تجاهل جميع المنظمات الحقوقية والدولية والإنسانية، فضلاً عن منظمات المجتمع المدني العراقي. لذا وبإسم الغيرة العراقية نطالب كل الشرفاء من أبناء العراق ان يقفوا معنا وينصفونا، كما نطالب أخوتنا الصحفيين والكتاب والإعلاميين والفضائيات الوطنية العراقية، وإنصاف اطفال الضحايا وزوجاتهم وامهاتهم وابائهم". ونحن في - العراق اليوم - نطالب أيضاً حكومتنا بالسعي الجاد لكشف مصير هؤلاء السجناء الذي غيبوا حتى لف الصمت المطبق قضيتهم، محملين وزارة العدل العراقية بالدرجة الأولى مسؤولية تغييبهم، لاسيما وان ممثلاً عن ذوي السجناء -الضحايا- يروم إقامة دعوى قضائية في المحاكم الدولية، إضافة الى ان ذويهم يستعدون ايضاً للقيام بإعتصام مفتوح لحين الحصول على معلومات وافرة عن مصير ابنائهم، وكذلك منحهم حقوقهم المستحقة.
*
اضافة التعليق