بغداد- العراق اليوم: يُمضي محافظ بغداد فلاح الجزائري ايامًا مليئة بالحركة والنشاط الخدمي والإداري، يتحرك الرجل الذي خَبر العمل طويلاً، وشخصَ منذ زمن مشاكل بغداد العاصمة والناس أيضاً، بغداد المدينة الأعمق والأكثر حضورًا في تاريخ المدن الإسلامية، بغداد المدينة التي تحكم العراق الآن، وهي التي كانت في زمن مضى تحكم العالم، بغداد الماضي العريق الطويل، والحاضر المتطلع لمستقبل مزدهر، لتكون مدينة عامرة، آمنة متقدمة، والأهم أن تحظى بلمسات عمرانية تجعل من يقطنها يفتخر أنه يقفُ في دروب وشوارع كانت مهوى أفئدة الشعراء والأدباء، وميادين حوار الفقهاء والمتحدثين والمتكلمين، نعم فهي بغداد الألق التي حاصرتها السنون العجاف والمصائب والويلات، وهاجمتها وسائل الموت بلا هوادة لكنها لم تمت، ولم تسقط في جب النسيان، ولم تعمر في كهف الأهمال، إنها اليوم تنفضُ عنها ادران هذا الواقع، بهمة محافظ شاب، مهندس طموح، ورجل يُقدم الادارة على السياسة، ويُعلي شأن المدينة دون أن يلتفت الى الانتماءات الضيقة، فالرجل يُدرك أهمية أن يكون مسؤولاً عن مدينة كبغداد، ويعرف ما معنى أن يتعامل مع موزائيكها المتنوع لاسيما وأنه البغدادي الذي نزع عنه (عقد) العقائد، ولم اقل العقائد، فالعقائد راسخة في الضمير ان تتزحزح، لكن عقدها قد تحل في لحظة تعصب أو قصور رؤية بدلاً عن العقيدة، فتتحول الى كارثة، نقول أن السيد فلاح الجزائري، يحمل عقيدةً ما ويدافع عنها ويفتخر بها، لكنهُ لا يسقط أي عقد تابعة على الواقع بدعوى أنها استحقاقات العقيدة، هذا هو الفرق بين من يُحكم العقل والمنطق، وبين من يعلي كعب الانتماءات الضيقة على أي مرتفع نبيل، فيحاول فرض الجزئيات على الكليات. وها هي بغداد تشهد لأول مرة استقراراً ادارياً، وتوافقاً بين مجلسها المنتخب والمتنوع، مع السلطة التنفيذية، ولأول مرة تجد محافظاً لا تلاحقه تهم الفساد والمحسوبيات، أو الضعف والترهل في الإداء الوظيفي والمهني، لأول مرة تجد محافظاً لبغداد ينتمي لكل اهالي بغداد، ولا يميز بينهم على أي أساس، فهو الذي لا يفرق بين اللون الطائفي او المذهبي لمدن وقصبات العاصمة، وهو الذي يواصل ليله بنهاره من اجل الارتقاء بخدمات اقضيتها ونواحيها، ولا يكل ولا يمل عن متابعة مشاريعها العمرانية التي بدأ النشاط يدب في أوصالها بعد طول سبات، بل ولأول مرة في عهد هذا المحافظ يتفاءل اهالي بغداد بخروج عاصمتهم من بين أسوء 10 عواصم في العالم، بمعنى أن معايير العيش، ونسبة غير قليلة من الخدمات آخذة في تحسن مضطرد، وهذا أيضاً انجاز يُحسب للرجل الذي ينطلق من تحالف الفتح في مجلس محافظة بغداد، لكنه يتسع لكل التنوع، ويمتلك روابط وعلاقات واسعة مع كل ألوان الطيف السياسي الفاعل، وهنا لا بد لنا من الإشارة الى أن بغداد تعيش اليوم وضع المدينة المتأهبة للأنطلاق نحو اللحاق بركب العواصم المتقدمة، (أقول تتأهب للإنطلاق) وكل هذا يحصل بفضل المحافظ الذي يترأس الآن اكثر من لجنة فنية رفيعة المستوى من إجل إنجاز انشاء مشروع القطار المعلق الذي لو تحقق فسيكون فتحاً في مجال النقل في العاصمة، وهو نفسه الذي يقود جهوداً جبارة في سبيل انجاز مشاريع البنى التحتية للعاصمة، كالماء وشبكات الصرف الصحي والمجاري، وله جهود واضحة في مجال التربية والتعليم عبر التوسع في المشاريع التربوية، وإنشاء الأبنية المدرسية، والنجاح في عملية تعزيز الكوادر التربوية بدماء جديدة، كما له بصمات واضحة في مجال الموارد البشرية الهائلة التي تملكها بغداد المحافظة والإدارة، بمعنى أن الرجل الآن يقود خلية نحل منسجمة من إجل الايفاء بمتطلبات النهضة العمرانية المأمولة للعاصمة، موظفاً كما قلنا الخبرة الادارية التي يملكها، وطموح الشباب الذي يعيشه وينتمي اليه بجدارة، فضلاً عن توفر النزاهة ونظافة اليد، وهذه لوحدها كافية لأن تكون انجازاً في عراق يتكالب فيه المفسدون على سرقة قوت الشعب العراقي، وأمواله المخصصة لخدماته. للجزائري بصمات أيضاً ومبادرات هامة في مجالات الشباب والرياضة، ولعل اشرافه شخصياً على اللقاء النادر بين نجوم الكرة العراقية وفريق 2007 الفائز بكأس اسيا، كان كرنفالاً رياضياً قلما تشهده العاصمة، بل أن للرجل مبادرات شبابية ورياضة متعددة، عبر استثمار الموارد المالية المتوفرة لانشاء ملاعب وقاعات وصالات رياضية، ومراكز وأندية شبابية، وهذه الجهود تحسب للمحافظ الذي لم يتوانَ عن إداء أي مهمة تناط به، ولا يعرف الكلل ولا الملل، ولا عجب في ذلك، فالجزائري كان لاعب كرة قدم. قد لا تكفي هذه السطور لشرح منجز المحافظ الذي يبشر بخير وفير لبغداد وأهالها، لكننا نعد بوقفة أخرى سنضيء فيها بالأرقام والتفاصيل على المنجز المتحقق، ونشير بعين الراصد المحايد، الموضوعي، لمواطن النجاح الذي افتقدناه طويلاً في بغداد.
*
اضافة التعليق