نواب اتراك يكشفون الفضيحة: المخابرات التركية تجند الانتحاريين الدواعش ..

بغداد- العراق اليوم:

كشفت تحقيقات عن رعاية تركيا لتنظيم داعش الإرهابي، بل وتخصيص الاستخبارات التركية معسكرات لتدريب عناصر داعش الإرهابي، وقامت بتسليحهم وإمدادهم بالمعدات العسكرية، وفتحت الممرات والمعابر لتسهيل دخول أعضاء تنظيم داعش إلى سوريا، للقضاء على الأكراد، وأصبحت تركيا المقر الرئيسي للجماعات الإرهابية المسلحة . وقدم نواب المعارضة الأتراك تحقيقات برلمانية، عن علاقة جهاز الاستخبارات الوطنية لأنقرة (ميت) وتنظيم داعش الإرهابي خلال سلسلة الهجمات الإرهابية التي هزت البلاد في عام 2015، وفقاً لما ذكرته صحيفة "أحوال تركية"، على موقعها باللغة الإنجليزية. وفي جلسة للبرلمان التركي، سألت النائبة عن حزب الشعوب الديمقراطي، سربيل كمال باي، نائب الرئيس التركي فات أوكتاي، عما إذا كانت الهجمات الإرهابية التي ارتكبها تنظيم داعش في تركيا في صيف عام 2015 مرتبطة بالاجتماعات التي عقدها التنظيم مع جهاز المخابرات. وبحسب "أحوال تركية"، سألت "كمال باي"، عما إذا كان هناك أي علاقة بين إرهابي داعش وجهاز المخابرات (ميت)، خلال الفترة بين يونيو (حزيران) 2015 عندما فقد حزب العدالة والتنمية الحاكم الأغلبية البرلمانية في الانتخابات، والانتخابات التشريعية التي جرت بشكل مفاجئ في 1 نوفمبر (تشرين الثاني) من نفس العام. وقالت: "هل مجازر داعش التي ارتكبت بين يونيو(حزيران) ونوفمبر(تشرين الثاني) 2015، والتي وصفها رئيس وزراء سابق بأكثر الشهور الأربعة المهمة في تاريخ تركيا، لها أي صلة بالاجتماعات بين جهاز المخابرات (ميت) والتنظيم الإرهابي، التي سبق أن تمت مناقشتها". وطرحت النائبة التركية عدة أسئلة، كان من بينها الآتي: هل التقى جهاز المخابرات (ميت) بالداعشي "أبو منصور المغربي" والداعشي "إلهامي بالي"؟ ومتى؟ وما صحة المعلومات التي قدمها "أبو منصور المغربي"، الذي قال إنه سفير داعش في تركيا؟وهل تفاوضت الاستخبارات التركية مع داعش بما يتماشى مع مصالحها، وهل تعاونت إسرائيل مع داعش ؟وهل قام مسؤولو الدولة باستضافة الداعشي إلهامي بالي في فندق لم يُسمح له بمغادرته؟ ولماذا؟. كما تسألت النائبة، عن عدم تسليم إلهامي بالي إلى السلطات، على الرغم من مذكرات الاعتقال الصادرة من المحاكم التركية ضده باعتباره المشتبه به في العديد من المذابح المرتكبة في البلاد؟ مضيفة لماذا كان جهاز المخابرات يشرف عليه ويحميه؟ أليس صحيحاً أن هذه العلاقات تُظهر أن المجازر التي ارتكبها تنظيم داعش في تركيا قد تم القيام بها بعلم من الدولة؟ وختمت النائبة قائلة: يجب معرفة هل تم التحقيق في علاقات عناصر داعش الذين تمكنوا من عبور الحدود إلى تركيا بسهولة مع جهاز المخابرات (ميت)، وهل صحيح أن عناصر داعش الذين عبروا الحدود إلى تركيا عولجوا في مستشفيات تركيا؟". وفي الانتخابات العامة التي جرت في 7 يونيو (حزيران) 2015، فاز حزب الشعب الديمقراطي بنسبة 13 % من الأصوات و 80 مقعداً في البرلمان، ليصبح بذلك ثالث أكبر مجموعة بعد حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي، مما يجعل من المستحيل على حزب العدالة والتنمية، للحفاظ على حكومة الحزب الواحد.

إلهامي بالي

والإرهابي إلهامي بالي هو المسؤول عن التفجير الذي استهدف مؤتمراً جماهيرياً لحزب الشعوب الديمقراطية الكردي في مدينة ديار بكر في 5 يونيو (حزيران) 2015، وأسفر عن مقتل 4 مدنيين. ووفقاً للوائح اتهام قضائية عدة،، خطط بالي ووجه هجمات إرهابية كبيرة في تركيا أسفرت عن مقتل نحو 200 شخص.وكانت 3 هجمات وقعت في 2015، وأسفرت عن مقتل 142 شخصاً تحمل توقيع بالي، الذي كان مصنفاً المشتبه به الأول في تفجير انتحاري، هو الأكثر دموية في تاريخ تركيا، في 10 أكتوبر (تشرين الأول) 2015 في أنقرة. وأشار الموقع إلى أن بالي كان وراء الهجوم الانتحاري لتنظيم داعش الإرهابي بمدينة سروج التركية في 21 يوليو (تموز) 2015، الذي أسفر عن مقتل 33 شخصاً.كما كان مسؤولًا عن التفجير الانتحاري وإطلاق النار بمطار أتاتورك في 28 يونيو (حزيران) 2016، الذي أسفر عن مقتل 48 شخصا، من بينهم المهاجمون الثلاثة. وأوضحت المعلومات الاستخباراتية أن بالي كان مسؤولاً أيضاً عن تهريب 3 سترات انتحارية تم اكتشافها خلال عملية أمنية بتركيا في 13 أكتوبر (تشرين الأول) 2014، ولعب دوراً في إحدى الهجمات التي أسفرت عن مقتل جندي تركي وإصابة آخر في الأول من سبتمبر (أيلول) 2015 في مدينة كلس. وقدم عضو البرلمان التركي عن حزب الشعب الجمهوري في اسطنبول علي شكر أيضاً تحقيقاً في 6 سبتمبر(أيلول)، مشيراً فيه إلى علاقة جهاز المخابرات (ميت) مع الإرهابي إلهامي بالي. وأكد علي شكر، على وجود تعاون وثيق بين جهاز مخابرات النظام التركي وتنظيم داعش الإرهابي، لافتاً ِإلى أن هذا الجهاز كان على علم بالعمليات الانتحارية التي نفذها التنظيم في تركيا ولم يوقفها. وتسأل علي شكر عما إذا كانت سلطات الاستخبارات تواصلت مع الإرهابي بالي قبل 27-29 مارس (آذار)2019، وقال إن "يجب كشف جميع الاتصالات التي حدثت في الفترة بين 7 يونيو (حزيران) و 1 نوفمبر (تشرين الأول) ليحاكم جميع المسؤولين عن العمليات الإرهابية ". كما وجه علي شكر سؤال لجهاز المخابرات قائلاً: "هل الإرهابي إلهامي بالي كان تحت المراقبة؟ ولماذا لم تتخذ المخابارت الاحتياطات اللازمة ضد المجازر والهجمات الإرهابية التي قام بها؟"، مضيفاً "وهل خضع المسؤولون عن الفشل في تنفيذ تدابير لوقف المجازر والهجمات التي دبرها ونفذها داعش في البلاد لتحقيقات إدارية أو قضائية؟" والتحقيق الذي قدمه علي شكر، أشار إلى وجود معلومات تؤكد أن رئيس جهاز المخابرات هاكان فيدان استضاف مسؤول تنظيم داعش في تركيا الإرهابي إلهامي بالي في أحد فنادق أنقرة في الوقت الذي كان فيه عناصر التنظيم الإرهابي يقومون بأعمال انتحارية في أنقرة وديار بكر وسوروج وغازي عنتاب خلال الفترة بين يوليو (تموز) و أكتوبر (تشرين الأول) 2015. وقال شكر: "خلال هذه الفترة كانت المخابرات تتنصت على اتصالات أحد الانتحاريين مع شقيقه ما يعني أنها كانت على علم مسبق بالعمليات الانتحارية التي أودت بحياة 110 من المواطنين في أنقرة و33 في سوروج و55 في غازي عنتاب". وتعرضت تركيا لسلسلة من الهجمات الإرهابية التي ألقي باللوم فيها على تنظيم داعش في السنوات الأخيرة، بما في ذلك الهجوم الأخير في يناير (كانون الأول) 2017 عندما قتل مسلح 39 شخصاً في ملهى ليلي في إسطنبول.

اعترافات داود أوغلو  

وكان رئيس وزراء النظام التركي السابق أحمد داود أوغلو، قد قال في وقت سابق، إنه "بعد كل عملية انتحارية تزداد شعبية حزب العدالة والتنمية". والشهر الماضي، شن داود أوغلو، هجوماً ساحقاً الشهر الماضي على رفيق دربه رجب أردوغان، وأدلى بتصريحات كاشفة، مشيراً بأصبع الاتهام إلى تخطيط أردوغان مع داعش لسفك دماء الأكراد في سلسلة تفجيرات 2015. وألقى رئيس الوزراء السابق بحجر في وجه الديكتاتور أردوغان فأسقط شرعيته ببضع كلمات، بعدما أدلى بتصريحات في 24 أغسطس (آب) الجاري، لمح فيها لمسؤولية رجب عن قتل العشرات من أبناء الأقلية الكردية، وقال إن فتح دفاتر مكافحة الإرهاب سيؤدي إلى "سواد وجوه كثيرة"، وأن لديه الكثير من الأسرار إذا أخرجها للعلن فستجبر أردوغان وحزبه على الخجل من النظر في وجه الأتراك، وتحدث تحديدا عن الفترة ما بين 7 يونيو (حزيران) والأول من نوفمبر (تشرين الأول) 2015 وهي الفترة التي شهدت تطورات سياسية مكثفة. وفتح داود أوغلو باب الحديث لاسترجاع شهور دامية في تاريخ تركيا، فحزب العدالة والتنمية خسر الأغلبية في الانتخابات البرلمانية يونيو (حزيران) 2015، وأردوغان ألغى الانتخابات التي فتحت الباب للأكراد لدخول البرلمان من أوسع أبوابه، وأمر بإجراء انتخابات جديدة في نوفمبر (تشرين الأول) من العام ذاته وكسب الانتخابات بسلاح القمع، وبين الاقتراعين وقعت هجمات إرهابية وأطلق النظام حملة ترويع ضد الأقلية الكردية، ورجب فرض حظر التجول في المدن الكردية بجنوبي تركيا ومنع الكثير منهم بالإدلاء بأصواتهم. ودعت المعارضة التركية إلى فتح تحقيقات جنائية وسياسية في الأحداث بناء على تصريحات داود أوغلو، وطالب نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري والي أغبابا بتشكيل لجنة برلمانية لمناقشة الاعترافات، ووصف تلك الفترة بأنها "الأحلك في تاريخ تركيا" ، داعياً لإحياء الضمير العام لكشف غموض تلك الفترة.

تسريبات

وأوضح الصحافي التركي عبد الله بوزكورت أنه يتوقع أن تكون هذه المعلومات وهذه التقارير قد تم تسريبه من عناصر داخل جهاز الاستخبارات غاضبة من الأعمال المشبوهة والدموية التي يقوم بها الجهاز داخل تركيا.

كما أشار بوزكورت إلى أن أحد الدعاوى القضائية كشفت أن مجاهد داعشي اعترف أنه كان يعمل لصالح المخابرات التركية، ليتم الكشف عن أن الاستخبارات التركية تقف وراء العديد من العمليات الإرهابية السوداء التي شهدتها تركيا في الفترة الأخيرة. وأكد بوزكورت أن رئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان لجأ إلى كافة الأعمال الدموية والسوداء من أجل بقاء نظام أردوغان في الحكم ودعم التنظيمات والعناصر الراديكالية خارج البلاد.

اعترافات سفير داعش في تركيا

وفي مقابلة إعلامية، استغرقت 5 ساعات خلال فبراير (شباط) 2019، مع أحد قيادات داعش، أبو منصور المغربي، زعم أنه شغل ما يمكن وصفه بمنصب "سفير داعش في تركيا"، نجحت مجلة أمريكية في الحصول على تفاصيل اتصالات داعش بكبار المسؤولين الأتراك. وقال: "كانت مهمتي توجيه العملاء لاستقبال المقاتلين الأجانب في تركيا"، مشيراً إلى أن شبكة من الأشخاص ممولين من قبل داعش سهّلوا سفر الأجانب من إسطنبول إلى المناطق الحدودية مع سوريا، مثل غازي عنتاب، وأنطاكيا، وشانلي أورفة". وأشار أبو منصور إلى أن المسؤولين الأتراك الذين تعامل معهم ينتمون خاصةً إلى المخابرات التركية، إضافةً إلى قيادات في الجيش التركي، مُشيراً إلى أن معظم الاجتماعات في تركيا كانت تُعقد في مواقع عسكرية قريبة من الحدود مع سوريا، لافتاً إلى أن "مسؤولين حكوميين في أنقرة اجتمعوا به"، موضحاً أن "المصالح المشتركة" كانت الموضوع الأكثر أهمية في اجتماعاتهم. وامتد التمثيل "الدبلوماسي" للداعشي المغربي إلى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان شخصياً، حسب قوله، مؤكداً "كنت على وشك مقابلته لكنني لم أفعل"، وقال أحد ضباط المخابرات إن "أردوغان يريد أن يراك على انفراد"، لكن هذا لم يحدث".

أنقرة تدعم داعش

وفي هذا وتناولت صحيفة "العرب" في لندن، تقريراً يفضح فيه تورط أنقرة في إمداد وتدريب التنظيمات الإرهابية، بالأدلة، وتندد بتجاهل الدول الغربية لانتهاكات تركيا ضد الشعب السوري، حيث تحدث التقرير عن علاقة تركيا بداعش، واستخدام مطار كمال أتاتورك لاستقبال المجاهدين والمقاتلين القادمين إلى معسكرات التدريب التركية للإلتحاق بصفوف التنظيم الإرهابي، لا سيما فتح المستشفيات التركية على مصراعيها لاستقبال مصابي داعش، وذلك على الرغم من أن أردوغان يظهر بصورة حليف ضد الإرهاب. وأدان التقرير تركيا باعتبار أنها أحد أعضاء حلف الناتو، وفي ذات الوقت مقرًا للجماعات المتطرفة، وتوفر الأسلحة للميليشيات الإرهابية . وأكدت ذلك مقابلات أجريت مع العائدين من سوريا من المقاتلين وعائلاتهم، ويقول خبراء إن "علاقة السلطات التركية بتنظيم داعش لا تقل أهمية عن علاقتها بتنظيم الإخوان المسلمين ودورها في توجيه هذا التنظيم الدولي". وأشرفت الاستخبارات التركية على تسهيل عبور مقاتلي داعش من تركيا إلى سوريا والعراق، ويمتد الأمر إلى رقعة جغرافية أخرى هي ليبيا، وإن اختلفت طريقة التسفير ودخل طرف آخر في المعادلة وهي قطر. وبالنسبة إلى سوريا كانت الممرات الحدودية مفتوحة لنقل المعدات والأسلحة للتنظيم. يايلا يفضح أردوغان وكشف تحقيق استقصائي أمريكي أجراه موقع "إنفستيغاتيف جورنال" عن ضلوع تركيا في إنشاء وتمويل خلايا لتنظيم القاعدة وداعش. واشتمل التحقيق على شهادة أحمد يايلا، وهو قائد الشرطة التركية السابق، والذي استقال احتجاجاً على تمويل إدارة أردوغان لعشرات الآلاف من مقاتلي داعش، وتهريبهم إلى داخل سوريا، إضافة إلى شراء النفط من التنظيمات الإرهابية، بما بلغت قيمته مئات الملايين من الدولارات. وأضاف أنه "شهد حماية المخابرات التركية لمقاتلي داعش الذين منحتهم حرية المرور من تركيا وإليها، وقدمت لهم العلاج الطبي في مستشفياتها. وأكد أن الحكومة نقلت إمدادات عسكرية إلى التنظيم عبر وكالة مساعدات إنسانية تابعة لها".

علق هنا