ماذا قال السيد الخامنئي للشهيد محمد باقر الحكيم وهو يودعه عند مغادرته ايران متوجهاً إلى العراق ؟

بغداد- العراق اليوم:

 نشر (موقع الإمام الخامنئي) هذا الإستذكار، الخاص بوصية الخامنئي للسيد محمد باقر الحكيم وهو يودعه قبل سفره للعراق، حيث أستشهد الحكيم بعد مئة يوم من هذا اللقاء. و( العراق اليوم ) ينشر هذا الإستذكار  لأهمية ما جاء فيه، نقلاً عن موقع السيد الخامنئي دون حذف أو إضافة أو تغيير :

————

لقد كان السيد الشهيد من آل الحكيم واحداً من أكبر الرموز المولعة والتائقة للإمام الخميني والثورة الإسلامية ومن أقرب أنصار الإمام الخامنئي على مرّ الأعوام التي تلت انتصار الثورة الإسلامية. نال سماحة آية الله السيد محمد باقر الحكيم وسام الشهادة - وهي حالة وراثية في أسرته - بواسطة «اليد الأثيمة والقذرة لمرتزقة الاستكبار»، في شهر رجب من سنة 1424 (29 أغسطس 2003)، وفي جوار حرم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، بعد مضيّ مئة يومٍ ونيّف من عودته إلى الوطن. وذلك بعد سنوات قضاها في الجهاد في سبيل اعتلاء كلمة الإسلام ومقارعة حزب البعث والاستكبار الأمريكي. بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد آية العقيدة والجهاد، نشر موقع  KHAMENEI.IR وللمرة الأولى رواية من اللقاء الأخير الذي تم بين سماحة الإمام الخامنئي وبين الشهيد السيد الحكيم.   هذه الخاطرة منقولة عن حجة الإسلام والمسلمين الشيخ المروي معاون العلاقات الحوزوية في مكتب قائد الثورة الإسلامية. «في الأيام التي تخلّلت سقوط صدام، وكان آية الله السيد محمد باقر الحكيم قد اعتزم على الرحيل إلى النجف، التقى بسماحة الإمام الخامنئي وحيداً لتوديعه، والاستماع إلى تعاليمه وإرشاداته. فتحدث سماحة السيد القائد بشأن الأجواء السائدة في العراق وأوصاه بجملة من الوصايا النافعة حول كيفية التعامل مع الناس والعلماء والمراجع. ثم قال في خصوص القضايا الخارجية والعلاقة مع أمريكا: لا تتراجعوا أمام أمريكا.. لا تتحالفوا مع أمريكا.. لا تضعوا يدكم في يد أمريكا.. لا تعتبروا أمريكا حليفة لكم.. أمريكا هي عدوّةٌ للإسلام وللتشيع وللبلدان الإسلامية. ودخولهم إلى أرض العراق، لم يكن بسبب إنقاذ الشعب العراقي، فإن أمريكا لا يحترق قلبها على الناس، وإنما دخلوا العراق تحقيقاً لأهدافهم الاستعمارية التوسعية، حيث وجدوا صدام اليوم مانعاً أمام تنفيذ مآربهم، والحال أنهم كانوا يستفيدون منه بالأمس، ورأوا أن تاريخ صلاحيته قد انقضى فرموه جانباً. فلا تعتبروا أمريكا صديقة لكم هناك، بل عليكم أن تقفوا في وجهها وأن تدافعوا عن عزة بلدكم واستقلاله. فقال السيد الحكيم رحمة الله عليه: سيدنا! هذا الاطمئنان والاستقرار والهدوء الذي يسودكم قد أثار عجبي! فإن أمريكا قد أحاطت بكم من جهة العراق ومن جهة أفغانستان وهي تثير الاضطرابات والفتن، وأنتم بكل هدوء واطمئنان توصوننا بأن لا نخشى أمريكا؟! فأجابه سماحة الإمام القائد: هل تعرف مِمَّ هذا الاطمئنان؟ إن اتكالنا على الله كبير، وهذا نفسه ما يمنح لنا السكينة والطمأنينة والشجاعة لأن ندافع عن عزة واستقلال وعظمة هذا الشعب والنظام والثورة في قبال أمريكا، وأن لا نركع أمامها.

المصدر: موقع الإمام الخامنئي

الترجمة: صفحة راية الخامنئي

علق هنا