بغداد- العراق اليوم:
يبدو أن المواهب الإستثنائية الخارقة، والمواصفات الإعجازية، والمزايا الفريدة والمتنوعة التي تتوفر في (عميد آزاد) مسؤول حماية رئيس الوزراء، وأحد أهم العناصر المتحكمة في أنشطة مكتبه غير المعلنة، تجبر السيد عبد المهدي على غض النظر عن كل تجاوزات وانتهاكات ومفاسد وبلاوى (كاكا آزاد)، كما تجبره عل الإذعان والقبول بالأمر الواقع كما هو دون أي يفكر مجرد تفكير بإبعاد هذا الشخص الكارثي، وغلق الباب التي تأتي منها الريح، وأية ( ريح ) تأتي من آزاد؟! متحملاً - أي عبد المهدي- ما لا يمكن تحمله من نبال الغمز واللمز، والتندر، بل والسخرية المعلنة أحياناً، فضلاً عن ما يصله من سهام النقد التي توجه اليه من أقرب رفاقه في قيادة المجلس الأعلى، ومن الشخصيات التي رشحته ودعمته لنيل هذا المنصب الذي لم يكن يتوقع الوصول اليه، في ظل شراسة المنافسة والإستقتال على منافعه، ناهيك عن تحذيرات الإعلام المتواصلة من مغبة الإبقاء على هذا الشخص قريباً من كرسي رئاسة الوزراء! أحد الزملاء وصف إصرار عبد المهدي على تحمل هذا الكم من الضغوط الى أحد أمرين، الأول يكمن في احتمالية توفر شخصية (عميد آزاد) على مزايا وقضايا استثنائية عظيمة قد لا تتوفر في عراقي آخر، وهو ما ذكرناه وأشرنا اليه في أول المقال، وهي مزايا ومواهب فذة تشبه الى حد كبير مزايا ومواهب ملك إنجلترا العظيم ريتشارد الأول، الذي نال لنبله وقوته وشجاعته لقب ريتشارد قلب الأسد، حتى فكرت وأنا أكتب هذه السطور أن أمنح (آزاد) ذات اللقب، فيكون بذلك إسمه: آزاد قلب الأسد ! على اعتبار أنها هزلت، ومفيش فيها حد أحسن من حد، كما يقول أخوتنا وأنفسنا المصريون ! هذا أحد الأمرين الذي يجبر (أبو هاشم) على قبول العميد آزاد بكل إسقاطاته، أي كما قال الفيلسوف جبار أبو الشربت : - لأجل شيء يستحق، يجوز لك التضحية بألف شيء لا يستحق - ! أما الأمر الثاني الذي قد يكون (سراً)، وهو الأهم والأخطر في رضوخ السيد عبد المهدي لسلوك وتصرفات مسؤول حمايته، وقبوله بهذه المهزلة العجيبة، بل واستماتته من اجل الإحتفاظ بهذا الضابط (الدمج) - مع شديد احترامنا لمئات المناضلين والمجاهدين الأبطال الذين نالوا بشرف هذه الرتب الفخرية.. وقطعاً فإن لا أحد منا سيعرف سر إصرار عبد المهدي بالرضوخ لسلطة ( أزودي)، لكن يبدو أن (في الزبيبة عود) كما يقول الشاعر العامي العراقي الحاج زاير في أحد زهيرياته البديعة. نعم، وإلا ما السر الذي يعجز الكثيرون عن حله وفهمه، بتمسك عبد المهدي بهذا ( الآزاد) رغم كل المطالبات بابعاده عنه، والسؤال الأدق هو : لماذا يتحمل عبد المهدي كل هذه الشكاوى، وهذه الضغوط التي تصدر عن كل من يعرف آزاد، ويعرف ما يفعله في السر والعلن، أهو باق في موقعه مثلاً لعظيم مواهبه الأمنية والاستخبارية، وقدراته الشخصية الخارقة التي لانعرفها نحن، ويعرفها فقط السيد رئيس الوزراء ومسؤول حمايته؟! ولمواصلة لعبة الفنتازيا التي أدخلنا في أجوائها الساخرة والمؤلمة رئيس الوزراء وصاحبنا أبو المواهب العظيمة آزاد، سنعقد مقارنة بينه وبين ريتشارد قلب الأسد، لنعرف بماذا تختلف عن بعضهما هاتان الشخصيتان العظيمتان الفذتان، أقصد ريتشارد قلب الأسد، وآزاد قلب الأسد: فريتشارد قلب الأسد كما تقول سيرته التاريخية، هو قائد عسكري فخم، ذو تاريخ بطولي، مقدام وشجاع، يملك من المواصفات والمزايا الأخرى، الشيء الكثير، فهو الشاعر والموسيقار، ومؤلف الاغاني الجميلة الذي كتب روائعه عند اسره في حربه مع صلاح الدين الايوبي، اما صاحبنا " آزاد" قلب الأسد! فأنه لا يقل كفاءات ومواهب أمنية وعسكرية وقيادية وأدبية وفنية عن زميله ريتشارد، فهو مثله أيضاً شاعر فطحل، تخطى بشاعريته الباهرة، شاعر الكرد الخالد عبد الله كوران! وهو الذي تجاوز بموسيقاه عبقريات جايكوفسكي وبتهوفن، وهو القائد الذي قاد اعظم المعارك في المانيا وفرنسا والصين، وحرر جمهورية عكركوف من الإحتلال الجامايكي !، وآزاد هو نفسه الباحث والمثقف الفاخر الذي يقف الجمهور مزدحماً بالطوابير على أبواب المكتبات بحثاً عن كتبه وبحوثه، اضافةً الى أن تخرجه من ارقى جامعات العالم الأمنية والعلوم الستراتيجية كالكلية العسكرية الملكية فى كندا ومركز تدريب الكوماندوز فى بريطانيا، قد منحه علوماً أمنية واستخبارية ستراتيجية عليا تؤهله للعمل مسؤولا عن حمايات كبار القادة في العالم، حتى يقال ان الرئيس الروسي بوتين قد توسل كثيراً برئيس الوزراء عبد المهدي من أجل إعارته خدمات العميد آزاد، ليس من اجل الإشراف على بناء مؤسسات أمنية ومخابراتية في روسيا فحسب، إنما ليشرف بنفسه على حماية بوتين الشخصية، بعد ان كثرت محاولات اغتيال الرئيس الروسي، لكن السيد عبد المهدي اعتذر لبوتين عن هذا الطلب..!! إذاً أظنكم هنا قد عرفتم السر الذي يقف وراء تمسك عبد المهدي بخدمات آزاد، فالرجل لما يملكه من مواهب فريدة يمثل هدية ربانية لهذه البلاد! البعض - ومن باب الغيرة طبعاً - يتهم العميد آزاد بتهم حاقدة، يحاول فيها النيل من هذه الشخصية الأسطورية، بل أن بعض هؤلاء الحاقدين قد بعث لنا ببعض الوثائق والمستندات والصور التي تدين العميد آزاد، مثل صور اقتحامه لمبنى أمانة بغداد قبل عدة شهور، وتجاوزه على حرمة المؤسسة، وإهانة المسؤولين عن بوابة الأمانة، وهي موثقة لدينا فضلاً عن ان ثمة مواقف وتجاوزات أخرى، لها اول وليس لها آخر ، قام بها المحروس آزاد قلب الأسد، سننشرها تباعاً على ذمة الوكالة. أحد شيوخ المجلس الأعلى- ومن باب التطهر من إثم توظيف العميد آزاد- قال بالحرف الواضح بأنه ومنذ بداية تسميته مرشحاً لرئاسة الحكومة، اشترطت قيادة المجلس الاعلى الاسلامي العراقي على عادل عبد المهدي، شروطاً عديدة، كان من بينها ابعاد مسؤول حمايته العميد آزاد، الضابط النافذ والمتحكم في مكتب عبد المهدي، والذي يعرفهُ الجميع في المجلس، ويعرفون حجم نفوذه وقربه من الرجل، وكيف انه يتصرف كأنه الآمر الناهي، مع أنهُ مجرد شخص مكلف بحماية شخصية عامة، وهذه حدود عمله ومساحته، وهو لا يملك اي تفويض أو منصب رسمي يؤهله للعب أي دور، خارج مهمته المنتدب لأجلها، لكنه يتجاوزها مرات عديدة مما تسبب بمشاكل واحراجات لعبد المهدي ولقادة المجلس الاعلى حينها- انتهى كلام الشيخ - ! لكن، بعد أن شنت احزاب سياسية ومنابر إعلامية، وشخصيات ومواطنون عراقيون، حملة ضد تصرفات هذا الرجل، وضد تدخلاته الواسعة وغير القانونية في مجالات لا تعنيه، ترتبط بمواقع حكومية كان قد شغلها عبد المهدي، من وزارة المالية او نيابة الرئاسة او وزارة النفط وغيرها، الى الحد ان وصل للموقع الأول في الدولة العراقية، آثر عبد المهدي ابعاد مسؤول حمايته المقرب "آزاد" عن الواجهة مؤقتاً كما يبدو، لربما استجابة لشروط حلفائه القدماء، ولربما خطوة تكتيكية ريثما تزول اسباب الضغط الشعبي عنه، فيعاد للواجهة مجدداً، وبالفعل فقد عاد الرجل الآن بقوة كما يقول مقربون من مكتب رئاسة الحكومة، حيث راح يمارس أدواراً في التدخل بمفاصل بعض الوزارات والهيئات الحكومية، مستغلاً قربه من رئاسة الحكومة، وأيضاً من شبكة علاقاته الواسعة التي استطاع بنائها خلال السنوات الماضية، والأخطر من هذا محاولته الآن التدخل في مفاصل وزارة الداخلية، والتي تعد شريان العمل الأمني، وروحه التي يجب ان تصان بعيداً عن التدخلات أو المحسوبيات أو لوبيات الفساد، كما وعد الوزير الدكتور ياسين الياسري، وهو رجل واعد، وصاحب رؤية، ومن أبناء هذه المؤسسة البررة، ولديه سجل وظيفي وخدمي طيب كما يعرف الجميع، لكن ما يجري اليوم، للأسف يجب ان يتوقف بشكل قطعي، وأن يتخذ الوزير المتخصص خطوة حازمة في وقف أي محاولات للتدخل في سير العمل في هذه المؤسسة، ونحن واثقون من قدرته ايضاً لأنه محصن بقوة القانون وقوة الشعب. حيث تشير مصادر مطلعة، الى أن " ثمة صفقة يعقدها العميد آزاد مع أحد الضباط الطامحين لقيادة مفاصل مهمة في وزارة الداخلية العراقية، وأنه قام بتعيين هذا الضابط في موقع حساس لقاء تقاضيه اموالاً وعمولات". وبينت المصادر أن " هذا الملف خطير جداً، حيث يتعلق بتسمية ضابط يدعى العميد " علي كريم" في موقع مدير شرطة النجدة مع العلم أن هذا الرجل كان (مفوض) وقد تم ترفيعه في النظام البائد لرتبة ملازم على يد وطبان الذي شغل منصب وزير الداخلية ، وعملَ هذا الضابط لاحقاً في مديرية حماية الشخصيات، قاطع عمليات السفارات ولديه سجل وظيفي يعرفه الجميع هناك، مما يعني أن مواقع الوزارة المهمة والمتقدمة، ستكون عرضة لمثل هذه الصفقات في حال مررت هذه الصفقة مثلما مررت غيرها". وبحسب المعلومات، فأن " هذه التعيينات تؤشر الى ما اثاره نواب عن سائرون، حين حذروا عبد المهدي من بناء دولة عميقة أخرى، على انقاض التي يجري اجتثاث أسسها وفسادها، حيث ان هذه الدولة مرتبطة بأشخاص ليسوا في الواجهة، لكنهم يقودون المفاصل الحساسة في مؤسسات الدولة، وهو أمر يثير الأستغراب، وسط تزايد المطالبات بابعاد هذا الشخص ومنعه من التدخل في عمل الوزارات أو تمرير مرشحين لأي منصب رسمي أو أمني ". وطالب نواب وشخصيات سياسية، رئيس الوزراء ووزير الداخلية بأبعاد أي تدخلات في عملية تسمية الضباط والمسؤولين عن المفاصل الأمنية، كون الأمر يتعلق بحياة وأمن الشعب العراقي، ولا يمكن أن يكون لعبة أو صفقة يجريها مثل هذا العميد أو غيره، مع الحديث عن وجود "لستة" من التعيينات الأخرى التي لا تزال في درج الرجل لتمريرها مستقبلاً ! فهل سيسمع رئيس الوزراء هذه النداءات هذه المرة، وهل سيضحي بعلاقته ( الوثيقة) مع مسؤول حمايته، للبقاء في قيادة الموقع الأول، أم ان هذه العلاقة ستكون سبباً مضافاً في اقالة الرجل وابعاده عن مواقع القيادة وهو الذي بلغ من العمرِ عتيا
*
اضافة التعليق