بغداد- العراق اليوم:
نــــــــــزار حيدر ١/ العراق لازالَ في قلبِ العاصفة قد يتعرَّض إِلى الإِرهاب في أَيَّة لحظة وذلكَ لثلاثةِ أَسباب؛ أ/ وجود الحواضِن الدَّافئة والخلايا النَّائمة التي تعتاش على الخلافاتِ السياسيَّة، من جهةٍ، وعلى العقيدةِ الفاسِدة، من جهةٍ أُخرى، وعلى المشاكل المعيشيَّة اليوميَّة التي يُعاني منها العراقيُّون بشَكلٍ عام وفِي المناطق الغربيَّة على وجهِ الخصوص والتي للآن لم يتُم حلِّ مُشكلة النَّازحين، من جهةٍ ثالثةٍ. ب/ الخطاب الطَّائفي المَقيت الذي تبيَّن، وبسببِ أَزمة الجِثث المجهولة، أَنَّهُ خفَّ ولكنَّهُ لم ينتهِ إِذ لازال مكبوتاً في صدُور الطائفيِّين الذين يوظِّفونهُ لحظة تسنح لهُم الفُرصةِ ولحظةِ يريدونَ وعندما تشتدَّ صراعاتهم مع الشُّركاء الآخرين للضَّغط والإِبتزاز وليِّ الأَذرع كما حصل مؤخَّراً داخل المكوِّن السنيِّ عندما تعامل السيِّد رئيس مجلس النوَّاب بعقلانيَّةٍ وحكمةٍ مع الأَزمة فيما سعى آخرون إِلى توظيفِها طائِفيّاً. ج/ توظيف دُول الجِوار وبعض القِوى والزَّعامات السياسيَّة الإِرهاب لإِبتزاز العراق في ظلِّ الأَزمة الحاليَّة التي تشهدها المنطقة. اذ لازالَ الإِرهابُ أَداةً فعَّالةً من أَدواتهِم لفرضِ أَجنداتهِم السياسيَّة والاقتصاديَّة الخاصَّة التي لا تصبُّ في أَغلبِها في مصلحةِ العراق، المُحاط بذئابٍ تحاولُ إِفتراسهُ كلَّما سنحت الفُرصة. تأسيساً على كلِّ ذَلِكَ ينبغي أَن يظلَّ العراقيُّون على حذرٍ ومنتبهِين فينامُونَ بعينٍ واحدةٍ، فالعاقلُ هو الذي يأخذ بأَسوء الإِحتمالات لنحمي مُنجزنا ونحمي الإِنتصار العظيم الذي تحقَّق في الحربِ على الإِرهابِ ببركةِ فتوى الجِهاد الكِفائي التي أَصدرها المرجعُ الأَعلى وببركةِ دماء الشُّهداء وتضحياتِ الشَّعب الأَبيِّ الذي لبَّى نداء الفتوى. لا نريدُ أَبداً أَن نعودَ إِلى المربَّع الأَوَّل، ولا نريدُ أَن تراقَ الدِّماء وتُنتهك الأَعراض من جديدٍ، ولذلك ينبغي أَن نكونَ على حذرٍ وصدقَ أَميرُ المُؤمنينَ بقولهِ في عهدهِ للأَشتر {الْحَذَرَ كُلَّ الْحَذَرِ مِنْ عَدُوِّكِ بَعْدَ صُلْحِهِ، فَإِنَّ الْعَدُوَّ رُبَّمَا قَارَبَ لِيَتَغَفَّلَ، فَخُذْ بِالْحَزْمِ، وَاتَّهِمْ فِي ذلِكَ حُسْنَ الظَّنِّ}. ٢/ من الذين يروِّجون للقصفِ الإِسرائيلي للعراق هم الذين يحاولُون بشتَّى الطُّرق أَن يحتفظُوا بسلاحهِم خارج مؤَسَّسات الدَّولة والتهرُّب من تنفيذ الأَمر الدِّيواني الأَخير الذي أَصدرهُ السيِّد القائد العام للقوَّات المسلَّحة فيما يخصُّ قوَّات الحشد الشَّعبي الذي نُظَّم علاقته بمؤَسَّسات الدَّولة قانون الحشد الذي شرَّعهُ مجلس النوَّاب. ٣/ الذين تُطالب بغداد بتسليمهِم من بعضِ دُول الجِوار، ليس بصفتهِم معارضين سياسيِّين للعمليَّة السياسيَّة الجديدة التي انطلقت بعدَ سقوط نظام الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين، فالعراقُ الجديد لا يخشى المُعارضة السياسيَّة التي تكتظُّ بها البلاد، وإِنَّما بصفتهِم لصوصٌ سرقوا المال العام قبل أَن يهربُوا من البلاد بالإِضافةِ إِلى تورُّطهم في دعمِ الجماعات الإِرهابيَّة بالمالِ المسرُوق. إِنَّهم لصوصٌ ومجرمُون مطلوبُون للقضاء، وليسُوا معارضين أَبداً، حالهُم حال اللصِّ الهارب وزير الكهرباء الأَسبق. ٤/ النِّظام السِّياسي الحالي في بغداد لم يعقد أَيَّة صفقات سريَّة أَو مشبوهة مع أَيٍّ من دُول الجِوار لتسليمِ أَحدٍ من هؤلاء أَو من غيرهِم كما كان يفعل نظام الطَّاغية الذي كانت تسلِّمهُ دُول الجِوار المُعارضِين لَهُ لتتمَّ تصفيتهم وإِعدامهم. فعل هذا الأُردن الذي سلَّم معارضِين لنظام الطَّاغية الذَّليل منهم الشَّهيد السُبيتي وكذلكَ فعل الأَمرُ نفسهُ عدد من دُول الجِوار. حتَّى فرنسا [قِبلة الديمقراطيَّة وحقُوق الإِنسان] كانت قد سلَّمت إِثنَين من المُعارضين إِلى نظام الطَّاغية الذَّليل وكادا أَن يُعدما لولا الضَّغط السِّياسي والإِعلامي والديبلوماسي الواسع الذي مارستهُ المُعارضة العراقيَّة والذي أَفضى إِلى تدخُّل الرَّئيس الفرنسي شخصيّاً لدى الطَّاغية ليعيدهُما إِلى فرنسا وينجُوا من حبلِ المشنقة. ٥/ بعد الفشل الذَّريع المُتتالي للولايات المتَّحدة في الأَزمة الحاليَّة في المنطقة فأَنا أَعتقد بأَنَّ الرَّئيس ترامب سيعدل عن قرارِ الإِنسحاب من الإِتِّفاق النَّووي ويعودُ إِليهِ ليبدأَ ماراثون المُفاوضات الجديدة، رُبما، بينهُ وبين الإِيرانيِّين، بعد أَن تيقَّن بأَنَّهُ غَير قادر على إِجبارهم للجلوس على طاولة المُفاوضات بدونِ إِقناعهِم بجديَّتهِ والتي تتبيَّن بالعودةِ إِلى الإِتِّفاق وإِلغاء العقوبات الأَخيرة. ١٥ آب ٢٠١٩
*
اضافة التعليق