بغداد- العراق اليوم: منذ نشأته والى الآن يصر الحزب الشيوعي العراقي على صفة يمكن ان تكون لازمته، انها صفة النزاهة المفرطة، والولاء الوطني القح، هذه الصفات التي ولدت مع هذا الحزب، اصبحت اليوم مدار احراج لقوى واحزاب سياسية مشاركة في الحكم، فالنزاهة العالية ونطافة اليد التي يتمتع بها قادة وأعضاء، بل وانصار هذا التشكيل الوطني العريق، اصبحت عنواناً للمقايسة، وشاهداً للمقارنة، فأمام هول الفساد وغول النهب والتدمير للدولة ومؤسساتها، يقف حزب وحيد رافعاً يديه البيضاء من غير سوء، حتى بات دون جدل حزباً استثنائياً ومدهشاً قولاً وفعلاً في الساحة السياسية، وإلا بماذا نفسر وصول قياديي هذا الحزب واعضائه لمواقع المسؤولية ثم يغادورنها دون ان يستولوا على قلم حبر واحد ؟! إن هذه الخصلة المفقودة، والعملة النادرة، لا يملكها غير الشيوعيين العراقيين شاء من شاء، وابى من أبى بل ان الشهادة من العدو تأتي قبل الصديق، لتعزز مقالنا هذا وتدعمه. وللحق فإن عنوان النزاهة ليس شعارًا يرفعه الحزب، ابدًا، انه منهج ومسيرة طويلة حافلة بالنضال، تكللت بتربع هذا الحزب على عرش الوطنية والضمير الأبيض اليقظ. وطبعاً فإن مناسبة هذا الحديث، ما فجرته دائرة عقارات الدولة من فضيحة مجلجلة، نعم هي فضيحة بمعايير هذا الزمان، لكن ليس للحزب الشيوعي، مؤكدًا، بل للقوى والاحزاب التي تسرق عقارات الشعب وتستولي على امواله، نهارًا جهارًا، فيما يطلق الحزب الشيوعي هذه الومضة في عتمة التكالب، وهو ينبري الى مراجعة هذه الدائرة كأي كيان متحضر، ويقوم بتسوية ملف المستحقات المالية عن اجر المثل لبعض العقارات المستأجرة من قبل الحزب ومحلياته، بموجب عقود رسمية شفافة وبموجب القانون، لذلك تجد ان هذا الأمر ادهش ادارة دائرة العقارات، التي كانت ومازالت تضطر الى اخذ جيوش أمنية جرارة، الى عنصر بسيط في أي حزب او تشكيل مغمور لاخلاء عقارات تابعة لها قد تكون مخصصة كمدرسة او مشفى استولى عليها هذا العنصر. فيما يقوم الحزب الشيوعي العريق، بهذه المبادرة المدهشة، دون أمر، أو تنبيه أو تحذير، أو كتابنا وكتابكم، لذلك وجهت هذه الدائرة الشكر والتقدير هذا الحزب، وهو شكر بمثابة رصاصة لكل من استولى على اموال الشعب العراقي، سواء أكان كياناً أو شخصاً، وهو شكر يستحق ان يعمم بكتاب رسمي من الحكومة في كل الشوارع ووسائل الإعلام ليكشف عن حقيقة العمل السياسي، ومدنية العمل الحزبي والتزامه بالقوانين والتشريعات. ليس مديحًا للحزب الشيوعي منا، ابدًا، قدر ما هو تذكير لكل من يستولي على مناطق ومربعات كاملة بدعوى العمل الحزبي، ان يستحي على الأقل من نفسه، ومن حزب الشهداء (الحزب الشيوعي العراقي)، وان يعيد للدولة حقوقها، وقبل ذلك ان يوقف قدميه من السير على طريق النهب والسلب الذي لا يليق بمن يطلق على نفسه سياسياً، وهو اقرب لقطاعي الطرق واللصوصية مؤكدًا. نعم، يصر قادة الحزب الشيوعي ان يحرجوا الاحزاب دوماً، في تسابقهم الى العمل الوطني النبيل، والالتزام بالمبادئ والقيم والشعارات التي يطلقونها، فهكذا يكون العمل السياسي والا فلا.
*
اضافة التعليق