بغداد- العراق اليوم:
وصف سكان مناطق أهوار الناصرية وعود إنعاش وتطوير الأهوار التي أطلقها المسؤولون إبان الترويج لانضمامها للائحة التراث العالمي بالكذبة الكبيرة ، وفيما أشاروا الى أن الموازنات التي أعلن عنها لإنعاش الأهوار بعد انضمامها للائحة المذكورة لا تعدو كونها موازنات على الورق ولا أثر لها على أرض الواقع ، أكدوا إن مناطق الأهوار لازالت تفتقر الى مشاريع حقيقية للنهوض بواقع خدماتها وتحسين أوضاعها الاقتصادية والمعيشية رغم مرور نحو ثلاث سنوات على انضمام الأهوار للائحة التراث العالمي . وقال رئيس منظمة الجبايش للسياحة البيئية رعد حبيب الاسدي للمدى إن ” مناطق أهوار الناصرية لم تشهد أي تغيير يذكر بعد انضمامها الى للائحة التراث العالمي ، فالحكومة لم تقدم حتى الآن أي برنامج أو مشروع للنهوض بواقع الأهوار وتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للسكان المحليين” ، وأردف إن ” كل ما تم تقديمه لسكان الأهوار هو عبارة عن وعود غير حقيقية “. وأوضح الاسدي إن ” الموازنات التي أعلن عنها لأنعاش الأهوار بعد انضمامها للائحة التراث العالمي لا تعدو كونها موازنات على الورق ولا أثر لها على أرض الواقع”، مؤكداً إن ” مناطق الأهوار تفتقر حالياً الى الكثير من المتطلبات الحياتية ولاسيما الخدمات الأساسية والطرق المعبدة والمدارس والمؤسسات الصحية ناهيك عن افتقارها لمقومات دعم القطاع السياحي “.
وأوضح رئيس منظمة الجبايش للسياحة البيئية إن ” القاعدة الأساسية للنهوض بأي منطقة هو الاهتمام بالمستوى المعيشي لسكانها وإن مناطق الأهوار غنية بمواردها الطبيعية ، لكن للأسف لم يجر توظيفها بالصورة الأفضل”،
مبيناً إن ” إنعاش مناطق الأهوار يتطلب دعم القطاع الاستثماري فضلاً عن الدعم الحكومي”، منوهاً الى أن ” مناطق الأهوار لا زالت تفتقر الى النشاطات الصناعية والتنموية التي توفر فرص العمل للسكان المحليين وهذا ما أخذ يستنزف الموارد الطبيعية في مناطق الأهوار من خلال اعتماد السكان على الصناعات الحرفية وصيد الأسماك فقط وباستخدام طرق بدائية ووسائل صيد جائرة كالصعق بالكهرباء والسموم واستخدام شباك الصيد غير القانونية ذات الفتحات الصغيرة “.
وأضاف الاسدي إن ” مناطق الأهوار بحاجة الى مصانع للحليب والألبان وأخرى للاعلاف وتعليب الأغذية وصناعة الورق ، منوهاً الى أن ” مناطق الأهوار تتوفر فيها الثروتين السمكية والحيوانية متمثلة بقطعان الجاموس فضلاً عن توفر المواد الطبيعية لصناعة الورق والأعلاف”.
وعن طبيعة المشاريع الحكومية التي جرى تنفيذها خلال الأعوام المنصرمة في مناطق الأهوار قال رئيس منظمة الجبايش إن” غياب التخطيط وسوء الإدارة والفساد أدت الى ظهور مشاريع وهمية ومشاريع غير جيدة “، منوهاً الى أن ” معظم سكان الأهوار غير راضين عن تنفيذ أغلب المشاريع التي أنشئت في مناطقهم ومن بينها نصب شهيد الأهوار الذي انفقت عليه الحكومة الاتحادية أكثر من 20 مليار دينار وشيدته في منطقة تفتقر لأبسط الخدمات الأساسية التي يحتاجها سكان الأهوار”.
ودعا الأسدي الى أن ” تكون الأموال المخصصة لمناطق الأهوار بأيادي أمينة وأن تنفق بمشاريع حقيقية يحتاجها سكان الأهوار فعلياً وأن لا تخصص موازنات على الورق وتذهب الى جيوب السراق والفاسدين”، منوهاً الى أن ” مناطق الأهوار لا زالت تفتقر الى أبسط المقومات المطلوب أن توفرها الحكومة لدعم القطاع السياحي” مبيناً إن ” جميع الفعاليات السياحية في مناطق الأهوار تجري حالياً بجهود فردية من قبل السكان المحليين ولا يوجد أي دور للجهات الوزارية في هذا المجال”.
لافتاً الى أن ” منظمة الجبايش للسياحة البيئية وهي منظمة مجتمع مدني تمكنت وبجهودها الخاصة من إنشاء متحف فولكلوري يمثل جزءاً من التاريخ الحضاري والطبيعي لسكان الأهوار بمبلغ 60 مليون دينار ولو تم تسليم الأموال الحكومية التي تم تخصيصها في السابق لمناطق الأهوار الى أيادٍ نزيهة وكفوءة لكان وضع الأهوار أفضل بكثير”.
وكان رئيس اللجنة الفنية في مجلس محافظة ذي قار ونائب رئيس اللجنة التنفيذية العليا لملف الأهوار والآثار المهندس حسن الاسدي قد ذكر في (مطلع شباط 2019 ) إن مناطق الأهوار لم تذكر نهائياً في موازنة 2019 ولازال ملف إدراج مناطق الأهوار والآثار على لائحة التراث العالمي مهدد جداً بإزالته من تلك اللائحة وذلك لعدم الالتزام بتأهيل البنى التحتية المطلوب توفرها ضمن شروط الانضمام للائحة التراث العالمي “، مؤكداً إن ” حرمان الأهوار من التخصيصات المالية يشكل خطراً مباشراً على ملف إدراجها ضمن لائحة التراث العالمي كون الحكومة المركزية لم تدعم ملف الأهوار بصورة مطلقة ولم تخصص له أية أموال لتأمين متطلباته وتلبية شروط منظمة اليونسكو الخاصة بإدراج الأهوار ضمن لائحة التراث العالمي”.
وأشار الأسدي الى أن تخصيصات الأهوار ما هي إلا مجرد تصريحات وأخبار تتداولها وسائل الإعلام ولم تتلق مناطق الأهوار أية أموال لإنعاشها وتلبية متطلباتها الأساسية.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، وافقت يوم الأحد (الـ17 من تموز 2016)، على ضم الأهوار والمناطق الآثارية فيها، إلى لائحة التراث العالمي بعد تصويت جميع الأعضاء بالموافقة. وبموجب قرار منظمة اليونسكو فان الأهوار والمواقع الآثارية التي أدرجت على لائحة التراث العالمي هي أور وأريدو وهو الحمار والحويزة والأهوار الوسطى في ذي قار وميسان، الوركاء في المثنى، وهور الحمار الشرقي في البصرة.
وكان وزير الدولة لشؤون الأهوار حسن الساري افتتح يوم السبت ( 14 اكتوبر 2012 ) ، مشروع نصب الشهداء في قضاء الجبايش بكلفة 23 مليار دينار وهو ما أثار في حينها تذمّر السكان المحليين الذين تفتقر مناطقهم لأبسط الخدمات الأساسية ولاسيما الماء الصالح للشرب.
*
اضافة التعليق