بغداد- العراق اليوم:
بعد نحو 16 عاما من العزلة شبه التامة، قررت الحكومة العراقية فتح معقلها شديد التحصين "المنطقة الخضراء" في بغداد أمام المواطنين. وأعلنت الحكومة العراقية، افتتاح جميع شوارع المنطقة الخضراء، حيث يقع مقر الحكومة وسفارات أجنبية بينها الأمريكية والبريطانية، أمام حركة السيارات على مدار الساعة مع بداية عيد الفطر. وجاء في بيان مكتب رئيس الوزراء العراقي "عادل عبدالمهدي"، ورد ل ( العراق اليوم) أن "المنطقة الخضراء افتتحت، صباح اليوم بشكل نهائي"، مشيرا إلى أن عدد الشوارع التي افتتحت بلغ 10، فضلا عن رفع 12 ألف كتلة إسمنتية من المنطقة. يأتي ذلك، بعد سلسلة فتوحات جزئية للمنطقة الرئاسية، أقرتها الحكومة بعد تولي "عبدالمهدي"، منصبه في أكتوبر / تشرين الأول الماضي. وكان "عبدالمهدي"، قال خلال مؤتمر صحفي الأحد، إن هذه الخطوة تعني أن الحكومة "مطمئنة على الوضع الأمني وتريد أن يتحرك الشارع والمصالح والأسواق في مدينة بغداد"، التي تعد ثاني عاصمة عربية من حيث الكثافة السكانية ويسكنها نحو 8 ملايين نسمة. والمنطقة الخضراء هو اسم دخيل على جغرافية بغداد وتاريخها، وهي عبارة عن ثلاثة أحياء سكنية متجاورة تقع بقلب العاصمة، وتتوسط جانبي الكرخ والرصافة على نهر دجلة تم اقتطاعها وإحاطتها بأسوار إسمنتية عالية بعد أيام من سقوط نظام البعث. وتقع بداخلها القصور التاريخية لبغداد التي ظلت الأنظمة الحاكمة لها تتخذها مقرا لها منذ قرون طويلة بدءا من العباسيين وما تلاهم مرورا بالعثمانيين ثم الاحتلال البريطاني. وأصبحت هذه المنطقة التي تصل مساحتها إلى 10 كيلومترات مربعة في قلب بغداد، خاضعة لحماية مشددة ومنع الدخول إليها من قبل العامة منذ احتلال العراق من قبل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة عام 2003، للإطاحة بنظام الرئيس المقبور "صدام حسين". وشهدت هذه المنطقة، خلال السنوات الماضية، انفجارات وأعمال ارهابية ، رغم تحصينها وإحاطتها بسياج أمني كبير، وأسلاك شائكة، وحراستها من قبل أفواج حماية خاصة. وحسب مصادر عراقية، فإن حكومة "عبدالمهدي" عازمة على فتح المنطقة الخضراء بشكل نهائي، وكذلك فتح مطار بغداد الدولي أمام حركة المسافرين، ورفع جميع القيود المتعلقة بتعقيدات وصول المسافرين إلى المطار. وتحسنت الأوضاع الأمنية في عموم العراق، وانخفض الارهاب خصوصا في العاصمة بغداد، بعد مرور نحو عام ونصف على إعلان الانتصار الكامل على تنظيم "داعش "، الأمر الذي دفع الأمم المتحدة إلى التوقف عن نشر التقارير الشهرية لأعداد ضحايا الارهاب في البلاد.
*
اضافة التعليق