بغداد- العراق اليوم:
قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، الجمعة، إن “السيناتورة الديموقراطية تامي داكويرث، عادت بتحذيرات خطيرة بعد زيارتها الاخيرة للعراق”، مبينةً أنها حذرت من “المخيمات التي تسكنها عائلات مقاتلي عناصر داعش، التي تعتبر وسيلة مناسبة لمساعدة عناصر التنظيم في نشاطاتهم”، في حين حذر تقرير آخر من “وجود زواج بلا عنوان يمارسه حراس المخيمات مع النساء المحتجزات”. وذكر المحلل السياسي لشبكة سي أن أن، والكاتب في واشنطن بوست، جوش روجين ، في تقرير أن “داكويرث زارت للعراق لاول مرة منذ إسقاط مروحيتها التابعة للجيش الأميركي فوق بغداد في عام 2004، واجتمعت مع القادة العسكريين الأمريكيين على أرض الواقع، وكبار المسؤولين الحكوميين العراقيين والممثلين الدوليين، لكنها عادت إلى واشنطن لدق ناقوس الخطر بشأن المشاكل الملحة التي لم تحل في الحرب ضد داعش التي تهدد أمنهم وأمننا”. فقدوا ارضهم لكنهم منتشرون بشكل اكبر. ووفقاً للتقرير، فإن “داكويرث قالت لمجموعة صغيرة من الصحفيين: جئت للعراق لأعرف ما كان يحدث على الأرض، فهو على حافة الهاوية”، محذرة من “انتشار ونشاط عناصر تنظيم داعش مرة أخرى داخل العراق على الرغم من انتهاء دولتهم، فهم لم يعودوا يحتفظون بالأرض، لكنهم في كل مكان”. واشار، الى أن “داكويرث اعلنت عن احتجاز الحكومة العراقية لنحو 30،000 من أرامل وأطفال جنود تنظيم داعش وضعتهم في معسكرات الاعتقال في الصحراء، من بينهم 10 الاف طفل دون سن الخامسة، في حين يمر مقاتلو داعش إلى هذه المخيمات والخروج منها بحرية، ويدفعون معاشات الأرامل ويجندون من بين الأطفال، أثناء وجودهم هناك، ويستفيد العناصر من الغذاء والرعاية الطبية المجانية”. وأكمل، أن “السيناتورة شددت على ضرورة ممارسة الحكومة الأميركية مزيداً من الضغوط على بغداد للتوصل إلى خطة حقيقية لكيفية إعادة دمج هؤلاء الأشخاص في المجتمع”، معتبرةً أن “عدم إحراز تقدم في إعادة الإعمار سيغذي الفقر، الذي بدوره يغذي المزيد من التطرف”. وبشأن الوجود العسكري الاميركي، افادت بأنه “يمثل حديد التسليح في هيكل التحالف الدولي، ما يعني عدم وجوب مغادرة هذه القوات في أي وقت قريب، فيما اعترف القادة العسكريون الأميركيون على الأرض بأن ترامب لم يقم باستشارتهم قبل اعلانه الانسحاب من سوريا، وبالتالي لا يستطيعون طمأنة العراقيين بشكل موثوق بأن الولايات المتحدة موجودة هناك”. ويؤكد التقرير، “أهمية ان تستمع واشنطن إلى ما نقلته داكورث، عبر زيادة اميركا لمشاركاتها الدبلوماسية والاقتصادية في العراق، والإعلان عن التزامها طويل الأجل بأمن العراق”. بغداد تفكر بعزلهم عن المجتمع وتقول الصحيفة في تقرير آخر، إن “الحكومة العراقية تدفع باتجاه انشاء معسكر خاص لـ30 الف من عائلات داعش المحتجزين”. ويكمل التقرير، أن “المنظمات الإنسانية رفضت فكرة عزلهم في معسكرات، خشية منها أن تعرقل الجهود التي ترمي الى إعادة الاندماج في المجتمع، وفي بعض الحالات تزيد من التطرف معهم”، مبيناً أن “تلك الاعتراضات ادت الى الغاء فكرة إنشاء معسكر جديد بالقرب من تلعفر في محافظة نينوى، ولكن مع ذلك ما زال كبار المسؤولين العراقيين يعارضون فكرة تشتيت العائدين من تنظيم داعش”. وافاد، احد المسؤولين لكاتب التقرير، مشترطاً عدم ذكر اسمه بسبب حساسية المعلومات، بأن “الهدف من الفكرة هو اختيار مكان خاص لاحتواء هؤلاء الأشخاص، لأسباب أمنية، ولكن أيضًا لإبقائهم على قيد الحياة، فإذا عادوا إلى مناطقهم، فسيتعرضون للهجمات الانتقامية من قبل أشخاص فقدوا أقاربهم من قبل تنظيم داعش”. وأكد التقرير، أن “المسؤولين في بغداد قضوا شهوراً للتفاوض على صفقة لإعادة أكثر من 30 الف مدني الى وطنهم، وهم الآن تحت سيطرة الكرد السوريين المتحالفين مع الولايات المتحدة، الذين لا يملكون الوسائل ولا الرغبة في الاستمرار في احتجازهم”. بينما يتحدث، مسؤول في احدى المنظمات الانسانية، بأن “حوالي 20 ألف عراقي عادوا طواعية إلى العراق منذ بدء القتال ضد داعش وأكثر من 1700 أسرة في الهول سجلت أيضا لدى الأمم المتحدة للعودة الطوعية، في حين ان الجدول الزمني لعودتهم ما يزال غير واضح”، مشيراً الى أن “المنظمات تدفع باتجاه وضع العائدين في أربعة مخيمات قائمة، وتوفر الأمم المتحدة الغذاء والرعاية الطبية وغيرها من الخدمات”. زواجات قسرية يمارسها حراس امن المخيمات ونقل التقرير عن عوائل انخرط أبناؤها في التنظيم، أن “البقاء في المخيم سيتركها مشردة بشكل دائم وعرضة للاستغلال من قبل الجماعات المسلحة ومسؤولي المخيم، إذ أن النساء مستهدفات بالعنف الجنسي، على أيدي رجال الامن وحراس المعسكر، أو الزواج القسري”. وتوضح، إحدى نساء المخيم التي تبلغ 16 عاماً من العمر، أن “هذه الزيجات هي مجرد زيجات جنسية، لكن لا يمكنك قول لا، فهم يأخذونك لمدة أسبوع أو لبضعة أشهر، قبل أن يرميك في المخيم، ويقول لك فقط أنت ابنة داعش لا أريدك بعد الآن”. وتقول كواكب، التي تبلغ من العمر 40 سنة، وتعيش في مخيم الخازر قرب نينوى، إن “ابنتيها قد أُرغمتا مؤخراً على الزواج لفترة قصيرة من أشخاص من خارج المخيم بعد أن سمح لهم الحراس باختيار زوجة، في خيمة قريبة”، بينما قالت عائلة أخرى إن “الشيء نفسه حدث لثلاثة من أطفالهم”. وأكملت، أنها “حاولت عبور نقطة تفتيش للوصول إلى مكتب التوثيق للحصول على إذن بالعودة إلى المنزل، لكن قوة أمنية اوقفتها وهددتها بالقتل في حال محاولتها العودة للمنزل مرة أخرى”.
*
اضافة التعليق